مثلث السعادة يكمن في ثلاث آيات تدواي أسقام القلوب الثلاثة وأسباب شقائها : العجب بالنفس ، والقلق ، وسوء الظن . فخير معين على كسر العجب بالنفس تذكر قول الله تعالى( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات .
حيث تذكرنا بأن كل خير فعلنا وكل نجاح اكتسبناه هو بفضل من الله . وأما علاج القلق والخوف من فقد الموجود أو الحزن على مفقود فيكمن في قول الله تعالى (مَآ أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَآ ءاتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) سورة الحديد (22-23 ).
فلانحزن على مافاتنا وخسرناه لأنه مكتوب قبل أن نخلق ، ولانختال ونبطر بما كسبناه فهو فبفضل من الله ومنّة. وأما علاج سوء الظن ففي قول الله تعالى (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) سورة النور( 12) . فهذه الآية نزلت في حادثة الإفك حيث روي أن أبا أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ دَخَلَ عَلَى زوجته فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا أَيُّوبَ ، أَسَمِعْتَ مَا قِيلَ ؟ ! فَقَالَ : نَعَمْ ، وَذَلِكَ الْكَذِبُ ، أَكُنْتِ أَنْتِ يَا أُمَّ أَيُّوبَ تَفْعَلِينَ ذَلِكَ ! قَالَتْ : لَا وَاللَّهِ ، قَالَ : فَعَائِشَةُ وَاللَّهِ أَفْضَلُ مِنْكِ ؛ قَالَتْ أُمُّ أَيُّوبَ : نَعَمْ . ففي قوله تعالى (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا) معنى (بأنفسهم ) بإخوانهم لكن الله سبحانه عبر عنهم بإختيار لفظ بأنفسهم ليربي المؤمن على أن اخوانه من المسلمين كنفسه . لذلك نتعلم من هذه الآية أن نسأل أنفسنا دائما هذا السؤال إذا صدر من شخص تصرف أزعجنا: لو كنت مكانه هل أقصد من تصرفي الإساءة ؟؟ حينها سنلتمس العذر ونحسن الظن بغيرنا ونقي أنفسنا من سموم الظن لأننا أول المتضررين منه .