الجمعة 27 ديسمبر 2024 / 26-جمادى الآخرة-1446

26 وسيلة لحماية الأسرة والمجتمع من التحرش الجنسي.



26 وسيلة لحماية الأسرة والمجتمع من التحرش الجنسي.

أمير بن محمد المدري.

1- الدعاء واللجوء إلى لله تعالى:  

الدعاء الخالص لله تعالى هو طوق النجاة الذي يتعلق به كل والد ووالدة يريدان لأبنائهما صلاح الدنيا والآخرة، وهذا هو دأب المرسلين كما قال الله تعالى في محكم كتابه عن نبيه إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35]، وقال تعالى في صفات عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]. 

2- تربية الأبناء على الحياء وستر العورة: 

من الأخطاء الشائعة بين كثير من المسلمين، التساهل في كشف العورات أمام الأطفال، أو التساهل في كشفها فيما بينهم، باعتبارهم صغاراً لا يدركون هذه المسألة، فلا يتحفظون منهم ولا يشدّدون في التنبيه عليهم، وإلزامهم بالتستر سواء عند تغيير الملابس أو عند الاغتسال، وغير ذلك من الأحوال. وهذا التساهل خلاف السنة النبوية المطهرة، فقد كان النبي ينشّىء الصغار من أبناء الصحابة رضي الله عنهم على التستر وحفظ العورات، فلابد من توعية الطفل وتلقينه دائماً أن عورته لا ينبغي أن يراها أحد أبداً ولا حتى إخوته، ولا يسمح لأحد أن يكشف عورته أو يطلب منه ذلك. 

3- احترام عقول الأطفال: 

ومعاملتهم بأسلوب التفاهم والنصح المستمر والعمل على راحتهم وبناء شخصياتهم والتفرغ ولو لساعة أو ساعتين يوميا لهم للسماع إليهم وتدريبهم على الأشياء الصالحة، ولا يعتقد أحد بأن الطفل لا يفهم بل يعي ويدرك كل شئ يدور حوله لكن الاستخفاف به هو المشكلة بحد ذاتها ما ذنب هؤلاء الضحايا وما اقترفت يداهم أنا برأيي أن العقاب يجب أن يوجه للأب والأم لا للطفل أو الطفلة. 

4- لاشيء يُفرض على الطفل: 

يجب أن يتعلم الطفل أنه لا يوجد شيء يفرض عليه أن يتفاعل عاطفيًا مع أي شخص حتى ولو كان من الأقارب أو الأصدقاء للعائلة، ونقصد به التفاعل العاطفي الحسي، مثل الاستجابة إلى التقبيل، الاحتضان، أو المداعبة بطريقة لا تريح الطفل. 

5- عدم الثقة المفرطة بالآخرين: 

تكمن مشكلة تعرض الأطفال للاعتداءات أو التحرش الجنسي في أنها تحدث غالباً من أناس موثوق بهم لدى أسرة الطفل، بل ربما تأتمنهم الأسرة على الطفل بمفرده، مثل السائق، والخادمة، والمدرس الخصوصي، وصديق الطفل الأكبر منه سناً، وغيرهم.كما أنّ طهارة قلب الطفل الصغير تجعله مفرط الثقة في الآخرين خاصة إذا كانوا من الأقارب أو أصدقاء الأسرة أو الجيران فهؤلاء محل ثقته لكثرة ترددهم على المنزل، ولعدم تصرف الكبار معهم بشكل ينافي الثقة فيهم، لذلك ينبغي أن تكون ثقتنا في الآخرين على بصيرة. 

6- زرع الثقة في نفس الطفل: 

زرع الثقة في نفسه وفتح المجال أمامه ليعبر عن نفسه ويتحدث عن أسراره مع والده ووالدته,ولن يصارحنا الأبناء إلا إذا منحناهم الكثير من مشاعر الحب والتقدير والثقة في النفس، وكانت أساليبنا التربوية معهم تتسم بالمرونة وتبتعد عن القسوة والتسلط. عندئذ سيشعر الأبناء بالأمن الكافي الذي يشجعهم على مصارحتنا بكل ما يتعرضون له خارج المنزل، فإن التربية السليمة هي التي تمتد فيها جسور المحبة والمودة الصادقة بين الآباء وأبنائهم مما يجعل البيت هو حصن الأبناء الأول، منه يواجهون الحياة وهم مؤهلون أقوياء، وبه يتحصنون تجاه أي اعتداء أو خطر يتهددهم. 

7- تربية الأبناء على الخشونة: 

تربية الأبناء على الخشونة ونبذ الميوعة والتخنث، وتربية البنات على الستر وتعويدهن على الحجاب قبل سن البلوغ,فإن من أهم أسباب جرأة من يعتدي على الطفل، مظهر الطفل نفسه خاصةً إذا كان الطفل جميل الطلعة، أبيض اللون ممتلئ الجسم، فيعوده الأب على الخشونة في المأكل والملبس، ويعوده ممارسة الرياضة القوية التي تبني جسمه وتخشّن جلده، ولا بأس بحلاقة رأسه إذا كان شعره هو سبب جماله، اقتداءً بعمر بن الخطاب رضي الله عنه في التعامل مع الرجل الجميل الذي افتتنت به النساء. كما يراعى عدم التساهل في ملابس البنت خاصة إذا ظهر عليها جمال الوجه والجسم منذ وقت مبكر، فتعوّد على الملابس المحتشمة بعيداً عن العاري أو الضيق جداً الذي يبرز مفاتن جسدها ويغري بها من لا خلاق لهم- رغم صغرها-، ويستحب تعويدهن على ارتداء الحجاب بشكل غير إلزامي وهي بعد صغيرة، حتى تألفه، وفي نفس الوقت حتى تربى على الصيانة والستر وتتشكل نفسها على ذلك، وهذه التربية من شأنها أن تحمي الأبناء من الاعتداء وتصد الطامعين الآثمين في نفس الوقت. 

8- خصوصية الطفل: 

إفهام الطفل لمعنى المحافظة على خصوصية جسده وملابسه الداخلية وعدم الثقة في من حوله من المراهقين وإن كانوا محارم. 

9- عدم ترك الطفل مع الأغراب: 

يجب عدم ترك الطفل مع الأغراب أو الأقارب بدون رقابة ومتابعة يومية تفصيلية عما تم في الوقت الذي قضاه مع الأغراب والأقارب وذلك عن طريق فتح حوار مع الطفل. 

10- إشعار الطفل بالأمان: 

يجب طمأنة الأطفال بأن الوالدين موجودان دائمًا لحمايته من أي تهديد من أي شخص أيًا كان نوع هذا التهديد. 

11- تعليم الطفل المهارات الاجتماعية: 

يجب أن نُعلِّم الطفل ما هي المهارات الاجتماعية السليمة والصحية في التعامل مع الآخرين والتعبير عن المشاعر، فإن قدرة الطفل على تكوين صداقات لمن في مثل سنه وتعبيره باللغة والحوار بأن يتفاعل ستساعده على حماية نفسه من أي نوع من أنواع التحرش، لأن الطفل الانطوائي والذي يعاني من فقد الثقة بالنفس هو أكثر الأطفال عرضة للتحرش الجنسي. 

12- ثقافة الطفل: 

يجب أن نمد الطفل بالثقافة الوقائية الخاصة التي تحميه من التعرض للتحرش الجنسي. 

13- دور المناهج: 

من الأشياء التي تلعب دوراً مُهماً في هذه القضية, إدراج الموضوع ضمن المناهج التعليمية وفي الصفوف الدنيا قبل العليا على اعتبار أنه جزء لا يتجزأ من سلامة الإنسان وصحته. وعدم السماح لبقعة الجهل العميقة التي نتخبط بها بأن تُستغل لاقتناص واغتصاب الطفولة، فجهل الأطفال بهذه القضية الحساسة وتداعياتها عليهم. وافتقارهم للثقافة المناسبة التي تعينهم على اللجوء لمن يساعدهم إذا ما اضطروا لذلك. 

14- الستر بين الزوجين: 

ينبغي على الوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما وأن يسيطرا على كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما أو سماع صوتهما لأن حب الاستطلاع لدى الأبناء بهذا الخصوص شديد جدا.

15- تجنب الحديث عن الجنس أو التشويق:

تجنب التحدث أو التشويق أو الإثارة الجنسية مهما كان نوعها.

16- رسالة خاصة إلى الأم:

بعض الأمهات تلاعب طفلها بمداعبته لأعضاء جنسه وهو صغير كي تثير لديه الضحك وغرضها الدعابة ولا تدري أن هذه المداعبة ستجلب له المشاكل.

17- العلاقات مع الكبار:

ينبغي التأكد من نوعية علاقة الكبار بالأطفال وسلامة نيتهم مهما كانت قرابتهم للطفل.

18- العلاقات مع الخدم:

مراقبة سلوك الخدم وعلاقتهم مع الأطفال.

19- الانترنت:

مراقبة مراكز الانترنت العامة من قبل الجميع إن كانوا مربين أو سلطات أمن أو غيرها كي لا يستغل الأطفال بتدريبهم على ممارسات إباحية أو استدراجهم لها.

20- الممارسات السلبية:

حماية أطفال المدارس من الممارسات السلبية وذلك بعدم تركهم في المرافق مدة طويلة أو في الغرف المهملة والفارغة كي لا يجدوا فرصة لممارسة تلك السلوكيات.

21- التحذير من رفقة السوء:

منع الأطفال وتحذيرهم من رفقة السوء والذهاب إلى أماكن مشبوهة كي لا يجد المنحرفون فرصتهم للاعتداء عليهم.

22- فرقوا بينهم في المضاجع:

التفريق بين الأطفال أثناء النوم قدر الإمكان كما أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وان كان لابد منه ينبغي مراقبتهم.

23- الالتزام بالدين والأخلاق:

تشجيع الأبناء على الالتزام بتعاليم دينهم وأخلاق مجتمعهم معنوياً ومادياً وذلك بوضع جوائز لمن يلتزم بتلك الأخلاق الراقية وحسن التصرف والسلوك.

24- وسائل الإعلام:

ينبغي على وسائل الإعلام الحد من الوسائل التي تساعد على الانحراف من أفلام ومسلسلات وصحف وكتب وأقراص مضغوطة. وعلى الجميع حماية الطفل من مشاهدة قنوات فضائية أو مجلات أو أي مواد إعلامية غير مناسبة، مع غرس الوازع في نفسه إلى رفض كل ما لا يحبه الله عز وجل واستخدام نعمة – كالعين مثلاً- فيما يرضى فقط.

25- دور الكتاب:

توزيع كتيبات على الأسر تتناول الأمور الجنسية بشكل علمي وأسلوب مقبول لغرض التوعية وحماية الأطفال من هذه المخاطر.

26- من أين لك هذا:

سؤال الطفل عن مصدر أي هدية أخذها أو حلوى حصل عليها، ولمَ فاز بها؟…الخ، مع توعيته بخطورة تناول شيء دون عرضه على الوالدين لمعرفة هل هو مضر أم صالح لا يضر، وتوعيته ألا يقبل هدية من أي غريب باستثناء المدرس أو المدرسة مثلاً عندما تكافئه على تفوقه، وأن يشكر من يعرض عليه أي هدية دون أن يأخذها، ثم يخبرك بها – إن كان يريد مثلها- لتشتري له أنت بديلاً بها.

_________________

المصدر : موقع الألوكة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم