(الصداقة الزوجية)
يميل الواحد منا على الأغلب لصديقه ونفتح له قلبنا وأحيانا نستشيرهم في أمورنا أو نمارس رياضة أو هواية معا…
عالم الصحبة أو الأصدقاء نموذج جذاب ومثير، ومن قوة تأثيره نجده يسحب الأبناء والازواج خارج البيت، فيا ترى أين يكمن السّر فيه؟ وكيف يمكن أن نسقط أساسياته في تعاملنا مع أزواجنا لكي نكسبهم ونشعر بمتعة العلاقة الزوجية.
ما مفتاح الصداقة الزوجية؟
أرى من خلال خبرتي في مجال الإرشاد الاسري، ومن فهمي للمعنى الحقيقي للصداقة بشكل عام أن مفتاح الصداقة الزوجية هو(أن نتقبل شريك الحياة كما هو مع وجود سلبياته) وهذا التقبل سيريّح الشريكين ثم سيساعد الطرف الآخر على أن يحترم ويقدر هذا التقبل وسيدفعه لاحقا لعمل تغييرات في سلوكياته السلبية وستزداد مشاعر المودة والمحبة بينهما.
ما أساسيات الصداقة الزوجية وقواعدها؟
• أحلى ما في الصداقة الزوجية والتي هي تساعدك على جذب شريكك لك هو (التناغم)!!: وأقصد به أن يكون بين الشريكين تشابه وتوحد ونغمة واحده في عدة أمور ومن أهمها التناغم في بعض الأفكار على الأقل، التناغم في بعض الميول، التناغم في بعض الهوايات، التناغم في الأهداف وخاصة فيما يتعلق في مستقبل الأسرة والأولاد. ولا ننسى أن همنا واحد ونحن الإثنان يكمل بعضنا الآخر.
إن هذا التناغم لا يأتي -اخواني الأزواج- من أول ليلة في الزواج بل يأتي بعد سنوات من الزواج لذلك يحتاج لوقت ولين وتطبّع وحكمة ومرونة وصبر.
• الاستماع وتطبيق مهاراته: الصديق عموما بعد أن يتقبل صديقه كما هو، يقوم بالاستماع له، فحريّ بنا نحن الأزواج أن نطبق فنون الاستماع مع بعضنا ومن أهمها:
أن نجلس معا وجها لوجه عندما نريد التحدث بحيث نكون جالسين أو واقفين أو مستلقيين، ثم نستخدم الابتسامه فهي تشرح الصدور للحوار، ثم نستخدم إيماءات الجسد أثناء الاستماع من حركات يدين ووجه وأصوات، ولا تنس أن تجعل الطرف الآخر يتكلم بحرية وبدون مقاطعة…
• الاستيعاب والتفهم: وتعني أن أضع نفسي مكانه وأعيش الموقف الذي حدث ثم أتحدث على لسانه.. وتعنى أن أدخل داخل عيونه وأشاهد العالم من خلاله .. وتعنى أن أهدئ الموقف الآن وألم أطرافه ثم بعد أن نهدأ أحاوره بعقلانية..
• افتح له عقلك وقلبك (شجعه على المصارحة): اجعله يتحدث بحرية كأنه يتحدث مع نفسه، وتقبل انتقاداته وكلامه حتى لو لم تكن دقيقة، ولا تنفره بسلاطة اللسان أو القسوة أو كثرة النقد أو بإفشاء أسراره.. وهذا كله سيدفعه إلى أن يصارحنى –كشريك- ويشاورني ويرجع لي.
• أعطه الحرية (احترم له خصوصيته) : ومنبعها من الثقة المتبادلة بين الشريكين، وتكون هذه الحرية المسؤولة في عدة مجالات ومنها: السفر، التنقل، زيارة الأهل، الطلعة مع الأصدقاء،الخلوة مع الذات، ممارسة بعض الأنشطة مع النفس ….
• الاستحسان: الاستحسان هو أن نتجاوز أخطاء شريك الحياة ثم نفتح عيوننا على الجوانب الايجابية في شخصيته، وننمي الحب من خلاله لنصل لمرحلة الاستحسان. ما أروع الزوج/الزوجة عندما يصل لهذه المرحلة او يتبناه سلوكا واقعيا في حياته.
وما أجمل أن تقوم الزوجة مثلا بمدح زوجها في الأمور غير البارزة في شخصه لأن المدح في الامور البارزة لديه لا تقدم الشيء الكثير.
• التقدير: وله مظاهر كثيرة وأهمها أن تستمع لشريك حياتك وتمارس معه مهارات الاستماع الجذاب، أن تشاوره في بعض أمورك على الأقل ليشعر بأهميته وجوده معك وأنه شريكك فعلا، أن تحاوره وتعطيه من الحوار والنقاش ما يجعله يشعر بأن له كيانا محترما لديك، أن تبتعد عن الصراخ في علاقتك معه، أن تبتعد عن الضرب، أن تترك السب والشتم ، فالصراخ والضرب والشتم ليس من لغة البشر بل هي لغة العجزة الضعفاء غير الواثقين من أنفسهم الغير قادرين على الإقناع والتأثير في الآخرين، أن تبتعد عن كثرة النقد بكل فنونه المعروفه وأن تستبدله بالمصارحة الإيجابية البناءة، أن تكثر من المدح فهو السحر الجميل الذي يجذب ويكسب الشريك فمن منا لا يحب المدح.
• شاركه في اتخاذ القرارات خاصة المصيرية:
من أساسيات الصداقة عموماً أن يشارك الصديق صديقه في رأيه في اتخاذ القرارات خاصة المصيرية منها، وهذه النقطة تعتبر من أساسيات الصداقة الزوجية والذي يقوم بها الشريك بطرح أفكاره وآرائه ومساعدة شريك حياته في اتخاذ قرارات حياته الزوجية والمهنية والاجتماعية والدينية وغيرها مما يشعره بأنه قريب مكانيا ونفسيا منه.
• فعل حسك الفكاهي:
الفكاهة والمرح ترطب القلوب وتجدد الهمم وتريح النفوس وتذهب الملل والروتين وترسم الابتسامة على وجه شريك الحياة، فما أجمله من أسلوب مع ملاحظة أن نبتعد فيه عن إحراج الآخر أو الانتقاص منه أو إهانته، فما فائدة الحس الفكاهي بين الزوجين مختلطا بالاهانة.
لقد اعتاد بعض الأصدقاء أن يرسل طرائف ونكات عبر الجوال لأصدقائه، فما المانع أن يكون هذا أيضا بين الزوجين.. فما أجمل أن ترسل الزوجة لشريك حياتها طرفة وهو في عمله، وما أجمل أن يرسل الزوج لشريكته طرفة وهو في منهمك في عمله… لا شكّ أنها ستخفف عنكما عناء العمل وستبتسم الشفاه والقلوب معاً.
تدريب:
علق شعار (الصداقة الزوجية) في غرفة نومك، وطبق كل أساسياته وقواعده لمدة أسبوع مع الشريك، ولاحظ الفروقات المذهلة في العلاقة بينكما.