تؤثر صلة المرء بالله تعالى قربا أو بعدا، أثرًا مباشر في طبيعة علاقته بمن حوله من حب أو بغض، فإذا كان المرء عابدا لله تعالى، مجتهدا في الالتزام بما أمر به سبحانه، مبتعدا عما نهى عنه، كان لذلك انعكاس إيجابي في طبيعة علاقته بالناس، ومن بين هؤلاء شريك حياته.
قبول ومحبة
فحسن الصلة بالله تعالى من أهم وأصدق الوسائل التي يمكنها أن تساعد كلا الزوجين على كسب قلب الطرف الآخر؛ ذلك لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، كما أخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ». [رواه مسلم].
فمن أراد أن يصل إلى هذه القلوب وينال حبها ويكسب ودَّها؛ فليتقرب إلى مَن بيده القلوب؛ وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا، فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ». [رواه البخاري].
وعلى النقيض من ذلك، فإن البعد عن الله تعالى واقتراف المعصية يؤثر بالسلب على العلاقة بين الزوجين، فيفسد ما بينهما من ودٍّ، ويجمِّد ما بينهما من مشاعر المحبة، وفي هذا يقول أحد السلف الصالح: إني لأعص الله فأرى ذلك في خُلُق دابتي وامرأتي.
تعاون على الطاعة
لذا ينبغي على كل زوجين أن يحرصا على القرب من الله تعالى، وأن يلتزما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يوضع القبول والمحبة بين قلبيهما، وتصفوا لهما المودة، وليعاون كل منهما الآخر في ذلك، كما أشار إلى هذا النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ». [رواه أبو داود].
ومن نماذج هذا التعاون:
– صلاة قيام الليل معا.
– الاجتماع على تلاوة القرآن.
– الاتفاق على صيام تطوع والإفطار معا.
– الاجتماع على الدعاء.
– جلسة ذكر لله تعالى.
– حضور مجلس علم بأحد المساجد.
– مدارسة أحد كتب العلم معا.
– المشاركة في عمل خيري.
وهكذا يُملأ البيت بطاعة الله، فتسوده المودة، ويصبح الحب عنوانًا له.