الجمعة 27 ديسمبر 2024 / 26-جمادى الآخرة-1446

كيف تختارين زوجك.. تختار زوجتك ؟



كيف تختارين زوجك .. تختار زوجتك ؟
https://encrypted-tbn3.google.com/images?q=tbn:ANd9GcSfhTPbVRguhMldyH963GKJ9Bhu6hJpnLA410_jmtYpSkCUH5AZ
محمد العصيمي
أقول لكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج حذار من الوقوع في مطب (البطيخة) القاسي، الذي قد يكسر ظهريكما وقلبيكما ونفسيكما. نحن على أبواب الصيف أو أننا دخلنا من هذه الأبواب فعلا، والزواجات ستكون بالكوم في المقبل من الأيام،
ولابد أن كل فتاة وشاب الآن يفركان أيديهما تصورا لما ستكون عليه بطيخة الحياة : حمراء أم قرعاء، وحين أقول حمراء أو قرعاء لا أقصد الشكل الظاهري فقط، بل الروح والشخصية وتحمل مسؤولية الحياة الصعبة بحب وتعاون كاملين، لذلك لابد من تغيير قواعد الارتباط التقليدية التي درج عليها أجدادنا وآباؤنا، إذ أن لهم زمانهم وحياتهم ولنا زماننا وحياتنا.
جدي تزوج جدتي لتساعده في شغل المزرعة وحلب البقرة وإطعام العيال الجائعين. أما أنا فأتزوج زوجتي لتشاركني الحياة برمتها : طموحاتها وصعوباتها ووناساتها.. وتكبير العيال ليبلغوا أفضل الجامعات والدراسات العليا ضمانا لمستقبل مشرق لهم.
تغيرت الحياة بالكامل من حولنا، لكن الأمر بقي على ما هو عليه عند أغلب العوائل السعودية، فهذه العوائل لا ترى من حق الخاطب والمخطوبة إلا أن يختلسا نظرة عابرة لا تتعدى دقيقة واحدة أو بضع دقائق، ثم تركض العروس إلى الداخل ليبدأ تعبيد طريق الزواج أو طريق البطيخة..!!
وتكون النتيجة في نهاية المطاف بلوغ نسبة الطلاق في المجتمع أكثر من خمسين بالمائة، وهي نسبة مرشحة للزيادة لأن الناس لا يريدون فهم أن مفاهيم ودواعي الارتباط نفسها قد تغيرت. يُصرون على السير في نفس الطريق المعوج مع أن الطريق السالك واضح جدا لهم. هي المكابرة طبعا والخوف من التغيير. هذا الخوف الذي عطل مكاسب كثيرة على صعيد مجتمعنا وحياتنا.
ليس هناك عصا سحرية لزواج ناجح، لكن هناك جملة بديهيات أو قواعد يقوم عليها بيت الزوجية. وأول هذه المبادئ التعارف قبل الزواج. والتعارف ليس نظرة مختلسة كما ذكرت أمس، بل هو لقاءات متكررة يشعر فيها الولد والبنت أنه قريب أو بعيد من قرينته أو قرينها المحتمل.
لا أقول اتركوهما يخرجان ويدخلان كما يشاءان أثناء فترة التعارف، ولكن لابد أن يعطيا مساحة من الحرية في المكان الذي يلتقيان فيه ليتحدثا و(يتناغيا) لوحدهما لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر على أقل تقدير. وإذا أتيا راضيين بالارتباط قبلها فليكن، لأن ذلك يعني أن روحيهما التقيتا وأن قلبيهما ونفسيهما ارتاحتا لبعضهما.

دعوهما يلتقيان لوحدهما لساعات في مجلس البيت أو على طاولة بعيدة عنكم في مقهى أو مطعم أو مكان عام، فهما في هذه الحالة،وعبر أكثر من لقاء مطول، سيكسران الجليد فيما بينهما وستتكشف لكل منهما طبيعة وأسلوب التفكير والحديث وطريقة التصرفات والتمتع بالاحترام والذوق السليم أثناء التعامل. وتكون النتيجة من هذه اللقاءات وضع بذرة الحب أو على الأقل وضع بذرة الاستلطاف من عدمها.

هذه القاعده، قاعدة التعارف قبل الزواج، تعد، مهما كابرنا أو رفضنا، هي القاعدة الأولى والأساسية التي يمكن أن يبنى عليها زواج ناجح فيما بعد. وهي التي تنتفي معها نظرية (البطيخه) الحمراء أو القرعاء، التي من المؤكد أنها سبب رئيسي، من بين جملة أسباب، لانتشار حالات الطلاق في مجتمعنا وتفاقم الأوضاع غير المريحة في البيوت.

وإذا اتفقنا على ذلك فإن هناك قواعد أخرى تمهد إذا ما أخذناها في الاعتبار لضمان بناء عش زوجية ناجح ومتعاون ومتكافئ، وهو ما سأتحدث عنه غدا في الجزء الأخير من هذا الموضوع.
______________
المصدر : صحيفة اليوم 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم