الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

لا تغضب



الغضب هو محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها، وهو صفة ذميمة تنفر الناس وتبعدهم عن صاحبها، فهو يغضب لأتفه سبب، لأنه يحمل الناس على مايراه صوابا، ويكرههم عليه فيصرون علي ماهم عليه ولوعنادا.

جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني ،

قال: ( لا تغضب ) وردد ذلك مرارا . فالغضب لا يوصل الى اقناع الخصم و هدايته، و انما يكون ذلك بالحلم و الأناة اللتين هما من خصال المؤمنين و من اساليب الحوار الجيدة، خصوصا ان كان محاورك من سريعي الغضب، فأنت تأسره بهدوئك و طمأنينة نفسك، فالناس تحترم جدا تلك المزايا التي تنقصها.

ويؤدي الغضب في أحيان كثيرة إلي التسرع في تخطئة الآخرين، قال عمر بن الخطاب: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتي سلم، فلببته بردائه، وقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال : أقرئنيها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقلت : كذبت، فانطلقت به أقوده لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ، فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: أرسله، إقرأ يا هشام، فقرأ السورة التي سمعته يقرأ، فقال الرسول صلي الله عليه وسلم : كذلك أنزلت، ثم قال: إقرأ يا عمر ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت .

فقال الرسول صلي الله عليه وسلم”إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه”

ولذلك فلعله يكون من الأولى في بعض الأحيان وقف الحوار بشكل أو بآخر -ولو بصفة مؤقتة-حسب مايناسب الحال حتي تهدأ الأعصاب وتسكن النفوس وتزول الانفعالات.

ومن آداب الحوار أن تستنطق أحيانا أسباب غضب محاورك إن لم يجرؤ على التعبير عنها تقديرا لمقامك، ثم تقوم بعلاجها بالشكل المناسب.

ومن الخطأ غضب بعضهم الذي يحدث بسبب افتراض السوء في الآخرين.قال غوته: عامل الرجل كما هو ، وسوف يبقى كما هو ، عامل الرجل كما يجب أن يكون ويستطيع أن يكون ، و سوف يصبح كما يجب أن يكون.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم