هناك عدة تعاريف للتربية ومن هذه التعاريف ما يعرف به اللُغَويُّون في معاجمهم للفظة التربية بأنها: (إنشاءُ الشيءِ حالاً فحالاً إلى حَدِّ التمام ) و(ربُّ الولدِ [[ربّاً]] : وليُّه وتَعَهُّدُهُ بما يُغذِّيه ويُنمِّيه ويُؤدِّبه…) .
أما التعريف الاصطلاحي للتربية:
فإنه مجموعة من العمليات يستطيع بها المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وهي أيضاًَ تعني في نفس الوقت التجديد المستمر لهذا التراث وللأفراد الذين يحملونه. فمن هنا فهي عملية نمو ليست لها أية غالة إلا للمزيد من النمو، فعي تعتبر الحياة نفسها بنموها وتجددها.
وهذه بعض التعريفات للتربية لبعض العماء نذكر منهم:
فمن هنان يعتقد Herbart بـأن ما يقصد بعلم التربية هو “علم يهدف إلى تكوين الفرد من أجل ذاته، وبأن توقظ فيه ميوله الكثيرة ”
ويرى Durkheim التربية أن فيها ” تكوين الأفراد تكويناً اجتماعياً ”
ويرى الفيلسوف النفعي J. Mill بأن التربية هي”التي تجعل من الفرد أداة سعادة لنفسه ولغيره”.
أما John Dewey فيرى أنَّ التربية ” تعني مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع أو زمرة اجتماعية ، أن ينقلا سلطاتهما وأهدافهما المكتسبة بغية تأمين وجودها الخاص ونموهما المستمر . فهي باختصار” تنظيم مستمر للخبرة “.
كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين. كما تعتبر التربية كإعداد للمواطن الصالح : فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة ومن هنا فإن التربية كإعداد يحقق الأغراض الدينية : إن ارفع العلوم حتما هو معرفة الله وصفاته، ولكن العلوم لم تقيد بهذا الحد. والتربية الاسلامية (وهي جزء من التربية الدينية): التربية الاسلامية هي عملية بناء الانسان وتوجيهه لاعداد شخصية وفق منهج الاسلام وأهدافه في الحياة. والنزعة الإنسانية في التربية : إن التربية الكاملة هي تلك التي تمن الرجل من أن يقوم بكل الواجبات الخاصة والعامة، وقت السلم وزمن الحرب بكل حذاقة واعتزاز. والمعرفة وطريقة البحث كهدف أعلى للتربية : بدا توسع العلوم واضحا منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الاحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة
التنشئة الاجتماعية:
وتعتبر التنشئة الاجتماعية تبدأ من البيت بواسطة الأسرة حيث في جيل الرضاعة والحضانة المبكرة هي الوكيل الوحيد قبل أن تنتقل وكالتها إلى المربية في الروضة والى المربية والمعلمة في المدرسة. حيث تصبح المعلمة هي وكيلة أساسية في عملية تنشئة الطفل الاجتماعية.
وعلى كل فإن التنشئة الاجتماعية الأسرية هي القاعدة الأساسية لتنشئة الطفل وكيفما يتم التعامل معه في البيت في مراحل نموه الأولى هكذا ينشأ ويترعرع ويصبح من الصعب تغيير سلوكه إنما يكون هناك حالات تعديل سلوك، وبما أن الوظيفة الأساسية للأسرة هي تنشئة أطفالهم تنشئة اجتماعية فإن الأسرة على عاتقها عمل صعب وشاق وخاصة في توفير الأمن والطمأنينة للطفل، ورعايته في جوٍّ من الحنان والاستقرار والمحبة، إذ يعتبر ذلك من الشروط الأساسية التي يحتاج إليها الطفل كي يتمتع بشخصية متوازنة، قادرة على الإنتاج والعطاء، وكذلك تعليم الطفل على المبادئ الأساسية لثقافة الجماعة ولغتها وقيمها وتقاليدها ومعتقداتها. وهذا كفيلٌ بتهيئة الطفل للدخول في الحياة الاجتماعيَّة من بابها الواسع،ويمكِّنه من السلوك بطريقة متوافقة مع الجماعة، والتكيف مع الوسط الذي يعيش فيه.
وهناك الكثير من البحوث المختلفة التي أجريت، والتي تشير إلى أهميَّة الشعور بالاطمئنان في المراحل المبكِّرة من حياة الطفل، ليستطيع الوقوف في مواجهة المثبِّطات والسلبيات في مراحل لاحقة من العمر. فالتعامل مع الطفل بإيجابية ومحبة ، واحترام فرديته ، يساهم في تفتح شخصيته، وتنمية قدراته الإبداعيَّة ، وهذا موكولٌ بالأسرة التي تستطيع أن تهيئ له فرصة التعبير عن أفكارٍ جديدةٍ وإيجابية، وتوفر له فرص القراءة والمناقشة وطرح الأسئلة. .