هناك العديد من التفسيرات النفسية للشخصية الشهوية وهي التي من وجهة نظرنا تسعى الى الاشباع الفوري للذات دون اي نظر للعواقب او التبعات , وكل ما يهمها هو الاشباع وفقط ,وقد تضحي بالعديد من الاشياء من اجل ذلك لان الاشباع لديها وهو هنا الجسدي والجنسي على وجه الخصوص هو اسمى ما تسعى اليه بل هو في قمة الاهمية والحاجات , ويرى ماسلو أن الإنسان يتمتع بالصحة النفسية عندما يكون قادرا على إشباع حاجاته المختلفة والوصول إلى ما يسمى بتحقيق الذات, وعلى ذلك فان الإنسان قد يحتاج أشياء معينة, وفي حالة عدم إشباعها يشعر بالقلق والضيق مما يترتب عليه صحة نفسية متدنية , و تتدرج الحاجات من حيث أهميتها في شكل هرمي فتتكون من الحاجات الفسيولوجيةاللازمة لبقاء النوع و حياة الإنسان وتمتاز بأنها فطرية كما تعتبر نقطة البداية في الوصول إلى إشباع حاجات أخرى وهي عامة لجميع البشر, إلا أن الاختلاف يعود إلى درجة الإشباع المطلوبة لكل فرد حسب حاجاته ، وبعض هذه الحاجات يحافظ على بقاء الفرد وبعضها يحافظ على بقاء النوع مثل الحاجة إلى التنفس والحاجة إلى الطعام و الحاجة إلى الماء والحاجة إلى ضبط التوازن والحاجة الى الجنس. وقد تجد عند بعض الافراد اختلاف فىي المعايير لتصير الحاجات الجنسية والغريزية ممن تحكمهم الشهوات والغرائز هي المسيطرة لديهم
ان هناك ميل لدي بعض الشباب الى أشكال الملابس النسائية وتسريحات الشعر النسائية أومن الفتيات الى ملابس الرجال وقص الشعرولبس البنطلونات المجسمه والمظهرة لكافة تفاصيل الجسم بالاضافة الى الخلاعة والتقصع والتغنج وكلا منهم يجد متعة وراحة فى ذلك ولا يريد أكثر من ذلك , فهما يعيشان حياتهما بشكل طبيعى ولكنهما فقط يريدان أخذ هيئة لجنس الآخر ويستمتعان بالتعليقات على هذه الهيئة حتى لو كانت جارحة ,وبعض المتشبهين ربما لاتكون لديهم الجرأة لفعل ذلك علنا فيكتفون بارتداء ملابس الجنس الآخر فى حجراتهم المغلقة ويجدون متعة فى ذلك , وبعضهم يكتفى بأن يلبس الملابس الداخلية للجنس الآخر تحت ملابسه العادية,وقد ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
( لعن رسول الله – صلى الله عليه وسم – المشتبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري (5546).
ان هؤلاء الافراد يدعون الى إطلاق حريات الشذوذ لكل من المرأة والرجل والاشباع الشهوي بلا ضابط قيمي أو أخلاقي وهم العلمانيون والشيوعيون ومن علي شاكلتهم ممن يلهثون وراء الغرب والتأثر بمنظومتهم القيمية الفاسدة مما كان له نصيب من أسباب ما يحدث الآن من مثل هذه الظواهر الشاذة ,وقد كان الإعتقاد السائد فى المجتمع الغربى أن إطلاق الرغبات الجنسية ( الطبيعية والشاذة ) بعيدا عن القوانين الأخلاقية والدينية سيقلل من الإضطرابات النفسية والإجتماعية إلى حد كبير , وبناءا على هذا وسعوا نطاق الحرية الجنسية إلى أبعد حد , ولكن ماتصوروه أو اعتقدوه لم يحدث فقد تصدع كيان الأسرة لديهم وأصبحت المتعة الحسية تطلب لذاتها بعيدا عن أى سياق بنائى إيجابى , واذدادت حدة الأمراض النفسية والجنسية بحيث أصبح هذا التحلل الأخلاقى هو السبب المرشح لانهيار الحضارة الغربية لو استمر ا لأمر على ما هو عليه الآن .
ان الضوابط الأخلاقية والتعاليم الدينية ليست أشياء تعسفية غير منطقية وليست سيوفا مسلطة على رقاب الشواذ وغيرهم وإنما هى رحمة للجميع سواء كانوا مرضى أو أصحاء , لأن الله الرؤف الرحيم العادل الكريم لايظلم الناس مثقال ذرة ولكن الناس أنفسهم يظلمون , وله فى كل شئ حكمة بالغة ” ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ” .
لقد دعى نبي الله لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش. ولكن اصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر, واستهزوئوا بمن يدعوهم الى التوبه والانابة والعودة الى الفطرة وقد كانوا يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة, كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، كماكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء اي انهم بلغة العصر الحديث كانوا شواذا ويدعون الى الشذوذ ويتفاخرون به ويدعون الى صبغه بصبغة شرعية .
لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط ومن امثالهم.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء والرجال اشباه نساء وتفسقوا واشاعوا الفسق والرقص والانحراف بكل اشكاله، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه ويتهمون كل من يريد لهم الخير ويدعوهم الى نبذ الأثم والشر والجرائم التى يرتكبونها في حق انفسهم والآخرين من البشرية بأنهم اناس يتطهرون!!!…. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد…. كانوا أهل شذوذ جنسي، يأتون الرجال شهوة من دون النساء، ويجاهرون بشذوذهم فيأتون المنكر في نواديهم.
ولقد تمادواواستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعاحيث كانت زوجته خائنه معهم بل و كافرة.
(فَاتَّقُواْ اللّهَ).. كانت تلك كلمات لوط لهم عندما ارادو ان يأخذوا ضيوفه ليعتدوا عليهم يلمس في نفوسهم من جانب التقوى بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى.. ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه.
(وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).. هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه.(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).. أليس فيكم رجل عاقل؟.. إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون.إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق.. ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها.
فلماأحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته.. ثم كان هناك غرباء استضافهم وهم يجلسون هادئين صامتين.. فدهش لوط من هدوئهم.. وازدادت ضربات القوم على الباب.. وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه.. والو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه.. ونسي لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد بالفعل.. ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية: “رحمة الله على لوط.. كان يأوي إلى ركن شديد”.
عندما بلغ الضيق ذروته.. وقال النبي كلمته.. تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة.. أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد.. فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف.. نحن ملائكة.. ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. ثم نهض جبريل، عليه السلام، وأشار بيده إشارة سريعة، ففقد القوم أبصارهم.
أي عذاب هذا؟.. هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه.. ولقد كانت امرأته من الغابرين.. امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم.
سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟ قال تعالى: { َإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ * وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } الصافات.قال ابن كثير في تفسيره: أن الله بعث لوطاً عليه السلام إلى قومه فكذبوه فنجاه الله تعالى من بين أظهرهم هو وأهله إلا امرأته فإنها هلكت مع من هلك من قومها فأن الله تعالى أهلكهم بأنواع من العقوبات وجعل مكانهم من الأرض بحيرة منتنة قبيحة المنظر والطعم والريح، وجعلها بسبيل مقيم يمر بها المسافرون ليلاً ونهاراً، ولهذا قال تعالى: { وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }، أي أفلا تعتبرون بهم كيف دمر الله عليهم وتعلمون أن للكافرين أمثالها!!!!.
ان هناك اقواما جديدة واجيالا من شهاونة قوم لوط يعيدون الكرة بعد الكرة ويعيشون بين ظهرانينا ويرتكبون نفس الأثام والذنوب والمعاصي يقتلون ويفحشون ويرقصون ويتغنون ويتهتكون …وقد زادوا على ذلك قولهم ان هذا هو الدين الصحيح وعلى الجميع ان يتبعون!!!..الا لعنة الله على الظالمين..الا لعنة الله على الظالمين ..الا لعنة الله على الظالمين وسيعلم الذين اعتدوا اي منقلب ينقلبون… وصدق الله العظيم اليس الصبح بقريب؟! بلا يا الله.