الثقافة الجنسية : الضرورة الغائبة (3/1)
تعريف الثقافة الجنسية .
هي تزويد الفرد بالمعلومات والخبرات والاتجاهات إزاء المسائل الجنسية , بقدر ما يسمح به نموه الجسمي والفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي ، وفي إطار من الأحكام الشرعية ، والقيم الأخلاقية .
هل نحن في حاجة إلى ثقافة جنسية !؟
العلم بحقائق الأمور ، ومعرفة مسبباتها وأهدافها ، يعد مدخلا أساسيا لتصورها ، وفي المأثور : الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، والمتأمل فيما يرد إلى المراكز الاستشارات النفسية والأسرية ، وقنوات الإرشاد والتوجيه ، يجد كماً هائلاً من مُخرجات هذه الضبابية والتعتيم الذي يحيطه المجتمع حول الأمور الجنسية .
العديد من المراهقين والمراهقات كانوا ضحية جهلهم بالمرحلة التي هم مقبلون عليها ، أنتج ذلك آلاماً في نفوسهم ، وانعزالاً عن مجتمعهم ، بل ووقوعاً في رذائل الانحراف الجنسي ، فضلاً عن الإخلال في عباداتهم.
وفي عالم الأزواج كان توتر العلاقة بين الزوجين أو فشلها هو العلامة الفارقة لديهم في ظل فقد هذه الثقافة التي تُعد علامات على طريق السعادة الزوجية ، وخصوصاً لدى الزوجات اللواتي يعانين الأمرين ، فلا هن باللواتي يملكن شجاعة التصريح بمعاناتهن من عدم إشباع أزواجهن لهن ، ولا هن باللواتي يستطعن الاستغناء عن هذه الحاجة الفطرية التي جعلها الله بين جوانحهن .
ما حجم الهم الذي تحمله فتاة في ريعان صباها ، تزوجت لتحصن نفسها ، طالبة العفاف ، وزوجها جهلاً منه ، وقلَّة دراية ، متى قضى وطره معها ، أعطاها ظهره ، ظناً منه أن العملية الجنسية هنا انتهت ، وما درى أنها هنا قد ابتدأت عند هذه المسكينة ، وأنه توقف في قمة رغبتها التواصل ، تاركاً زوجته تأكلها الحسرة والضيق ، كارهة هذا اللقاء ، كاتمة أحاسيسها حياء وخجلاً .
فهل يمكن أن نقول أن هذه المسألة هامشية ، وأن لا حاجة لتدارسها ، وإيجاد العلاج الناجع لها !!
الثقافة الجنسية والحياء والمنحنى الخطير .
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعه فإن الحياء من الإيمان ) ( متفق عليه ) ، وعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) . وفي رواية : ( الحياء خير كله ) ( متفق عليه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( و الحياء شعبة من الإيمان ) ( أخرجه مسلم ) .
هذا التأكيد على الحياء من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه أبي سعيد الخدري : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه ) ( متفق عليه ) ، هذا التأكيد من إمام الحياء لم يمنع من بيان ما تحتاجه أمته ، وما يسهم في استقرار أفراد المجتمع ، وما يُحقق الطمأنينة والسعادة لدى الأسرة المسلمة ،
ولنتأمل أقواله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بهذا الشأن :
عن أبي موسى قال: اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار. فقال الأنصاريون: لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء. وقال المهاجرون: بل إذا خالط فقد وجب الغسل. قال: قال أبو موسى: فأنا أشفيكم من ذلك. فقمت فاستأذنت على عائشة. فأذن لي. فقلت لها: يا أماه! (أو يا أم المؤمنين!) إن أرد أن أسألك عن شيء. وإن أستحييك. فقالت: لا تستحي أن تسألني عما كنت سائلا عنه أمك التي ولدتك. فإنما أنا أمك. قلت: فما يوجب الغسل؟ قالت: على الخبير سقطت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل ) ( رواه مسلم ) .
لنلاحظ رجل أجنبي يسأل أم المؤمنين ، زوج النبي صبى الله عليه وسلم ، عن مسببات الغُسل ، وانظر إلى إجابتها ، وصف عملية الجماع بصورة غاية الوضوح ، ومع ذلك لم ترى أم المؤمنين رضي الله عنها وعن والدها أن ذلك مدعاة للحياء ، أو أن هذا مما لا ينبغي الحديث فيه ، مع علمها أن قولها سوف يسمعه الكبير والصغير ، وأنه من العلم الذي يُنتفع به .
ثم لننظر ما جاء عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل وعائشة جالسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل) ( رواه مسلم ) ، ولنتأمل أقوال أهل العلم ، قال ابن قدامة رحمه الله ( المغني : 8/ 136 ) : ( ويستحب أن يلاعب امرأته قبل الجماع لتنهض شهوتها ، فتنال من لذة الجماع مثل ما ناله ) ، وجاء في الشرح الكبير لابن قدامة رحمه الله ، عن عمر بن عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تواقعها إلا وقد أتاها من الشهوة مثل ما أتاك لكيلا تسبقها بالفراغ قلت: وذلك إليّ ؟ قال: نعم . إنك تقبلها وتغمزها وتلمزها ، فإذا رأيت أنه قد جاءها مثل ما جاءك واقعتها ) ، وجاء في فيض القدير ، عن أبي يعلى قال : ( إذا خالط الرجل أهله فلا ينزو نزو الديك ، وليثبت على بطنها حتى تصيب منه مثل ما أصاب منها ) .
إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الأوفياء رضي الله عنهم ، وأهل العلم رحمهم الله يعلمون أنه سوف يقرأ كلامهم الكبار والصغار والنساء والفتيات ، بل وأنه سيتم مدارسة هذا العلم ، ومع ذلك لم يجعلونه في قائمة المحظور ، أو مما يخدش الحياء ، جاء في كتاب ( المرأة في موكب الدعوة ) ( لقد سار رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهج يحقق التربية الجنسية السليمة، والثقافة الجنسية الرصينة، وقد ترتب على ذلك صحة نفسية ينعم بها الجميع رجالاً ونساء (
وأما واقعنا الحالي في ظل هذا التعتيم الكبير ، وفي ظل هذه الضبابية الخطيرة ، فليس أمام شبابنا وفتياتنا للإجابة عن تساؤلاتهم المُلِحَّة حول الجنس في فترة المراهقة لإشباع فضولهم الغريزي إلا الأفلام الهابطة ، ومواقع الانترنت ، ولقطات البلوتوث ، والكتب الإباحية ، أو أصدقاء السوء ، والنتيجة من هذه المصادر السرِّية غير الموثوقة ؛ تغذية عقولهم بثقافة الانحراف ، وتلويث مفاهيمهم بمعاني الإباحية ، وفتح أسماعهم وأبصارهم على مسارات تُدّمِّر حياتهم ، بل وحياة أسرهم في حالات متعددة !!
يقول أحد أولياء الأمور ، يعمل في قطاع التعليم ، له دور في توجيه شباب أسرته ومجتمعه ، أنني لم أوضح في حياتي لأحد أبنائي شيئاً مما يجب عليهم حيال البلوغ ، وعلاماته ، وما يجب على الشاب حيال ذلك ، وأن مصادرهم هي الحياة .
الثقافة الجنسية التي نريد .
الثقافة الجنسية التي نريد ، هي ما كان لها جناحان ، الأول : ( التخصص ) والثاني : ( الحجم ) ، فالأمر ليس على إطلاقه ، فالحديث عن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة خط أحمر لمن لم يتزوج ، فليس من ( اختصاصه ) ذلك ، وسلبيته أنه هنا مثير للشهوة ، مؤثر على السلوكيات ، وكذا السماح للزوجين بالاطلاع على الصور العارية ، والأفلام الخليعة خط أحمر لأن ( الحجم ) أكبر من الحاجة ، وسلبيته أنه مخالفة شرعية ، وهدم لأسس الأسرة المستقرة ، وليست ثقافة مستحبة .
إن هذا الموضوع يجب أن يكون بخصوصية تامة لمن يحتاجه ، وبحجم دقيق على مقدار الحاجة ، ولا يكون محور النقاش في كل لقاء أو ميدان ، حيث أن الإفراط في مناقشة هذا الأمر ، أو التعمق فيه ، مدعاة إلى ضياع الأوقات ، بل والانحراف عن طريق الجادة ، وقد يكون والعياذ بالله سبباً لضياع دين الإنسان ، فهو كالدواء للمريض ، يؤخذ منه بقدر الحاجة فقط ، ولا يكون كحال الذبابة التي طلبت العسل فقالت : ( من يدلني على العسل وله درهم ) ، فلما وقعت فيه قالت ):من يخرجني من العسل وله خمسة دراهم ) .
بالمثال يتضح المقال .
فتى يعيش بين ظهرانينا ، بلغ الخامسة عشر من عمره ، احتلم ، والداه في حرج شديد عن إخباره كيفية التعاطي مع هذا التغيير الكبير في حياته ، وهو في حرج أشد من سؤالهم !!
والسؤال : ما المشكلة في أن نثقِّفه في هذا الأمر ، الذي هو محط قبول العبادات ، ما الحرج في إخباره أن هذا هو ماء الرجل ، وأنه علامة من علامات البلوغ ، وأن هناك أربعة أنواع من المياه تخرج من ذكر الرجل ( البول ، والمذي ، والودي ، والمني ) ، ثم نذكر الفروقات بينهم ، وحكم كل نوع ، أهو طاهر أم نجس ، وما الواجب عليه في التعامل معهم
إن أداء ( الخصيتين ) لوظيفتهما الطبيعية ؛ مدعاة إلى حالات من الانتصاب اللاإرادي ، ويمكن أن يصاحب ذلك قذف منوي غير إرادي أيضاً ، الأمر الذي ينتج عنه قلقاً لدى الشاب ، وشعوراً بالخجل ، أو بالذنب أحياناً ، وهنا يكون دور الأسرة لجلاء هذه التطورات الجسدية عند الابن ، وإعطائه جرعة من الثقة بالنفس تغنيه عن الخوف والخجل الذي يشعر به .
مثال آخر : رجل دخل على زوجته في ليلته الأولى ، يقول : كانت أجمل أيام حياتي ، أحسست فيها بسعادة لم أجد لها مثيلاً طيلة سني عمري الخمسة والعشرين ، إلا أن سعادتي هذه انتهت مع بزوغ الصباح ، وها أنا بعد مرور اثني عشر شهراً على تلك الليلة ، عشت فيها جفاء مع زوجتي ، وهروباً منها عن الفراش ، مع ما تقدمه لي من الخدمات الكاملة ، والمحبة الصادقة .
وبعد دراسة الحالة ، اتضح أن الرجل لم يحسن التعامل مع زوجته في ليلته الأولى عندما أراد جِماعها ، الأمر الذي نتج عنه نفورٌ منها عن كل ما يتعلق بالجماع ومقدماته ، مع محبتها الكبيرة له . . والسؤال مرة أخرى : ما المشكلة في أن نُثَقِّفه في هذا الأمر ، ولنجعل حياتهما حياة سعادة واستقرار ، ورِيِّ عاطفي متواصل بينهما !!
وثالثة أصيبت بعقدة نفسية من الآخرين أياً كانوا ، وعزلة اجتماعية ، والسبب أنها وهي بنت التاسعة من عمرها ، حاول أحد أقاربها ملامستها وتقبيلها ، فاستجابت لذلك طيلة ثمان سنوات من الجهل المطبق بخطورة هذا الأمر ، وعند عتبة الزواج في سن العشرين بدأت الهموم والمخاوف من فضيحة هذه العلاقة التي بدأت جهلاً وبعداً من أهلها عن بيان حدود العلاقة بين الجنسين .
صور إيجابية للثقافة الجنسية المنضبطة .
أ- تعطي استقراراً نفسياً ، ورياً عاطفياً لكلا الزوجين في حياتهما الأسرية .
ب- تضيف متعة عالية وانسجاما رائعا للزوجين خلال التقائهما ببعض .
ت- تعالج كثيرا من المشكلات والتصرفات السلبية خلال لقاء الزوجين الحميمي .
ث- تُنظم وبصورة واضحة علاقة الرجال بمحارمهم . . المسموح منها وغير المسموح .
ج- تجيب عن التساؤلات الحائرة من الشباب والفتيات ، وتحفظهم من قنوات الفساد ، والصحبة السيئة .
ح- تبني لنا أجيالا واثقة بنفسها مطمئنة في علاقاتها منضبطة في تصرفاتها .
صور سلبية لغياب هذه الثقافة
ومن ذلك فيما يتعلق بالأزواج :
1- الجوع العاطفي الناتج عن عدم تحقيق الإشباع النفسي والجسدي من الطرف الآخر .
2- النفور من شريك الحياة لممارسات خاطئة أثناء عملية الجماع .
-3
الكآبة والضيق والقلق والتوتر والعزلة الاجتماعية الناتجة عن ممارسات سلوكية خاطئة من الطرف الآخر .4-الانحراف والعلاقات المحرمة للبحث عن مصادر للري العاطفي .
5-– ارتفاع نسبة الطلاق لعدم قدرة أحد الطرفين إشباع الآخر جنسياً ، فيطلب الطلاق متعللاً بأسباب أخرى وهمية .
وأما بالنسبة لأفراد الأسرة :
1-
الجهل بالأحكام الشرعية ، والاحتياجات المعرفية ، التي لا غنى لأحد عن معرفتها ، كأمور ( الحيض ، العلاقة مع الذكور ) للفتيات ، و( السائل المنوي ، الطهارة ، الغسل ، الجنس الآخر ) للشباب ، ونحو ذلك .-1
البحث عن مصادر أخرى قد تكون غير مأمونة للحصول على إجابات شافية عن أسئلتهم ، وقد تكون هذه المصادر ( الخدم ، رفقاء السوء ، المواقع الإباحية ) .” -2
زنا المحارم ” لضعف التوعية في الأسرة ، وانتشار المقاطع الخليعة ، والتهاون في اللباس لدى البنات.هل المجتمع في حاجة إلى التثقيف الجنسي ؟ وهل يتقبله ؟
إن الدلالات والمعطيات والحقائق تشير إلى حاجة كبيرة لتثقيف أفراد المجتمع حول هذه المسألة بالضوابط المناسبة ، وهنا أشير إلى ما نشرته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ : 22 / رجب / 1427هـ ، بعنوان ( 61.3 ) مليون دولار قيمة سوق المقويات الجنسية في السعودية ، وذكرت أن عدد الشركات المصنعة للمقويات الجنسية في السوق السعودي تقارب ( 400 ) شركة عربية وأجنبية ، وذكرت أيضاً عن بعض الصيادلة أن العديد من الرجال والنساء يترددون لشراء هذه المقويات ، وأن الشريحة الكبرى من المرتادين هم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن ( 20 سنة ) . .
ثم لننظر إلى مجالس كثير من الرجال والنساء ، وتأمل مفرداتهم الجنسية ، تجد أنها ثقافة طبيعية لديهم ، وانظر إلى هواتف الطلبة النقَّالة وما تحويه من مقاطع ، وانظر إلى الأعداد الهائلة من الاستشارات الهاتفية والالكترونية لتعرف حجم هذه المسألة لدى الناس .
إن المسائل الجنسية مسألة أصيلة في حياة أي مجتمع ، وحتى في عصر خير القرون ، كان الحديث عن هذه الأمور قائماً ، جاء في صحيح الجامع ( 7037 )عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه و ألقى عليه ستره و استتر بستر الله ؟ قالوا : نعم قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول : فعلت كذا فعلت كذا فسكتوا ثم أقبل على النساء فقال : هل منكن من تحدث ؟ فسكتن فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها و تطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها و يسمع كلامها فقالت : يا رسول الله ! إنهم ليحدثون و إنهن ليحدثن فقال : هل تدرون ما مثل ذلك ؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى حاجته و الناس ينظرون إليه ! ألا إن طيب الرجال ما ظهر ريحه و لم يظهر لونه ألا إن طيب النساء ما ظهر لونه و لم يظهر ريحه ألا لا يفضين رجل إلى رجل و لا امرأة إلى امرأة إلا إلى ولد أو والد) .
ولذا فالمجتمع لديه قابلية لاستقبال الثقافة الجنسية ، إذ أنها السبيل الأقوم لعلاج كثير من المشكلات كما ذكرنا ، وفيها نفع عظيم بإذن الله .
محطات عمرية هامة .
هناك محطات عمرية يحتاج فيها الفتى أو الفتاة لجرعات من هذه الثقافة ، ترسم له ما ينبغي عليه فعله مع نفسه ، أو مع الآخرين ، وتجيب عما قد يعتلج في نفسه من تساؤلات ، ومن ذلك :
في سن السابعة :
نحتاج إلى التأكيد على الفتى أو الفتاة أن الله وهبنا هذا الجسم ، وأوكل إلينا المحافظة عليه ، مع التأكيد على أن منطقة ما بين السرَّة والركبة من العورة التي يجب سترها عن الآخرين أياً كانوا ، وبالنسبة للفتاة الابتعاد عن الخلوة مع الذكور الأجانب ، أو السماح لهم بالتقبيل ، وكذا الفتى بعدم مصاحبة من هم أكبر منه سناً .
عند البلوغ :
ينبغي توضيح علامات البلوغ ، وأن هذه مرحلة من مراحل الحياة ، مع بيان آليات التعامل مع هذه العلامات ، وما يجب تبعاً لذلك من الاغتسال والطهارة والصلاة والصيام والحجاب والعلاقة بين الجنسين . . إلخ .
عند الزواج :
-1
الفروقات النفسية والجسمانية بين الرجل والمرأة ؛ فمن أهم أسباب السعادة الأسرية فهم نفسية شريك حياتك ، وخصوصاً ما يعتري المرأة من الناحية الجسمانية ( البيولوجية ) ومن الناحية النفسية ( السيكولوجية ) ، فنسبة ( 95 % ) من المشاكل الزوجية تحدث بسبب عدم فهم كل طرف لشريك حياته ، حسب إحدى الدراسات الحديثة .– 2
فن التعامل مع شريك الحياة في غرفة النوم .ضوابط التثقيف الجنسي .
-1
التخلق بأخلاق القرآن الكريم ، والأخلاق النبوية ، وهو توضيح المفهوم بمفردات بعيدة عن الفحش ، وسيء الأقوال ، فقد جاء عند مسلم رحمه الله ( الحياء شعبة من الإيمان ) .-2
أن يقوم بهذه المهمة من يوثق في علمه وأمانته ، كالوالدين ، والمعلمون ، والخطباء ، والمربون .-3
أن يكون الحديث مع من يحتاجه ؛ كالأولاد عند البلوغ ، والعروسين عند الزواج ، وهكذا .-4
أن يكون الحديث بجرعات موزونة ، يبنى بعضها على بعض ، ويسهل للمرء استيعابها وقبولها .-5
عدم التهرب من أي سؤال ، ومحاولة الإجابة بما يتناسب مع حاجة والمرحلة العمرية للسائل .إخوتي وأخواتي . .
الخيارات القائمة حالياً : إما أن نتجاهل هذه الاحتياجات المعرفية الهامة في حياة أسرنا ، ونتغاضى عن توجيههم التوجيه السليم ، وتكون النتيجة كما جاء في بعض الإحصاءات ( تشكل الأفلام والأدوات الجنسية (48 % ) من إجمالي المبيعات على شبكة الانترنت ) ، وعليه فستكون الحياة الغربية المتحررة من القيم والمفاهيم هي مصدر ثقافتهم ، وإما أن نفتح نافذة للحوار المنضبط معهم حول الثقافة الجنسية .