إذا الغيت الخوف من عقلك وقلبك، كسبت الثقة التي لابدّ منها لحياة منتصرة، وعاونت على خلق الثقة لدى الآخرين وبفصل الإيمان والشكر تستطيع أن تجعل الخوف في إجازة دائمة. “جورج مايتو آدامز”
السعادة الحقيقية هي الرضى عن كلِّ شيء، بحيث لا ترى في الأشياء إلا جانبها الجميل. لا تذم أحداً، بل اظهر المودة والفهم لكلِّ إنسان ولا تنتقد أو تغار أو تحسد أي إنسان. وتقبل الحوادث وصروف الأيّام في غير تذمر، وطالع الدنيا بابتسامة تشع السرور فيما حولك.
وإنّ كلَّ شعور سلبي من قبيل الكراهية والغيرة والقلق والاضطراب والتذمر والحسد والسخط لا نتيجة له إلا القضاء على تناسق وانسجام وظائفنا الجسدية وهدم صحتنا. بينما السلوك الودي المستبشر يجتذب القلوب وينشر التعاطف والانسجام ومساعدة زملائنا وأقراننا لنا حماسة. ويقوي في أنفسنا الحماسة والإيمان والثقة… وهي شروط لا غنى عنها للنجاح.
الدنيا تشبه بالمرآة.. وهي لا تقدم لنا صورة سوى تلك التي تلقتها منا. فإن أنت أبديت لها وجهاً مطمئناً مشرقاً بهيجاً، ابتسمت لك واشاعت حولك البهجة والإشراق.
إنّ شريعة الله المحبة والفضيلة والفرح. وفي اليوم الذي يعم فيه الحب والفضيلة الأرض يتلاشى منها الشر ويعود السلام.
وواجبك أن تدرب نفسك على المشاعر والإحساسات الإيجابية. واعتبر نفسك ذا قيمة، كي لا يهون عليك إهمال نفسك. فأنت مطالب بتنمية شخصيتك وجاذبيتك واتزانك واحترام نفسك. وتعلم كيف تأمر نفسك وغيرك وتطيع مبادئك وأهدافك التي رسمتها. وتذكر انك شخص له وزن وقيمة، وانّك موهوب، فاظهر مواهبك السامية ومارسها واظهارها للناس والعالم، وتحدث واسلك كما لو كنت حائزاً لهذه المواهب فعلاً، وما عليك إلا إظهارها، فيزيد بذلك نفوذك الاجتماعي وتقديرك.
كن دائماً مستقيماً واثقاً من نفسك هادئ النفس والاسارير وراقب ثيابك وحركاتك ووقفتك وصوتك والفاظك الإيجابية المتفائلة. ولا تفعل إلا ما هو لائق بشخص يتصف بحب الحقّ والخير والعدل.. فالكلام والهندام والإشارة هي مظاهر كلّ شخص وترجمان صفاته.
انّ الذي ليست لديه فكرة أو تصور عن امتيازه، يجب أن يكتسب هذه الفكرة وهذا القصور ويقنع نفسه بها. ويتمرن على السلوك والكلام مع الناس بكلِّ رقي وثقة في النفس.
إنّ أفعالك هي ترجمان أفكارك وذاتك الداخلية. وما دمت تحترم ذاتك فيجب أن تحترم كلَّ ما يتصل بها. تحترم ملابسك، وأثاث بيتك، وأدواتك، فكلّ شيء في محيطك وحولك يجب أن يكون مرتباً منظماً نظيفاً بادياً عليه أثر العناية والصيانة.
وعليك أن تكبر في عين نفسك لأنك فعلاً شخص مميّز وفريد من نوعه. فأنت أعجوبة الطبيعة. منذ ابتداء الخلق لم يخلق مثل عقلك، وقلبك، وعينيك ويديك… لم يخلق شخص مثلك منذ بدء الخليقة ولا يعيش اليوم شخص مثلك، ولن يأتي غداً مثلك بشكلك وصوتك ومشيتك وتفكيرك حتى بصمة أصابعك متميزة عن جميع خلق الله.
انّك نادر، ذلك قيمتك العالية لهذه الندرة والطاقة الخلاقة التي وهبها الله لك… انّك قوي… انّك مهم!
ثق بنفسك واعتقد انّك إنسان قوي وعظيم. ثق بقوة صوتك، وحكمك الصائب. وفي قوة إقناعك وقيمة رأيك وقل لنفسك في كلِّ لحظة انّك إنسان سامي. وانّ كلَّ ما تعمله أو تقوله إنّما هو ما ينبغي أن يقوله أو يعمله إنسان قدير سامي.
اصدر دائماً أفعالك عن عقل وروية وحكمة وعش وفق أهداف وبرامج صحيحة سامية، تعش آمناً هادئاً.. وآفي بقدرتك وحقك في النجاح والسعادة.
انّ الذي فرّق في المصير بين العامل الصغير وقطب الصناعة الكبير، أو بين معلم القرية وأستاذ الجامعة، هو “اتجاه فكري” اعتنقه كلّ منهما في بداية حياته. الفارق بينهما هو انّ الأوّل قال لنفسه!
– سأكون معلماً
أما الآخر فكان قوله:
– لابدّ أن أصبح أستاذاً في الجامعة.
فكلّ إنسان يصنع نفسه بسلوكه وهدفه في الحياة منذ البداية. فمن عنده الطموح يسلك سلوك الطامحين. ومن تواضع في هدفه سلك سلوك المتواضعين. والشخصية الإنسانية تنطبع بالسلوك وتتكيف به. فينبغي عليك أن تراقب سلوكك الجسدي والذهني وتختار الهدف الصحيح الذي تحبه لنفسك والناس لن يعطوك من القيمة أكثر مما تقدره لنفسك.. وكذلك الظروف وحوادث الأيّام.
وإن كان وصفك وسلوكك إزاء لا يطيب لك فعليك أن تبدأ الآن بتغيير موقفك واتجاهك الذهني وسلوكك إزاء الحياة. غير نفسك يتغير كلّ ما حولك، “وانّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فعند تجديد أنفسنا وإزالة الرواسب السلبية منها، تتجدد مصائرنا ويغمرنا النجاح والرحمة والسعادة والسلام الصحة والعافية.
ولا تظن أنّ قيمة الشخص لا تتأثر بمظهره فالجنرال له من الهيبة في ثيابه العسكرية غير ما له في ثيابه المدنية. حتى انّه يبدو في عين نفسه مختلفاً في هذا الثوب عن ذاك. البس كما ينبغي ويليق بك، وصفف شعرك، واحلق لحيتك، والبس انظف القمصان والأحذية.. وامش منتصب القامة وانظر في عيون الناس. فإنّ هذا السلوك سيحمل الناس على الفور أن يحترموك ويقدروك. واتخذ منهم دائماً مسلكاً إيجابياً حازماً. وإن غيرت مسلكك فإنّ الحوادث الخارجية والناس من حولك سيغيرون مسلكهم إزاءك. فالأمر بين يديك.. لك أن تختار أن تكون الخاضع السلبي نحو العالم من حولك أو أن تكون صاحب الرأي والسلطان والواثق من نفسه.
ثقة في النصر والنجاح:
انّ العالم يتغير حسب سلوكك إزاءه. وانّ السيطرة على الطبيعة وغزو العالم من حولك يقتضي منك أن تكون إيجابياً وسيداً. والسيد هو الذي يخضع لإرادته الحوادث أو يتكيف معها حتى يغدو مالكاً زمامها وزمام نفسه.. فإن كنت راغباً في اخضاع الحوادث والظروف لإرادتك فابدأ بالسيطرة على نفسك ثمّ وجه نفسك للانسجام مع العالم والكون واستخرج مواهبك الباحثة اللازمة للنصر والنجاح. واترك عيوبك الموروثة تخمد وتنطفىء وعليك أن تثق بوجود الصفات والملكات اللازمة للنصر في تكوينك. واعلم أنّ أكثر مشاكل الحياة وعقباتها يذلّل إذا وثق الإنسان من نفسه ومن قدرته على التغلب عليها. والناس لا يتصدون لمناهضة رجل تبدو عليه الثقة بنفسه وبحقه. ولكنهم يتصدون لمن يبدو عليه الخوف والتردد. جرب أن تدخل عمارة ويدك في جيبك وأنت تنظر أمامك كأنك تعرف الطريق وإلى أين أنت متجه، تجد الحراس أو البوابين يقفون لك ولا يسألونك إلى أين اما ان ظهرت عليك أعراض التوجس أو التردد، استوقفوك ورأيت في عيونهم بدل الاحترام علامات الضيق والزراية بشخص آخر تافه يعترض مجرى حياتهم.
وإن أنت اعرق سمعك لكلِّ الشائعات والأقاويل التي تغض وتنقض من قدرك أو تضايقك، فأنت عبد لهذه الإيحاءات. فيجب عليك أن تتحصن من هذا الضعف وأن تمتلك حريتك وأن تبدي عدم الاكتراب لكلِّ ما لا يروقك مما يشاع ويقال عنك.
أحب الناس وأظهر لهم العطف والمودة، ولكن لا تتأثر بهم ولا تنتظر منهم مدحاً ولا ذماً. ركّز اهتمامك كلّه على هدفك والموضوع الذي تريد تحقيقه. وإن أنت احتفظت بهدوئك مهما احتمت المناقشات والجدل فإنّك تكون سيد الموقف وتنتهي باجتذاب القلوب إلى صفك وكسب الرأي العام، ويتم لك في نهاية الأمر فض النزاع لمصلحتك.
وينبغي أن تجمع بين الحزم والمرونة.. فتكون حازماً كي لا تتراجع عن هدفك. وتكون مرناً لكي تتكيف بالظروف وتتجنب الاصطدام بالعقبات. واعلم أنّ التراجع خطة حربية قد تغني في موضعها غناء الفتح المنتصر، ويستحق لصاحبها أكاليل النصر والغار كما يستحقها الظافر بالانتصار. ويسمون هذه اللحظة التراجع إلى النصر. والفرق كبير بين هذا التراجع وبين الفرار.
وعند خوض المعارك انّه يلزم للتغلب على الخصم أن تكون أقوى منه.. بل يكفي أن تكون أثبت منه جناناً. انظر إلى مروّض الوحوش الضارية انّه ليس أقوى منها بيد انّ الوحوش تتردد في الانقضاض على فريسة أو عدو يسلك منها سلوكاً إيجابياً فتخاله أقوى منها ولهذا كانت قوة الروح أعظم وأفعل من قوة الجسد.
انّ كلَّ ما حولنا يخضع لنواميس وقوانين لا يمكن خرقها مثل قانون الجاذبية الكونية. وبعض هذه القوانين نعرفه.. وبعضها الآخر ما زال سره مجهولاً، وإن كنا نلمس آثاره الواقعية ولا نستطيع تعديل تلك الآثار أو صدها. ونحو هذه الأشياء الحتمية ينبغي أن نسلك مسلك الاحترام.►
المصدر: كتاب أيقظ قوة عقلك الخارقة/ كيف تتحكم في طاقتك الخفية الذهنية، الجسمية والروحية