الأثنين 23 ديسمبر 2024 / 22-جمادى الآخرة-1446

عاصفة الحزم



عاصفة الحزم…
لَقَدْ أَثْبَتَ التَّارِيخُ الصَّفَوِيُّ أَنَّ الصَّفَوِيِّينَ يُقَاتِلُونَ بِغَيْرِهِمْ.
لَقَدِ اسْتَنْبَتُوا لَهُمْ فِي الْيَمَنِ ذِرَاعًا مِنَ الْفِرْقَةِ الْجَارُودِيَّةِ الَّتِي انْشَقَّتْ عَنِ الزَّيْدِيَّةِ، وَرَبَّوْا قَادَتَهَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فِي قُمْ وَطهْرَانَ، ثُمَّ أَعَادُوهُمْ وَأَغْدَقُوا عَلَيْهِمُ الْأَمْوَالَ وَالسِّلَاحَ مِنْ أَجْلِ تَشْكِيلِ قُوَّةٍ لِاخْتِطَافِ الدَّوْلَةِ فِي الْيَمَنِ, كَمَا فَعَلَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ فِي لِبْنَانَ، وَكَمَا فَعَلَ النُّصَيْرِيُّونَ فِي الشَّامِ. وَبِخِيَانَاتٍ مِنْ قِيَادَاتٍ فِي الْيَمَنِ وَشِرَاءٍ لِلذِّمَمِ، وَتَوَاطُئٍ دَوْلِيٍّ لِإِكْمَالِ المَشْرُوعِ الصَّفَوِيِّ لِيُطَوِّقَ أَهْلَ السُّنَّةِ وَيَخْنِقَهُمْ, تَسَاقَطَتْ مُدُنُ الْيَمَنِ وَاحِدَةً تِلْوَ أُخْرَى، حَتَّى أَخَذُوا الْعَاصِمَةَ وَزَحَفُوا عَلَى عَدَنَ فِي غُرُورٍ وَكِبْرِيَاءَ، يُوَازِيهِ غُرُورٌ مِنْ طِهْرَانَ بِأَنَّ الْأَمْرَ قَدِ اكْتَمَلَ لَهُمْ، وَأَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ مُرْتَهَنُونَ لَهُمْ.


إِنَّ أَحْدَاثَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَالْيَمَنِ أَثْبَتَتْ أَنَّ الدَّوْلَةَ الصَّفَوِيَّةَ أَضْعَفُ مِمَّا يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَنَّهَا تَبُثُّ الرُّعْبَ دِعَايَةً لَهَا، وَلَوْلَا الْحِبَالُ المَمْدُودَةُ لَهَا سِيَاسِيًّا وَعَسْكَرِيًّا مِنَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ, لَما تَمَدَّدُوا فِي دِيَارِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ, فالباطل لا يدوم مهام قويتْ شوكتُه, وكثرَ أنصارُه وأتباعه..
لِذَا فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَى أَهْلِ الرَّأْيِ فِي الْبِلَادِ الْإِسْلَامِيَّةِ قَطْعُ الْأَذْرُعَةِ الصَّفَوِيَّةِ، وَالَّتِي تُرِيدُ تَطْوِيقَ أَهْلِ السُّنَّةِ، كَمَا يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُؤَيِّدَ الدُّوَلَ الْإِسْلَامِيَّة فِي قَطْعِ الذِّرَاعِ الصَّفَوِيِّ الْحُوثِيِّ لِيَرْتَاحَ مِنْهُ أَهْلُ الْيَمَنِ، وَيَنْعَمُوا بِالْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ.

معاشر المسلمين: إنّ سياسةَ المملكةِ العربية السعودية, بقيادة الحكيمِ الْمَلِكِ سلْمان سلّمه الله, لم تلجأ للاعتداء, ولم تشعل الحرب, ولم تتجه حول الفتن والقلاقل أبدًا. إلا أنّ دولةَ المجوس لم تتركنا, وعِصابةَ الروافضِ لم تَدَعْنا, فنحن نميل إلى الْرَّحمة وهم يجنحون إلى العذاب, نحن ندعو إلى السلام, وهم يُحرّضون على الحرب والإرهاب. دخلوا بلادَ العرق والشام, وتمادوا في البغيِ والإجرام, وعاثوا قتلاً في أهل الإيمان, فيا وَيْحَهُمْ يَوْمَ أنْ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ, فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ. حتى جاءتْ الْمُصيبةُ التي لا صبر بعدها, والجريمةُ التي لا غُفران معها, وهي احتلالُ اليمنِ بلدِ الحكمة, فأرسلوا ذراعهم المجوسيّ, فاسْتجاب لهم الحوثيّ, فقَتلَ وبغى, حتّى إذا بلغ السيلُ الزّبى, وحامَ بعصاباتِه حول الْحمى, فاسْتولى على صنعاءَ وحاصر عدن, وذاق أهلُ السنة من صواريخه وسلاحِه صنوفَ الْمحن, وعقد الصفقات مع الدولة الصفوية, فأمدّوه بِمُختلف الرجال والعتاد, لِيَسْتولوا على كافَّةِ أرجاءِ البلاد، لكنّه أمرٌ دونه خَرْطُ الْقَتَاد.

حينها لَجَأنا للحرب ولسان حالنا:
إنْ لم يكنْ إلا الأسنةَ مركبٌ … فلا رَأْيَ للمضطرِّ إلا ركوبها
فأجمع عقلاءُ قومنا وَفَّقَهُمُ اللهُ على القتال, واسْتعدّوا للطّعن والنّزال. ولم يَنْتَظِرْ قائدُنا الْموفقُ إلى حين اجتماع الدول العربية, بل زَأَرَ فانْتخى لنخوتِه كثيرٌ من الدول, وأرسلوا الطائرات والباخرات….إن المتأمل في سجل الأيام يبصر بجلاء أن المسافة بين المجد والثار ثبات أو فرار, وأن الفاصل بين العزة والهوان قرار يتخذ في ثوان.

إنه مشروع ميلاد جديد للردع والتضامن العربي الإسلامي, لإيقاف اللعبة الإيرانية المجرمة, التي ما دخلت بلداً إلا أفقرت من استغنى بها, وأذلت من استعز بها, وأوهنت من استقوى بها.
فالسعودية لا تضرب الحوثي فحسب, بل تضرب مشروعاً خبيثاً بيت لها, وترد عدواناً لئيماً استهدفها. بهذه اللغة ستفهم إيران, ويجب ألا تخدعنا بالمفاوضات, فالحزم الحزم, والحسم الحسم.
لقد تمادَى الحوثيّون المجرمون, فتخطوا الخطوطَ الحمراء, ونَسَفَوا المواثيق والاتفاقيّات. وسفكوا دماء الأبرياء, وشرّدوا الأتقياء, وسجنوا والعلماء, وأتلفوا الأموال المعصومة, وهدموا مساجد أهلِ السّنة والجماعة, وفجّروا حلقات تحفيظ القرآن, والمعاهدَ والجامعاتِ. وما فتئوا يعبثون باليمن السّنيّ, وأطلقوا التصريحات الخبيثةَ, التي تهدّد العبث بأمن الخليج, وَغَزْوِ مكةَ والمدينة.

إنّ الأمة الإسلامية السنيّة, اتفقت على تأييدها لعملية “عاصفة الحزم”, لوقف تقدم الحوثيين في اليمن, وإنقاذِه من براثن الاحتلال الإيراني الأثيم, وهو واجبٌ شرعيٌّ ووطنيّ.
والواجب على علماء اليمن ودعاتِهِا, أنْ يُوحّدوا كلمتهم, وينبذوا الخلافات بينهم.

معاشر الكرام: هذه الحرب جهاد في سبيل الله تعالى لمن صحت نيته, وأراد بقاتله أن تكون كلمة الله هي العليا.
وعلينا الإكثار من الدعاء والإلحاح على الله بالنصر والتسديد . ولنحذر من الاغترار بعدد وعتاد, فهي لن تغني شيئا بلا إعانة من الله سبحانه: ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ). وعلينا الإكثار من الذكر وسؤال الله الثبات للمقاتلين المجاهدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ولنبتعد عن السخرية والاستهزاء والتندر, فالخطب جلل والأمر ليس بالسهل. ولنحذر من تناقل الأخبار والصور الخاصة بالتحركات الأمنية, فأمن الوطن أهم من الشهرة, فأنت درع للوطن.
ولتكن أحاديثنا في مجالسنا حديث حكمة ومؤازرة وتفاؤل بنصر الله لأهل الإيمان, وأنه سبحانه ناصرٌ جندنا على أهل الضلال.
ولنحذر من الاستماع للمخذلين, والمحللين لأسباب التخذيل, في قنوات السوء, والقنوات الرافضية, فلا تلتفتوا إليهم, بل أعرضوا عنهم.
وعلينا العودة إلى الله تعالى والتمسك بشرعه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ففي ذلك الفوز والفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة.
والأمل يحدونا في ألا تتوقف عاصفة الحزم حتى تحقق جميع غاياتها, وذلك بتطهير اليمن الحبيب من عصابات الغدر والخيانة والعمالة, وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

يا غارة الله هبي حرري اليمنا…ولقني الحوث فيها الموت والعفنا
للحزم عاصفة لله ثائرة…….قد أرخص الجند فيها الروح والبدنا

اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لكل خير, اللهم احم بلادنا وجميع بلاد المسلمين من رجس المجوس الحاقدين, وأخرجهم من أراضي المسلمين أذلة صاغرين, اللهم سدد رمي جنودنا, ورد كيد الرافضة والحوثيين وجميع أعداء الإسلام في نحورهم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم عليك بالرافضة والمنافقين والعلمانيين, اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك, وخالف بين كلمتهم وألق الرعب في قلوبهم, وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب ، اللهم اهزم الحوثيين المعتدين والرافضة الظالمين ، اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اللهم خالف بين كلمتهم، وفرق جمعهم ، واهزم فلولهم، وشتت جيوشهم، اللهم ألق في قلوبهم الرعب وألبسهم لباس الخوف والذل، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن بعدهم عبرة وآية، اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك وعظيم قوتك وبالغ حكمتك ، اللهم احفظ علينا ولاة أمرنا، وابسط أمننا، وأهلك عدونا، ووحد صفوفنا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا، اللهم أنت ولينا ونصيرنا ، بك نحاول وبك نصاول وبك نقاتل ، اللهم واربط على قلوب جنودنا, والمرابطين على حدودنا وثغورنا، والذائدين عن مقدساتنا, اللهم قو عزائمهم ، وأنزل السكينة عليهم، اللهم أنزل عليهم نصرًا من عندك ، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم. يارب العالمين.
صلوا بعد هذا وسلموا…

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم