إنّ أصعب شيء على الإنسان هو الإحساس بالفشل والإحباط نتيجة عجزه عن تحقيق هدف معيّن، بلا شك النجاح شيء جميل وله مذاق خاص ولا يمكن نسيانه، ومَن يتذوق طعم النجاح يسع إلى المزيد منه، والفشل له طعم مر وقبيح، وكلّ إنسان يقف أمام الفشل مستسلماً يصبح مهزوماً وعاجزاً عن تحقيق أي نجاح.
هناك فرق بين مَن يواجه الفشل ويخضع ويستسلم له، وبين مَن يواجه الفشل مرة تلو الأخرى حتى يصل إلى النجاح الذي يصبو إليه، ولا يمكن أن يتحقق النجاح ما لم نؤمن إيماناً صادقاً أننا أهل لتحقيق هذا النجاح، لذلك نجد أنّ العامل النفسي مهم جدّاً في إقناع نفوسنا بتحقيق النجاح الذي ننشده، وهنا يعتقد بعض الأشخاص أنّ الفشل هو نهاية العالم وليس بدايته، لذلك هم لم يدركوا أنّ للفشل خطوات نتعلم منها كيف نصل إلى طريق النجاح والتفوق.
نجد هنا أن نظرة التفاؤل هي من أسباب النجاح، لأن مَن لا ينظر إلى الأشياء من حوله بتفاؤل فهو ينظر إليها بالعكس ويؤدي به إلى الانتكاس والفشل، ونجد أن بعض الأشخاص يميلون إلى اليأس بمجرد الفشل من أوّل مرة في حياته فيبقى قابعاً ومستسلماً لهذا الفشل.
ليس الأذكياء هم فقط مَن يصنعون النجاح، ولكن كثرة الخبرات والتعلم من فشل الآخرين هي الطريق الذي أدى إلى نجاحهم. لذلك نجد النجاح مهمة مستعصية في بدايتها، ولكن سرعان ما تتبدّد هذه الأفكار لأصحاب العقول النيّرة، لأنّ الإقدام على العمل والمحاولات المتكررة المرة تلو الأخرى أمر مهم للوصول إلى الهدف الذي يسعون إليه، ونجد هنا أنّ الثقة بالنفس والإرادة القوية تمثلان العامل الأساسي للوصول إلى النجاح الذي نريده، لأن كلّ إنسان لديه إمكانات النجاح، ولكن نجاحه يعتمد على قدرته وعلى تفجير مواهبه، والعمل عليها لتحقيق طموحه، لذلك يجب علينا أن نملأ أنفسنا بالإيمان والأمل، فالإيمان بالله أساس كلّ نجاح وهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق، والثقة بالنفس لا تعني الغرور والغطرسة، ولكن هي نوع من الاطمئنان إلى إمكان تحقيق النجاح.
ليس كلّ محاولة فشل تعني الهزيمة، ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، لأنّ الفشل لا يعني أنك إنسان فاشل، بل يعني أنك تعلمت شيئاً جديداً، والفشل لا يعني أنك إنسان جاهل، بل يعني أن عليك اختيار طريق آخر للوصول، والفشل لا يعني أن عليك الرضوخ والتسليم للواقع، بل يعني أن عليك المحاولة والسعي من دون يأس، فمثلاً نجد أن أديسون (مخترع المصباح الكهربائي) قام بـ1800 محاولة فاشلة قبل أن يحقق إنجازه الرائع، ولم ييأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها بمنزلة دروس تعلَّم من خلالها قواعد علمية تؤدي إلى اختراع المصباح الكهربائي، وقس على ذلك كثيراً من العلماء والمخترعين. وتذكر أنّ الذي لا يفشل لا يستطيع أن يتعلم لأنّه لا يجتهد ويتعلم من فشله، لذلك نجد أنّ الأشخاص الناجحين يتطلعون دوماً إلى البحث عن الأساليب الجيدة لإنجاز الأشياء، لذلك على المرء أن يتسم بالقدرة على الإبداع والبحث لإنجاز الأشياء على نحو أفضل، حتى يجعل الحياة أكثر سهولة وذات فائدة له ولغيره من المحيطين به. لذلك يجب عليك أن تتقبّل الفشل لأنّه طريق النجاح، بل اعتبر أن كلّ فكرة لن تنجح بمنزلة خطوة تقرّبك أكثر إلى النجاح الذي تريده.►