صدمت بأفلام الجنس عند ولدي !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا مشكلتي الاساتذة الفضلاء هي :
لدي ابن عمره 21 سنة على ابواب التخرج من الجامعة هو من الشخصيات الإنفعالية الحادة وهو حنون وله طموحات عالية ولله الحمد ونحن اسرة ملتزمة محافظة وانا اهتم كثيرا بالامور التربوية
انهج الحوار والاقناع في التربية كنت وما زلت من فضل الله اجاهد ان اربي ابنائي على مبادئ الدين فمنهم من اكمل نصف القران والآخر اكمل القران وهكذا اما ابني هذا فهو يحفظ اجزاء من القران وله سيرة حسنة لاارى فية مما فية الشباب اليوم من اللبس وغيرة ،فكره جيد يسمع للعلماء، اجاهد معه على الصلاة في المسجد واللحوق بتكبيرة الاحرام
اعلم هذا الخلل ويعلم ربي كيف اجاهد معه مرة بالقصص عن الرسول عليه الصلاة والسلام ومرة بالحوار ومرة بالنصح المباشر واخرى بالشد واخرى بكتابة رسالة هو انسان مطلع يقراء للشيخ الطنطاوي وطارق سويدان ويسمع الاناشيد لكن احزنني جدا ان وجدت في غرفته اشرطة دي في دي على الاغلفة نساء
ذكرته بغض البصر وكلمته ومر الموضوع مدة من الزمن اشهر 3-4 ولاادري ماالذي دفعني لذلك ان اشغلها على جهازي ووجدت المفاجأة فلم جنسي واخر عنف والله صدمت كثيرا بكيت اكثر ودعوت الله اكثر لم اخبر احد حتى لايتفاقم الموضوع تماسكت وفكرت ماذا اعمل لم اجد افضل من الرسالة كتبت له وانا ابكي
لم اعاتب بل كانت كما يلي اثار المعاصي على الفرد منها ،اسوداد في القلب وعززت الكلام باقوال المصطفى ومن القران الاسباب المعينة على العفة ثم ختمتها
باثر المعصية على المنزل لان والده يقول انه يحس بضيق اذا دخل المنزل وعبرت له عن حبي وانه سيظل ابني وان قلبي ويدي مفتوحتان له
وانني بانتظارة وذكرت له عن التوبة ولزوم الاستغفار ولكن هل هذا يكفي فانا مصدومة لاننالايوجد لدينا غير قناة المجد وفي الصغر على الاشرطة الاسلامية مثل محمد الفاتح وغيرها والده لم تفته صلاة الجماعه منذ زواجي به غيراربع مرات
وعند الآذان يخرج للصلاة او قبل ذلك وهو من الشخصيات المقلة في الكلام حليم صبور اما انا فإجتماعية احب الحوار والتفاعل مع الأخرين اشكركم على مساعدتكم لي واعتذر عن الاطالة وارجو ان ارى ردكم في اقرب وقت جزاكم الباري خيرا.
اسم المستشير : المصدومة
_______________________
اسم المستشار : أ. عادل عبد الله هندي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلاما على رسول الله وبعد:
أختي السائلة الكريمة :
كم أعجبني تفكيرك وكم سررت بهمتك في إصلاح شأن ابنك وكم تمنيت أن تكون معظم الأمهات على مثل حالك، نسأل الله تعالى أن يكثر من أمثالك وأن يزيدك حرصا وأن يحفظك وأبناءك وأسرتك يارب العالمين.
ولكن اسمحي لي أختي المباركة: أن نتحاور حول طبيعة مرحلة ولدك 21 سنة، وأن ندرك طبيعة التعامل معه إلى ما أضفت مما استخدمته مع ولدك .
تعالي معي أختي الكريمة الآن، لنحلل هذه القضية ونصل إلى علاج للمشكلة الواقعة بين الآباء والأبناء في قضية الخصوصيات.
أولا: مراحل عمر الإنسان:
2: 6 ، 6: 12 الطفولة المبكرة والطفولة المتأخرة وفيها يقلد الأبوين في الخصوصيات، والحاجة إلى المساعدة والمساندة والاهتمام والتدليل.
9، 12: 16 ، 16: 22 المراهقة المبكرة والمراهقة المتأخرة : مع تطور الحياة ومراحلها ، بحث عن الاستقلال والذاتية، في حاجة إلى الصداقة والمصاحبة . 22: 30 الرجولة والفحولة، اكتمال العقل.
ثانيا: سمات مرحلة الشباب (المراهقة):
-الاحتفاظ بأسراره الشخصية (لاب توب – computer – النت – المحمول – أوتوجراف).
-نصف طفل + نصف رجل = إثبات ذات + استقلالية.
-الحاجة إلى الحب والأمان والثقة واحترام الذات، والتوجيه الإيجابي.
-ثورة عاطفية + نمائية + فكرية + أخلاقية اجتماعية-الانفتاح والكشف عن صور جديد من الحياة.
-ومن خطورة الإطلاع والتضييق على خصوصياته أن يسبب لدى بعض الشباب الآتي، (العناد + المقاومة + التستر والكتمان + الاكتئاب).
هناك صور مريرة للتجسس والبحث عن الخصوصيات: حب خانق (ومن الحب ما قتل)، الحماية الزائدة (خوف وقلق على الأبناء). وواضح وجود فجوة بين الآباء والأبناء؛ فهذا مسلسل تليفزيون يرسم هذه الصورة (لن أعيش في جلباب أبي)
ثالثا: آراء حول الإطلاع على الخصوصية:
1. البعض يرى: لا بد من المراقبة للظروف الصعبة اليومية.
2.البعض يرى أن البحث عن الخصوصيات أسلوب تربوي خاطيء يسبب الانفجار والعناء والمقاومة.
رابعا: (صور من انتهاك الخصوصيات):-
1.البحث في الأغراض والملابس.
2.البحث عن رسائل المحمول والبريد الإلكتروني.
3.التصنت على المكالمات الهاتفية.
4.وضع برامج للتجسس في البيت.
5.تحويل الحياة إلى حياة عسكرية وأوامر وأسئلة وتحقيقات.
6.السؤال عن أصدقائه وصديقاتها والاستماع لحواراتهم المباشرة.
خامسا: وجهة نظر إسلامية تربوية:-
أولا:- الإسلام أمر الأب وولي الأمر أن يحرص على ابنه ومن هو مسئول عنه، قال تعالى: “قوا أنفسكم – وأمر أهلك بالصلاة – وقفوهم إنهم مسئولون) وهذا من واقع المراقبة والمسئولية.
ثانيا:- الاحتراس من التجسس (ولا تجسسوا) المذموم شرعا، لكن لا مانع من التحسس (فتحسسوا من يوسف). الآباء فهمهم مختلف عن فهم الأبناء طبيعة المراحل العمرية واختلاف وجهات النظر، وقد حكى لنا القرآن (لقمان، نوح، إبراهيم، يوسف).
ثالثا:- التوازن مطلوب في أمر الخصوصيات عن طريق بل وطرق متنوعة:
1.التربية من الصغر على مراقبة الله والضمير.
2.مناقشة الهموم والأسرار دائما بروح الحب.
3.الاستماع للمراهق والشاب بلا استهزاء أو عدوانية.
4.إعطاؤه قدر من الثقة المتبادلة.
5.حكاية بعض الأسرار له وائتمانه عليها، فيبادلك بأسراره.
6.الصداقة والمصاحبة والحوار (الصحوبية).
7.التركيز على الإيجابيات + عدم المقارنة + عدم الاستهزاء + الثناء عليه والفخر به.
8.نقل الخبرة إليه من حكاياتك في مرحلة المراهقة.
علماء التربية يؤكدون:
أن مراقبة الآباء للأبناء مطلوبة في ظل المتغيرات والفتن الصعبة الموجودة في زماننا بشرط:
1.احترام الخصوصيات.
2.إعطاء الثقة المتبادلة.
3.التربية القديمة على المراقبة الضميرية.
4.اجتماعات ونقاشات وحوارات واستماع مستمر بين الجميع.
ملحوظة مهمة:
أوصي بالمراقبة بنوعيها: المباشرة (الصداقة)، الغير مباشرة (التحسس).كن راعي ورقيب لا متحكم ومسيطر (حرية + مراقبة).
مثال: –
اغرس فيه بشكل غير مباشر : يعني مثلا: قل له لو سمحت أعطني تليفونك أتصل، إيه أخبار الرسائل الحلوة، أنا نفسي أشوف حاجة ع الكمبيوتر.
وأنصح بجزء خفي، ومن غير علمه تماما، راقبه بحب؛ لتحدد موضع الخلل وتعالجه بطريق غير مباشر.
أخي الكريم، أختي الكريمة:
إن أكثر المشاكل التي يقع فيها الشباب، وخاصة في مرحلة المراهقة ناتج عن سبب إما حرية مفرطة أو حماية مفرطة.
ولذا دعني أنصح نفسي وإياك ببعض أصول التعامل مع الشاب لنجو من مرحلة المراهقة والشباب:-
1.الصداقة قبل كل شيء (المرء على دين خليله).
2.الحوار البناء والذي ينتهي على الإقناع.
3.تقدير الذات واحترام الخصوصية.
4.المتابعة القائمة على دعم الثقة بالنفس وليس الخوف عليه من التفلت أو الانحراف.
5.تنمية روح مراقبة الله تعالى، بدلا من الحرص على المراقبة.
6.عدم التشدد في المتابعة.
7.الاستماع له أكثر مما نوجه له الكلام.
8.الاقتراب والتقارب الروحي أكثر وأكثر ليحكي لنا ما يجول في خاطره.
9.التدريب على مهارات اختيار الأصدقاء (عدم فرض صديق عليه).
10.ألا نشعره بالمراقبة لحاجياته، مما يدفعه –أحيانا- إلى فعل الأفعال السيئة كرغبة في الانتقام.
11.عدم اقتحام خصوصياته دون استئذان مهما كان الهدف.
12.عدم التركيز على السلبيات الخاطئة ونسيان إيجابياته.
13.الحب والود في النصيحة وليس الأمر والتسلط.
وسائل الاحترام بينك وبين ابنك:-
1.حكاية بعض أسرارك لابنك واستئمانه عليها فيشعر بأهميته، ومن ثم يأتيك ليقص عليك أسراره وما يعين له.
2.عدم استهزائه أبدا (فرديا أو جماعيا) مما يدفع في نفسه روح العدوان والكراهية.
ومن آليات التعامل مع المراهقين :
1.البشاشة عند الاستقبال والتوديع.
2.عدم السخرية منه أو الاستهزاء.
3.تكليفه ببعض المهام التي يخرج فيها جهده مما يثبت من خلاله القدرة على المسئولية.
4.النصح غير المباشر (ما بال)
5.الابتعاد عن سوء الظن.
6.الابتعاد عن المقارنة بغيره.
7.الاحترام لأفكاره وبدنه وعلاقاته مفتاح التفاهم، ويدفع الثقة في النفس.
8.تقبل فكرة الوقوع في الخطأ، وأنه وسيلة لمعرفة الصواب؟ (التقليل من النقد الجارح).
9.منح الأبناء قدر من الاستقلالية الذاتية.
10.الثناء والتقدير للنجاح في أي جانب والتركيز على الإيجابيات لا السلبيات.
11.إعطاؤه فرصته في اختيار أصدقاؤه بانضباط واختيار ملابسه.
12.عدم إفشاء الأسرار.
13.التقبل والاحتواء للابن، فالأب هو السند النفسي لابنه (يعقوب ويوسف)، (لقمان وابنه).
14.التغافل –أحيانا- عن كثير من التصرفات.
15. الخروج والفسح والتآخي لا الأوامر.
أسأل الله ختاما أن يستر بيوتنا وأن يملأها حبا وسعادة ونورا يارب العالمين.