آواكم الله آل جبر .
د.خالد بن سعود الحليبي.
لا تنتهي أسرة الجبر الكريمة من مشروع تنموي عام، إلا وقد جهزت لمشروع آخر، حتى أصبح عنقودها الخيريُّ محملا بألوان من العطاء النوعي الدائم المستمر بإذن الله تعالى؛ أكثر من مستشفى، وجامع، ودار لتعليم القرآن الكريم، في أحساء الخير والحب.
وآخر تلك المنجزات العملاقة الإسكان الخيري الذي ضم أكثر من 230 وحدة سكنية.
السكن يمثل السكينة للإنسان، والاستقرار النفسي، بل والأسري كذلك. فكم حالة وردت إلى مركز التنمية الأسرية كان شفاؤها وحلُّ معضلتها وجود سكن أي سكن، يضم عصافير الأسرة في عش هانئ وإن كان صغيرا ومحدودا.
فكيف وقد هيأت أيدي الخير هذه المساكن النموذجية، بدءا من خادم الحرمين الشريفين، إلى عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وعائلات الأعمال الذين منَّ الله عليهم بالبركة في أموالهم، وأنعم عليهم مرة أخرى بأن ألقى حُبَّ الخير في قلوبهم، فصارت سعادتهم وراحتهم وانشراح صدورهم في بذل هذا المال والنفع به.
ومن شاهد وجوههم وهي تشرق بابتسامة الظفر حين تسلموا مفاتيح مساكنهم، يعلم مدى المعاناة التي كانوا يعيشونها.
ولا تزال وجوه الخير مفتوحة أمام الأثرياء؛ كبناء جمعية خيرية، أو مركز إرشادي، أو مكتب دعوة، أو إنشاء مدرسة، أو مكتبة عامة، أو حفر بئر .. ونحو ذلك.
إن الإنسان ليس جسدا فقط، فتوقف الأموال على إطعامه وكسوته فقط، وإنما نفس متطلعة، وروح تعج بالأشواق إلى خالقها، وعقل يحتاج إلى تدريب وتعليم؛ ليثمر ويستثمر، وذات متمردة، تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتواصل؛ لتضبط انفعالاتها، وتقدّر نفسها، وتسهم في بناء الحياة من حولها.
ولذلك فطن (آل جبر) إلى هذه القضية فخططوا لإيجاد نشاط اجتماعي في هذا المجمع السكني، يتناول الإعداد والتأهيل لكل أفراده، مستهدفة الاستقرار الأسري، وسوق العمل.
إن تجمعا خاصا مثل هذا يحتاج إلى مزيد اهتمام؛ ليكون بيئة نظيفة من كل ما قد يكدرها، وذلك يحتاج إلى عمل مؤسسي خيري تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، وسوف يكون ناجحا أكثر إذا تحوّل إلى جامعة ذكية، تسعى إلى تخريج مرتاديها إلى مواقع العمل، ومواطن الغنى عن الناس، والاكتفاء الذاتي، وذلك أمر ممكن ومشاهد،
فإن كثيرا من أغنياء اليوم كانوا فقراء الأمس، فأغناهم الله من فضله، ورب كلمة طيب إيجابية ثرية بالإخلاص تقع في قلب شاب أو شابة من هذه الأسر المستفيدة من هذا المجمّع وأمثاله، تحولهما ـ بتوفيق الله ـ إلى أيدٍ كادحة، وربما أصبحوا نجوما للمستقبل وحماة للوطن.