كلمات الخوف والحذر واسعة الاستخدام في قاموسه، دائماً على طرف لسانه وفي جنانه، لا يفارقها ولا تفارقه فالعلاقة عميقة والأواصر متينة والتواصل يومي لا ينقطع!!.
يبذر الخوف في كل مكان يدخله، وكل حوار يُطلقه، حتى في أبنائه وفي أهل بيته يغرس هذا الخوف، حتى غدا الإقدام نادراً والمبادرة عزيزة والتقدم نحو الأمام مستحيلاً!!.
خايف من المجتمع وخايف من التجربة وخايف من الآخرين وخايف من الجديد وخايف من التغيير وخايف من التطوير وخايف من التعبير وخايف من العيب وخايف من اتخاذ القرار وخايف من الفشل وخايف أكثر من كسر كل حواجز الماضي أو إخفاقات الأرشيف السابق، وهذا جعله يعيش في الماضي وهو يوهم نفسه بحماس منقطع النظير للمستقبل لكنه بلا نتائج أو خطوات!!.
كتيبة هائلة من أنواع المخاوف تسري في عروقه وتشل حياته وتؤثر في علاقاته وأعماله وتؤجل الكثير من الضرورات إلى أجل غير مسمى!!.
لا يوجد حصاد من غير زراعة ولا يوجد مكاسب من غير عمل وهذا أمر مهم يجعل التفكير بهذا العصر بالذات يحتاج إلى ديناميكية عالية وانسيابية مستمرة وحسم سريع للكثير من الملفات المعلقة وإلا كان هذا الخوف سجنا كبيرا للإنسان يحرمه كل سبل السعادة والترقي وتحقيق الذات.تؤكد الدراسات أن أكثر من 90 % من الأفكار التي تسبب المخاوف والقلق هي أوهام وخرافات لا علاقة لها بالواقع والحقيقة، والمُحزن أن البعض يتعامل مع هذه الهواجس على انه حقيقة قطعية لا نقاش فيها!!.
مُحزنُ أن ندخل في سجن الخوف ولا نحاول التفكير لو للحظة هل هذه الأشياء تستحق منا كل هذا الحذر والخوف والتوقف عن التقدم!!
ومحزن أكثر أن نخسر الكثير من الفرص والأعمال والعلاقات والنجاحات بسبب هذه الأوهام التي لو فكرنا قليلاً بعقلانية ومنطق لضحكنا على أنفسنا كيف سيطرت علينا كل هذه المشاعر السلبية وحرمتنا من خير كثير كنا سوف نظفر به!!.
الحذر المدروس والطبيعي ضرورة حياتية فعينك على الفرص وعينك الأخرى على التحديات وهنا يقع التوازن المحمود بين طرفي أي قرار ناجح.
لكن الخوف المرضي أمر مزعج وخطير يجعل من الطير لا يغادر عشه بحثاً عن الرزق لأنه خائف دائماً من هجوم الطيور الكاسرة عليه، وهنا يموت الطير من الجوع ويموت بعد ذلك صغاره لأن المحاولة ماتت قبلهم جميعاً!!.