هناك العديد من أنواع العلاج النفسي التي يمكن تقديمها للأطفال، حيث يختار المعالجون أنسب الاستراتيجيات للمشكلة المحددة والمناسبة للشخص وأسرته، حيث قد يقضي الأخصائي بعض الوقت مع الطفل منفرداً، ومع الوالدين لوحدهم، ومع الأسرة والطفل معاً. ولعل التقنيات العلاجية المستخدمة مع الأطفال تختلف عن البالغين، فالطفل بحاجة إلى من ينزل إلى مستواه العقلي والزمني، وتلمس احتياجاته عن قرب، والتعرف على مشاعره ورغباته، كيف يفكر وينظر إلى الأمور من منظار طفولي نحو العالم الكبير المحيط به.
ومن أهم الاستراتيجات العلاجية التي يستخدمها الأخصائيون مع الأطفال:
العلاج السلوكي
ويقوم على تعديل السلوك غير السوي أو غير التوافقي، والذي يعتبر متعلم ومكتسب من البيئة المحيطة، وتنظيم عملية تفاعل الطفل مع البيئة بشكل منتظم عبر تهيئة الظروف المناسبة، وتشكيل سلوكيات إيجابية توافقية جديدة، إضافة إلى إطفاء السلوكيات غير المرغوب فيها والتخلص منها أو التقليل من حدتها، وتعزيز السلوكيات الإيجابية الموجودة عند الطفل.
العلاج السلوكي المعرفي
وهذا النوع من العلاج يناسب الأطفال والمراهقين المحبطين، والقلقين، أو الذي لديهم مشكلات في التعامل مع الضغط. ويعتبر هذا النوع من العلاج تعديلاً للأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار أكثر إيجابية، ويستخدم طرق فعالة في التفكير، ويمكن أن يتضمن العمل على إدارة الضغوط التي يتعرض لها الطفل في البيت أو المدرسة، وتقديم تمارين الاسترخاء، وممارسة مهارات التعامل مع الآخرين ومع الظروف، وأشكال أخرى من العلاج.
ويستفيد بعض الأطفال من العلاج الفردي (واحد لواحد) وذلك في الحالات التي يحتاج فيها الأطفال إلى الارشاد والتوجيه، مثل الاكتئاب، الصعوبات الإجتماعي أو القلق. وفي حالات أخرى قد يكون العلاج الجماعي حلاً أمثلاً، حيث يلتقي الأطفال مع أطفال أخرين في إطار مجموعة تتراوح بين 6-12 طفل من أجل حل مشكلات وتعلم مهارات جديدة، مثل: المهارات الاجتماعية أو التعامل مع الغضب.
العلاج الأسري:
حيث يكون مجدياً في الحالات التي لا يتواصل بها أفراد الأسرة مع بعضهم بشكل كافٍ، أو يكونون غير متوافقين مع بعضهم، أو عندما يكون لدى الطفل مشكلات سلوكية. ويتضمن العلاج الأسري جلسات إرشادية مع بعض أفراد الأسرة أو جميعهم، للمساعدة في تطوير مهارات التواصل بينهم. ويركز العلاج هنا على تقنيات حل المشكلات والتي من شأنها أن تساعد الوالدين على إعادة السيطرة على زمام الأمور في الأسرة وضبط سلوك أفرادها.
العلاج باللعب:
ويكون عبر مشاركة الطفل في لعبة ما، أو ملاحظة الطفل أثناء اللعب الفرد يأو الجماعي، حيث طريقة تعامله مع اللعبة سواء بعنف أو بحنان، وطريقة أخذه زمام الأمور ولعب الأدوار، وما يترتب عليها من مهارات الالتزام واحترام الدور، كلها ذات علاقة بنفسية الطفل وانفعالاته. لذا يستخدم الأخصائيون النفسيون العلاج باللعب كنوع من التفريغ الجسدي والنفسي والانفعالي، وإتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن احتياجاته وتحقيق أهداف لا يستطيع تحقيقها في واقع الحياة الفعلية.
العلاج بالفن:
وهو وسيلة تنفيسية يقوم من خلالها الطفل بتفريغ ما يحمله من مشاعر وانفعالات على الورق، حيث لاستخدامات الألوان دلالاتها النفسية، إضافة إلى ميوله في رسم الأشياء المحيطة به، وإعطاءها قيمة، وفي الرسم يعبر الطفل عن احتياجاته المفقودة والتي لا يستطيع تحقيقها في واقع الحياة الفعلية، والتعبير أيضاً عن الأمور المزعجة والصراعات الداخلية، فكثيراً ما تتحدث رسومات الأطفال عن الكثير من مكنونات نفوسهم والتي لا تستطيع أن توصلها لنا ألسنتهم.