السبت 21 ديسمبر 2024 / 20-جمادى الآخرة-1446

خـوف الأطفـال الجـدد من المدرسـة



بقلم: مروة شيخ الأرض .. أخصائية نفسية

تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة الأطفال الذين يخافون من المدرسة – خوفاً مرضياً – تتراوح بين 6 إلى 8 من إجمالي عدد الأطفال المراجعين للعيادات أو المراكز العلاجية يوميا. وتعد الأيام الأولى في المدرسة من أهم الأيام التي يواجهها الطفل في حياته المدرسية والتي يأخذ منها انطباعا عن علاقته بمعلميه وزملائه وكافة العاملين في المدرسة، لذا فإن تعرض الطفل لمواقف عديدة تسبب له الضيق أو تهدد سلامته قد تنجم عنها أثار تستمر معه لمدة طويلة حتى لو انتهت هذه المواقف. وتنشأ لدى الطفل ردة فعل عنيفة تعرف بالخوف من المدرسة، وفي حالة استمرارها فإنها تتحول إلى اضطراب نفسي يمكن تعريفه بأنه انفعال قوي غير سار ينتج عن الإحساس بوجود خطر أو توقع حدوثه، وهو نوعان: –

 

�  خوف طبيعي:

وهو الخوف العادي بسبب شعور الطفل بانتقاله فجأة من بيئة البيت إلى بيئة جديدة لم يألفها من قبل – المدرسة – وهي عالم مجهول بالنسبة له يلتقي فيها أشخاص جدد لا يعرفهم ولم يعتد عليهم، ومن الطبيعي أن يخاف الطفل في مثل هذا الموقف، أو عندما يشعر أنه يتعرض إلى تغيرات في نظامه اليومي كالنهوض من النوم مبكراً ومغادرة المنزل والابتعاد عن والديه والالتقاء بأطفال جدد، ولكن لا يلبث هذا الخوف أن يزول من خلال اندماجه مع الأطفال واللعب معهم والاشتراك في الفعاليات اليومية بالمدرسة.

�  خوف مرضى:

وهذا ينتج عن ارتباط الطفل بالبيت بصورة مبالغ فيها بسب تعلقه بالأم أو تدليلها له، أو ينتج عن تعرض الطفل لموقف سلبي في المدرسة، كالإحراج أو العقاب البدني أو النفسي أو عند وجود عوامل تخويف أخرى في المدرسة كالصراخ أو الإهانة أمام الأصدقاء أو قسوة المدرس أو استخدام العصي أو صعوبة المنهج .

ما الذي تفعله المعلمة تجاه هذه المشكلة ؟

1-  تنظيم لقاء مع الأم والطفل قبل بدء الدوام الرسمي، بحيث يتعرف الطفل على معلمته وفصله والأماكن التي يتعامل معها بشكل مباشر كدورة المياه، ويفضل تأجيل تعريف الطفل بمرافق المدرسة والعاملين بها إلى أن يستقر الطفل نفسياً.

2-  تقليل ساعات الدوام الرسمي في الأسبوع الأول، لتقبل الطفل فكرة الانفصال عن البيت بالتدريج .

3-  تقبل وجود الأم مع الطفل في البداية وتحديد مكان وجودها.

4-  الحرص على تقديم أنشطة يتمكن معظم الأطفال من التعامل معها، مثل مهارات الفك، والتركيب، والتلوين … الخ، حتى لا يشعر الطفل بأن الأنشطة صعبة ولا يستطيع انجازها. ويمكن للمعلم الاستفسار من الأهل حول الأنشطة التي يفضلها الطفل.

5-  تقبل مشاعر الطفل (تشجيعه على التعبير عن خوفه) ثم استخدام عبارات تعكس مشاعره مثل (أنا أعلم أنك مشتاق لماما .. ستأتي قريبا لاصطحابك إلى البيت). أما إصدار الأحكام أو السخرية من مخاوف الطفل فتؤدي إلى شعوره بأن خوفه غير عادي مثال : (لا يوجد في المدرسة ما تخافه) أو (هيا لا تبكي ، مخاوفك غير مبررة).

6-  اللعب يدعو إلى المرح والاسترخاء، لذا فان تجهيز الفصل أو المدرسة بألعاب جذابة قد يقلل من توتر الطفل ويخلصه من الخوف.

7-  قراءة القصص التي تتحدث عن خبرات الأطفال في الأيام الأولى للمدرسة.

8-  تعزيز سلوكات الطفل الدالة على تأقلمه مع المدرسة، مثل: إذا شارك الطفل في اللعب مع أقرانه وكان لا يشاركهم من قبل، اقتربي منه واهمسي في أذنه قائلة: يبدو أنك سعيد في اللعب مع أصدقائك.

إذا استمر الطفل بالبكاء والصراخ لأكثر من شهرٍ أو شهرين، فيمكن عمل دراسة لحالة الطفل، والأسباب التي تجعله يرفض المدرسة، بالتعاون مع الأهل والأخصائية النفسية بالمدرسة – إن وجدت، ومن ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة لتلك الحالة.

وقد تظهر عند الطفل أعراضٌ متعددة، عندما يكون خائفا من الذهاب إلى المدرسة، منها:

آلام في البطن، بكاء مستمر، شعور بالغثيان، شكوى بإحساس المرض بدون وجود أي سبب عضوي، قيء، زيادة في ضربات القلب، إسهال، تبول لا إرادي.

وتتوقف هذه الأعراض بعد خروج الطفل من المدرسة، أو خلال الإجازات.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم