خطوات عملية للسعادة الزوجية.
د. خالد بن سعود الحليبي.
كثيرا ما نهون من أهمية ما نسمع من مهارات التعامل ، ونرميها بأنها مجرد مثاليات تتساقط على أرض الواقع .. مع أنها في غاية الأهمية لدفع حياتنا إلى نجاحات أكبر وأكثر وأعمق ..
وفي هذه الوقفــة المقـالية أقدم باقة من الزهور لكل زوجين يريدان أن يتقدما بعلاقتهما وثبات هانئة، حرصت على أن تكون سهلة التطبيق عميمة النفع ، عل النظريات تتحول إلى أعمال ، لتسعد البيوت ، لينشأ الجيل الصالح الذي نترقبه وهي :
1. لكي تسعد أنت اسعد زوجتك ، ولكي تبتسم لك الحياة امنح الابتسامة لثغر امرأتك ، وإذا نجحت في إسعادها فسوف لا تدخر وسعاً لإسعادك ورد الجميل إليك ، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.
2. تحاش إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك ، وتستدعي غضبها.
3. لا تكن معارضاً لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك بل شجعها على إبداء رأيها ، واحمد الصواب من آرائها ، وطبقه كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ( مع أم سلمة ).
4. لا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديها إلا ما كان فيه محذور شرعي ، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق ، ولا تفرض رأيك .
5. اعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر ، وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً، ولا شك أن سوء استخدام الرجل صلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة.
6. لا تقابل ثورتها العاطفية بثورة أخرى غضبية منشؤها إرادتك إظهار رجولتك ، فإن الرجولة الحقيقية تعني التعقل في جميع التصرفات، ووضع الأمــور في نصابها، وقيادة سفينة الحياة حتى تصل إلى بر الأمان بإذن الله.
7. أحسن معاملتها بخلق حسن واصبر عليها ، وأعنها على نفسها حتى تقلع عن كل خلق سيىء . والعكس مطلوب من الرجل أيضا .
8. امـــلأ حيــاتك معـها بروح المرح ؛ مستلهما قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد صحابته : (( هلا بكرا تلاعبها وتلاعبـك )) ، فهو مطلوب من الجانبين ، بل إن عائشة عجبت من أمر أحد أقاربــها كيــف دخــل على امرأته ولم يقبلها ولم يلاعبها ، فلما اعتذر بالصوم ذكرت له أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم .ولا شك أن ذلك لمن يملك إربه خلال الصوم .
نعم إن للزوجة حقا في المزاح في بعض الأوقات ، بل لها أن تمنحها جزءا خاصا من وقتك ، وهأنت ذا تفعل ذلك مع أصدقائك أوليست الزوجة أكبر حقا منهم عند الله ؟!
ولا أنسى أن أقول: إن المرأة مدعوة للمبادأة بالممازحة كذلك . وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم قمة شامخة في حياته كلها ، وكانت الأعباء الجسام التي ينهض بها أجل من أن نوازنها بحياة أحدنا ، مهما كثرت أعباؤه وعظمت .
ومع ذلك فلم يكن يشغله عن إشاعة روح الدعابة والمرح مع أزواجه في بعض أوقاته معهن ، فهو يتسابق مع عائشة فيسبقها مرة وتسبقه أخرى ، ويغتسل معها من إناء واحد فتختلف عليه يداهما ،
بل إنها لتقول في الحديث المتفق على صحته (( والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبــشة يلعبون بالحراب في المسجد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم بين أذنه وعاتقه ، ثــم يقـــوم من اجلي ؛ حتــى أكــون أنا التي أنصرف ، فاقــدروا قدر الجارية الحديثة الــسن الحريصة على اللهو )) .
9. فاجئها بالهدايا ، أو بالأخبار السارة ، أو بتلبية رغبة قديمة لها تيسر أمرها بعد طول انتظار فإن ذلك مما تحبه النفس ، والزوجة تحبه أكثر ، ، وفي الحديث : (( تهادوا تحابوا))، والمرأة أيضا لو أنها فعلت ذلك لبلغت عند زوجها مبلغا من الحب والتقدير .
وليس الأمر في عظم ثمن الهدية ، ولكنه في أن يعبر أحد الزوجين عن حبه للآخر بأي شيء محبوب إليه وإن قل .
10. لابد أن تراعيها حال مرضها أو توترها النفسي أو وقوعها في مشكلة ما ، فإن ذلك من حسن العشرة .
أعرف أن هذا قليل من كثير .. ولكن المبادرة للتطبيق سوف تجعل حياتنا أكثر سعادة وجمالا .