الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

د.الفوزان: العلاقة الزوجية من أقوى العلاقات الإنسانية



 

د.الفوزان: العلاقة الزوجية من أقوى العلاقات الإنسانية

قال الفقيه والداعية السعودي فضيلة الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان، المشرف العام على شبكة قنوات ومواقع ومنتديات “رسالة الإسلام”، وعضو هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية: أن الله سبحانه  شبَّه العلاقة بين الزوجين باللباس، فقال {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}، فكلٌّ منهما لباس لصاحبه، من حيث التصاقه به، وسكونه إليه، وأنسه به، وتجميله له، وستره لعورته، وشدة حاجته إليه، فالعلاقة الزوجية من أقوى العلاقات الإنسانية، وفيها من التميز والخصوصية، والعمق والقوة، ما لا يوجد في غيرها من العلاقات البشرية. 

وأضاف فضيلته أن كلا من الزوجين أقرب إلى الآخر، وأكثر معاملة له والتصاقًا به، ومعرفة بأحواله وأسراره، وحاجاته وخصوصياته، وآلامه وآماله، ممن عداه من سائر الناس، كما أنه يحصل بينهما من المعاشرة والمؤانسة، والمداعبة والاستمتاع، ما لا يرضى أحد منهما بكشفه للآخرين.ولما كان الأمر كذلك؛ كان حفظ كل منهما لعورة صاحبه، وستر عيوبه، وكتم أسراره وخصوصياته، حقًّا واجبًا لكل منهما على الآخر.

وشدد فضيلته: أن هذا من الأمانات التي لا يجوز خيانتها، والخصوصيات التي لا يجوز نشرها وإذاعتها، قال الله – تعالى – في وصف عباده المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} .مستشهدا بقول الإمام القرطبي في تفسيره : “الأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه، قولاً وفعلاً، وهذا يعم معاشرةَ الناس، والمواعيد، وغير ذلك، وغاية ذلك حفظه والقيام به، والأمانة أعم من العهد، وكل عهد فهو أمانة، فيما تقدم فيه قول، أو فعل، أو معتقد”.ومعنى {رَاعُونَ}؛ أي: حافظون لها، فلا يضيِّعونها ولا ينتهكونها.

مشيرا إلى قول  ابن جرير الطبري في تفسيره: “وإلا الذين هم لأمانات الله التي ائتمنهم عليها من فرائضه، وأمانات عباده التي ائتُمنوا عليها، وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم، وعهود عباده التي أعطاهم على ما عقده لهم على نفسه، راعون: “يرقبون ذلك ويحفظونه، فلا يضيعونه”.

مستدلا بما ورد في “صحيح مسلم” عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن من أشر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة، الرجلَ يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرَّها”، وفي رواية له: “إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها”.

مذكرا الزوجين بحديث  أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها – أنها كانت عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والرجال والنساء قعود عنده، فقال: “لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلتْ مع زوجها!”، فأرَمَّ القوم، فقلتُ: إي والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون، وإنهن ليفعلن، قال: “فلا تفعلوا؛ فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة، فغشيها والناس ينظرون”.

مؤكدا تحريم إفشاء الزوجين أو أحدهما ما يجري بينهما من أمور الجماع والاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك من قول، أو فعل، أو نحوهما؛ قائلا بأن ذلك من خيانة الأمانة، وإفشاء السر، وكلاهما حرام.

المصدر : رسالة الإسلام

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم