نحو خطوبة ناجحة (2) .
د. دعاء أحمد راجح .
كيف تختار شريك حياتك :
عندما يقرر الشاب أو الفتاه اتخاذ قرار الزواج يقع الكثير من الشباب في دوامة الاختيار فترى الكثير من الشباب مترددا في التقدم إلى فتاة معينة أو مترددا في اتخاذ قرار الزواج منها بعد فترة خطوبة وترى الفتيات مترددات في إتمام مراسم الزواج ويتم الزواج بعد فترة تردد وهنا تبدأ المشكلات .
مستنقع خطير يقع فيه الشباب ألا وهو سوء الاختيار .
وفي هذا المقال أحاول أن أبين للشباب المؤهلات الضرورية التي يبنى عليها قرار الاختيار ..اختيار من يتقدم إليها …من هي الأكثر مناسبة له و لشخصيته التي تعرف عليها من خلال المقال الأول .
وأبين للفتاه كيف تبني قرارها هل هذا الشاب يصلح لأن يتقدم للخطبة أم لا يصلح .
أرشدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم إلى أسس الاختيار الأولية للشاب فقال صلى الله عليه و سلم : ((إن أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )) .
وأرشدنا إلى أسس الاختيار الأولية للفتاة بقوله عليه أفضل الصلاة والتسليم : فاظفر بذات الدين تربت يداك .
يختلف الناس إلى حد كبير في كيفية الاختيار والمعايير التي يبنى عليها اختياره :
فمنهم من يختار بعقله (العقلاني منطقي ) فيختار طبقا لمعايير تمثل معتقداته وقيمه وظروفه الشخصية :
فمنهم من يميل إلى القريب : القريب في الشخصية ومحدداتها …القريب في البيئة …القريب في السكن …القريب ضمن العائلة الواحدة ….القريب في العمل …..القريب في المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي .
وهذا الإنسان يفضل التقارب بين شخصيته وشخصية الطرف الآخر بما يحقق قدرا كبيرا من التفاهم و الألفة .
ومنهم من يميل إلى البعيد : البعيد المختلف في الشخصية …البعيد عن العائلة …البعيد في محل السكن ..البعيد في المستوى الثقافي أو الاجتماعي .
وذلك لأن الاختلاف الذي يراه في الطرف الآخر غالبا ما يكون عامل جذب له …أو لإحداث نوع من التكامل بين الشخصيتين .
على سبيل المثال قد يكون الرجل من مستوى ثقافي وعلمي معين ….يفضل من تكون على نفس مستواه الثقافي والعلمي .
وآخر يفضل امرأة أقل ثقافة وعلما وذلك حسب فكرته ورؤيته للزواج وللمرأة .
ومن الفتيات من تميل إلى الانغلاق الاجتماعي مثلا … تفضل المنفتح اجتماعيا لأنه يكون أكثر جاذبية لها فتنجذب له لإحداث التكامل و….و أخرى قد تميل إلى الشخصية المنغلقة مثلها .
ومن الناس من يكون اختياره بعينه (البصري ) كالذي يحترم قيمة الجمال الشكلي ويجعله معيارا هاما للاختيار فهذا يكون من أولويات اختياره هو مدى جمال المرأة …أو مدى وسامة الرجل .
ومن الناس من يختار حسب العوامل النفسية والارتياح النفسي (عاطفي ):
فيعتمد على حدسه في الاختيار …حتى و إن بدا الفارق كبيرا من الناحية العقلية
وهنا يقع الخطأ من الكثير من الشباب والفتيات عندما تعتمد في اختيارها على حدسها وأحاسيسها فقط .
فمن البنات من تحب أباها حبا شديدا . فترتاح و يميل قلبها إلى من يشبه أباها
ومن الشباب من يحب أمه فيميل قلبه مباشرة إلى من تشبه أمه .
ومن الفتيات من يتعلق قلبها بشخصية مشهورة وتميل إلى من يشبهه , ومن الفتيان من يتعلق بصورة معينة في ذهنه ويرتاح بمجرد أن يراها أمامه في صورة إنسانية .
ومن الشباب من يختار بأذنيه (السمعي )فهو يقيم الناس حسب أسلوب كلامهم وأصواتهم بل ودرجة الصوت وحدته وهذا ما يحدث وينتشر بين الفتيات اللاتي يقعن فريسة لمن يمطرهن بكلمات الحب والعاطفة , أو المرأة الحسنة الصوت التي تتلاعب بقلوب الشباب وتوقعهم في حبائلها .
ومن الشباب من يختار بحواسه (الحسي ) فهو ينجذب للمرأة الطيبة الرائحة الناعمة الملمس فيعتمد على حواسه الشم واللمس في انتقاء المرأة المناسبة .
و لكن يبقى السؤال الذي يردده الشباب كيف أعرف من أي نوع أنا ؟
وأجيب يمكن أن تلاحظ ما تميل إليه في الاختيار عندما تلاحظ شخصية من أحب الناس إليك والأقرب إلى قلبك.
قد تكون الأم …قد يكون الأب …قد يكون صديقا أو صديقة ….قد يكون الأخت أو الأخ ….قد يكون زميلا أو زميلة العمل أو الدراسة .
حاول بعد أن تتفهم شخصيتك وفق المعايير التي ذكرت في المقال السابق .
ثم حاول تحليل شخصية من تحب وفق نفس المعايير …لتتعرف على سماتها ومظاهرها وما أكثر ما جذبك إليها لتعرف أكثر هل تميل إلى القريب أم إلى البعيد ….إلى الجميل أم إلى المريح نفسيا ….إلى الذي يشبهني أم إلى الذي يختلف عنى ويتكامل معي .
وهذه سنة الله تعالى في خلقه . إنهم مختلفون (ولا يزالون مختلفين ) ولو شاء الله تعالى لجعلهم امة واحد ة .
يختلف الناس في اختياراتهم وبدائلهم ولكن يبقى السؤال ؟ ما هو الأسلوب الأمثل في الاختيار ؟
أعتقد أنه ليس هناك أسلوب أمثل فالناس تختار أفضل البدائل لديهم كل حسب خرائطه العقلية وشخصيته وأفكاره ولكن الأهم من هذا أن تكون محددا في أمرين : من أنا ؟ وماذا أريد ؟