هانحن نستقبل ضيف عزيز علينا فإذا أكرمناه أكرمنا المولى تبارك وتعالى ، وإذا ضيعناه ولم نكثر فيه من الطاعات والأعمال الصالحة خسرناه .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن رمضان تفتح فيه أبواب الرحمة والجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتصفد فيه الشياطين ، ويستجيب الله فيه الدعاء وينظر إلى تنافسنا فيه فيباهي بنا ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ، وكلا منا يعلم أن شهر رمضان تضاعف فيه الأجور مضاعفة خاصة ، ذلك أن الله تعالى يتولى جزاء الصائمين ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدام له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) .
وينبغي لكل منا أن ينتهز هذه الفرصة فيسارع إلى الطاعات ، ويحذر من المعاصي والسيئات ويجتهد في آداء ما افترض الله عليه ولا سيما الصلوات الخمس في المسجد وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة كما قال الله عز وجل : ( والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) .
وينبغي على الصائم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله تعالى من الأقوال والأعمال ، لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه وتعالى ، وتعظيم حرماته وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة الله والحذر من كل ما حرم الله عليه والمحافظة على ما أوجبه عليه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
ولا بد لنا أن نستعد لرمضان أفضل الاستعداد فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم وأول لحظة ، حاول أخي أن تجتهد في هذا الشهر ، ويكون استعدادك لرمضان :
– بالدعاء ، فقد كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم .
– اجعل قلبك سليم اتجاه إخوانك وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء أو عداوة أو بغضاء .
– اهتم بالطاعات مثل صلاة الجماعة ، ولا تترك أدنى أجر في رمضان يفوتك .
– أكثر من قراءة القرآن بتدبر وتمعن قدر الوسع والطاقة .
– لا تنسى إخوانك المسلمين ( الفقراء والمساكين ) .
– اجعل يدك سخية بالكرم والجود على إخوانك .
– لا تنسى صلة الرحم وزيارتها ، حتى تزداد قربا من الله تعالى .
نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه .