الأثنين 23 ديسمبر 2024 / 22-جمادى الآخرة-1446

فوضى التخريب والتفحيط وغياب الرقابة!



تبدأ اليوم الأحد اختبارات نهاية العام الدراسي في التعليم العام في كافة أنحاء المملكة وتكثر بعد خروج الطلاب الكثير من السلوكيات الخاطئة من تمزيق للكتب وتفحيط بالسيارات وتحرش ومعاكسات أمام مدارس البنات، ولعل مناشدة الإدارة العامة للمرور أولياء أمور الطلاب خير دليل على رصدهم لتلك السلوكيات كل عام وطلبهم الآباء بمتابعة أبنائهم وتوجيه النصح والإرشاد لهم، بضرورة الخروج المبكر من منازلهم وذلك تفاديا للتأخير، وكذلك التأكد من وصول الطلاب للمنازل بعد انتهاء الاختبار ومتابعتهم للتأكد من عدم توجههم إلى أماكن التفحيط أو التجمهر فيها، إضافة إلى التعاون مع رجال المرور والالتزام بالتعليمات.

وأنا هنا أُشيد بما يقوم به رجال المرور والدوريات الأمنية وأن يتم تكثيف الدوريات لمتابعة الحالة المرورية خلال الاختبارات النهائية للمدارس،كما أتمنى على رجال مكافحة المخدرات الانتشار والمتابعة السرية لأماكن تجمع الطلاب حتى لا يستغلهم أصحاب النفوس الضعيفة من خلال بيع حبوب الكبتاجون المضرة.

 

إن ما يقوم به بعض الطلاب من السلوك السيئ والمفرط “بالتفحيط”، بعد خروجهم المبكر من تأدية الاختبارات، وتجاوزهم الأخلاق العامة والاعتداءات، سواء كانت شخصية أو على الممتلكات العامة هو مؤشر على غياب دور الأسرة، وعدم وجود الحزم الأمني، وضعف دور المدارس في زرع القيم التربوية، والخروج المبكر للطلاب من المدرسة، بعد انتهاء نصف الوقت من الاختبار، وافتقاد الروح الإيجابية بين الطلاب وتشجيعهم لبعض للقيام بمثل هذه الممارسات، كالتفحيط والتكسير والحرق، وغيرها من السلوكيات السلبية. كما انه من الناحية التربوية فإن الضغوط النفسية أثناء فترة الاختبارات تسبب مثل هذه التجاوزات، واستخدام بعض أولياء الأمور العنف مع الأبناء والصراخ، وعدم زرع الثقة ولين الجانب أفضى إلى جيل يمارس العنف والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، بالتكسير والتفحيط والكتابة على الجدران، وإيذاء الآخرين، فالأسرة تعيش ضياعاً وواقعاً مريراً ،ومسؤولية أولياء الأمور كبيرة في هذا الشأن من خلال تهيئة المكان والجو الملائم للطالب للمذاكرة، كما أن المسؤولية تقع على غياب دور الأسرة وعدم متابعتهم خروج أبنائهم من المدرسة، ومرافقة الطالب إلى المنزل، بعد انتهاء فترة الاختبار مباشرة سواء عن طريق الأب أو السائق أو أحد الأقارب.
والمطلوب من الجهات الأمنية في كل مدينة الضرب بيد من حديد على كل عابث أو متهور وتكثيف الدوريات الأمنية للحدّ من المضاربات والاستعراضات ويجب على إدارات المدارس زرع القيم التربوية وتكثيف التوعية داخل أسوار المدرسة لدى الطلاب خلال فترة الاختبارات ومراقبتهم أثناء الخروج من خلال بعض المناوبين من المعلمين والطلبة الثقاة، للتخفيف من بعض التجاوزات.
ورسالتي لوزارة التربية ورعاية الشباب والبلديات ومراكز الأحياء انه يجب إشغال الطلاب وسد فراغ احتياجهم بالترفيه وممارسة الألعاب الرياضية في الأندية الرياضية والمدارس التي يجب أن تكون مفتوحة أثناء الصيف، وأيضاً إعداد برامج تعليمية وترفيهية تستقطب الشباب وبذلك يفرغون طاقاتهم في ما هو مفيد لهم ولمجتمعهم.
كما أوجه نداء من خلال هذه الجريدة إلى وزارة التربية والتعليم وعلى رأسها الأمير المثقف والتربوي خالد الفيصل أن تبدأ في توزيع الآيباد في كل المدارس وتوصيل التقنية الحديثة إلى كل مدرسة عوضاً عن الكتب التي تكلف الوزارة الكثير من المال ومصيرها التمزيق والرمي في الطرقات حتى ان الوزارة أغفلت إجبار الطلاب بإعادة الكتب للمدارس للتمكن من إعادة تدويرها والاستفادة منها في الأعوام القادمة، نُريد أن نرى الثمانين مليارا والتي رصدت لتطوير التعليم واقعاً ملموساً في مدارسنا.

تويتر @myalshahrani


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم