كثيرا مانسمع عن الهمة العالية والعمل الدؤوب وأناس انجزوا ونجحوا وصنعوا بفضل الله عليهم تغيرا ونجاحا بعد أن كانوا لا يملكون مقومات النجاح ، وكلما سمعنا أخبار هؤلاء دب الحزن قليلا في قلوبنا لأننا لم ننجز كما أنجزوا ثم تبعه نشاط وحماس في قلوبنا لنبذل شيئًا من الجهد والعمل لتحقيق ولو القليل من الإنجاز ، وسريعا ما يعود أكثرنا إلى مكانه الأول ساكنا كما كان دون أي إنجاز . والسبب أن النوايا الحسنة والحماس المؤقت لن يغير شيئا في حياتنا إن لم يكن عمل مستمر وإن كان قليلا ، وهذا ماتؤكده مقولة رائعة للكاتب فهد الأحمدي حين قال ” لاتفكر بالنجاح بل بخلق عادة ناجحة”
ولكن السؤال الذي يؤخذ في الاعتبار: ماهو الإنجاز الذي نحققه ونعتبره نجاحا حقيقيا ؟
فهل إنجازنا بتحقيقنا لبراءات اختراع .
أم بشهرتنا بين الناس عبر وسائل الإعلام ؟
أم بشهاداتنا العليا ؟ أو بما نملكه من ملايين ؟
من حسن حظنا كمسلمين أننا نسعى لهدف أعظم وأسمى من كل نجاح دنيوي فالغاية الأسمى هي الجنة بل الفردوس الأعلى والنظر إلى وجه الله الكريم .
ولذلك فكل نجاح دنيوي سواء كان براءة اختراع أوشهادة عليا أو شهرة بين الناس فيما ينفع هي وسائل توصلنا لهذا الهدف الأعظم ، وليست هي فحسب بل كل عمل مهما رأيناه بسيطًا إن كان خالصا لوجه الله كان وسيلة لتحقيق هدفنا الأسمى .
ولذلك علينا أن نتوازن ونقيس كل مانسعى لإنجازه بمقياس واحد وهو: هل هذا الإنجاز يقربنا من غايتنا العظمى ( الفردوس) ؟؟
فالكثير من الانجازات المتميزة بمنظور البشر لاتزيدنا من الله إلا بعدا وقد تكون وبالا علينا في الدنيا والآخرة . والكثير من الانجازات التي لايعلم بها إلا الله قد تسوقنا الى الفردوس ورضا الله .
ويستطيع كل منا أن يتأكد من سلامة إنجازه بتحقق هذه المعادلة بسيطة :
عمل صالح خالص لوجه الله يقربنا إلى غايتنا العظمى + نفع للنفس والآخرين = إنجاز حقيقي
ولتحقيق الإنجاز علينا بالخطوات التالية :
1- ليبحث كل منا عن قدراته ومهاراته التي يمتلكها والتي يستمتع بفعلها ويحدد لنفسه إنجاز قابل للتحقيق وفق وضعه وقدراته وظروفه الحالية .
2- يتأكد من تحقق “معادلة الإنجاز الحقيقي” في هذا العمل قبل البدء فيه .
3- يحدد خطوات تحقيق هذا الإنجاز باليوم والتاريخ .
4- يحرص على المداومة وإن تطلب تحقيق الانجاز وقت أطول .