الخميس 19 سبتمبر 2024 / 16-ربيع الأول-1446

خطوات عملية للوقاية من التحرّش .



خطوات عملية للوقاية من التحرّش .

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQFP9lL_9JKkwfRqXQ6lx2VmLmWAtfopP_Hz53jJs697W3vEhgh
د. حنان قرقوتي .
ما هو التحرش::
إن التحرش الجنسي هو الاعتداء على أعراض الناس ذكوراً كانوا إم أناثاً، والذي يبدأ بالتحرش يكون عادة أكبر سناً من المتحرش به، وربما كان ذكر مع آخر، وربما أنثى مع أنثى، وربما كان رجل مع إمرأة، وربما كانت أمرأة كبيرة مع ذكر أصغر منها وفي عمر أولادها.
أنواع التحرش:
1- تحرش لفظي: كثيراً ما يسمع في الشوارع خاصة في البيئات الشعبية.
2- تحرش مكاني: خاصة من الشبان حيال الفتيات، في الشوارع وتسهل عند الشبان حينما يملكون القيادة، وتتيح لهم الفرص بالاستقلال بسيارة، فيعمدون في السهرات وفي النهار في أيام العطل إلى اصطياد فريستهم من البنات، أو من الصبيان.
3- ملاحقة الفتيات في الشوارع، أو ملاحقة الصبيان في سن التاسعة أو العاشرة، أو ما شابه.
4- تحرش استعراضي: باغراء الفتيات الفتيان باللباس الضيق ، وكشف بعض أجزاء من الجسم، ملاحقة للموضة الكاذبة.
5- تحرش نصفي: والمقصود به الاشتمال على الكلام الناعم، وحتى الملامسة دون الوصول إلى الجريمة الكبرى.
6- تحرش كلي: والمقصود به الوصول إلى الجريمة الكبرى من زنا، أو لواط، أو حتى سحاق.
أسباب التحرش:
1- الجانب الاقتصادي: إذ أن الذي يبدأ بالتحرش يغري المفعول به بأنه ربما يعطيه قطعة حلوى، أو نقوداً، أو منصباً، أو حتى سيارة، وما شابه.
2- التواجد في الأماكن المشبوهة التي يتردد إليها الخلان.
3- يشكل عنصر الحياء عند المفعول به، صمتاً ضمنياً في نفسه ينعكس سلباً على نفسيته، ويرفض هذا الأمر بفطرته ويخاف من الفضيحة، ومن عدم استيعاب الأهل لما حدث له، وإزاء هذا الصمت يقوم الفاعل بتهديده إذا ما فضح أمره، ويستمر التحرش ليصبح أمر اعتيادي لديه.
4- ربما يعمد المتحرش به في كبره إلى الانتقام من الآخرين بتحرشه بأطفال آخرين.
– أسباب الاعتداء على المحرمات :
1- الجهل.
2- الأمية والفقر.
3- ضعف الوازع الديني.
4- التصرف غير اللائق.
5- شرب الخمور.
6- الإدمان على المخدرات وذهاب العقل.
7- الشهوة الزائدة.
كل هذه الأسباب تساعد على الاعتداء على المحارم وعلى حدود ما حرم الله سبحانه وتعالى. ومن ذلك تحرش الأب ببناته، أو الأم بابنها والعياذ بالله، والأخ الأكبر مع أخته، والخال أو العم مع الآخرين، وحتى الجار، والقريب أو البعيد.
– عوامل تساعد على التحرش
1- التفكك الأسري.
2- العنف ضد النساء.
3- الزواج المبكر أحياناً.
4- الاغتصاب.
5- الأمية والفقر والجهل.
6- التسيب الاجتماعي.
7- تواطؤ الأسرة.
8- التواطؤ العام.
حركات الأطفال وتصرفاتهم العفوية :
إن الأطفال نعمة من الله عز وجل وهم أمانة في أعناق آبائهم، وكم تبدو تصرفات الكبار غير ملائمة حيال الصغار، فحين ولادة الطفل أو الطفلة تسعى الأم إلى ملاعبة وليدها وهذا جيد، ولكن تقبيله في أماكن حساسة فهذا غير لائق، وأن أظهر الوليد أو الوليدة بعض الضحك، مما يشعره بأن هذا أمر طبيعي إذا ما استمر الأمر لبعض الوقت.
وفي سن الطفولة المبكرة في عمر السنتين يضع الطفل يده على عورته، فتأتي الأم وتبدأ بالصراخ، ماذا تفعل؟!
والطفل لا يدري لما تلومه أمه، وبدلاً من الصراخ عليه، يجب أن تلهيه عن نفسه بأشياء أخرى، وكأن شيئاً لم يكن.
وفي سن الخامسة أو السادسة، يحاول الطفل أو الطفلة أن يكتشف جسده ، هل هو مثل غيره أم مختلف، وربما يحاول تعرية نفسه أمام أقرانه من الصغار، ربما أمام إخوته، وهذا قليلاً ما يحصل، ولكن بعض الأطفال يتعرون أمام غيرهم، الذكور أمام الذكور، والإناث أمام الإناث، وربما من الجنسين.
وحينما يكتشف الكبار الأمر يدب العويل على الصغار دون أن يدرون ما خطورة عملهم، لذا يجب التنبيه لهم بالكلام اللين، وليس الضرب والتهديد والكلام القاسي، مما ينعكس سلباً على نفسيتهم.
وحينما يسأل الأطفال أسئلة للكبار عن كيفية النشأة وكيف خلقنا ومن أين أتينا؟
يبدأ الأهل بالتململ وبعدم الاجابة، أو تعنيف الولد وكيف يسأل هكذا؟ وبدلاً من أجابته بما يتناسب مع عمره يحاول الأهل الانشغال عن الطفل بشتى الوسائل مما يدفعه إلى البحث عن الإجابة في أماكن أخرى، وربما تكون مشبوهة.
الوقاية :
تكون الوقاية بمقتضى الآتي:
1- توعية الأهل.
2- توعية الأأبناء.
3- توعية المجتمع.
أ- توعية الأهل:
إن توعية الأهل تكون باستعمال الطرق الوقائية في التربية عبر:
1- فصل الأبناء في النوم، وإن أمكن تخصيص غرف للذكور وغرف للإناث مع فصل كل طفل على حدة، ذكراً كان أم أنثى، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : “… وفرقوا بينهم في المضاجع”.
2- إبقاء الأبناء تحت الرقابة غير المباشرة من قبل الأهل، وخاصة الأم.
3- تعزيز الوازع الديني في نفوس الأبناء بأن الله سبحانه وتعالى الرقيب على التصرفات، من تعليم الآيات القرآنية وتطبيقها كقوله تعالى: ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً).
4- المساواة في المعاملة بين الأبناء، ذكوراً كانوا أم إناثاً.
5- الانتباه إلى من يرافق الأبناء ومشاركتهم في نشاطاتهم.
6- احترام الأبناء وأفكارهم وتصرفاتهم وميولهم وأخذ رغباتهم بعين الاعتبار في ممارسة حياتهم اليومية وبعدم التقليل من أهميتها.
7- غض البصر من الأهل حين ملاحظة أمر ما بتصرف غير لائق، ومفاتحة الأبناء بتحين فرصة مناسبة، واستعمال التوجيه غير المباشر للأبناء فهذا أثبت إصلاح الأبناء أكثر من الأسلوب المباشر في أحيان كثيرة.
8- عدم طرد الأبناء من المنزل، وربما احتمى الأبناء بدور العبادة، وكان التحرش بهم حتى في بيوت الله، وما شابه.
9- إيجاد الرقابة من جهة الهل للبرامج التلفزيونية، والإنترنت، والهاتف الجوال.
إرشادات خاصة بالأم:
1- لا تدعي ولدك يذهب بمفرده إلى مركز التسوق.
2- انتبهي إلى برامج التلفزة التي يتابعها أولادك.
3- أجيبي على أسئلة أولادك ولو كانت تسبب لك الإحراج ، فهي إجابات تدعم ثقتهم بأنفسهم وبك، وتقرب المسافة بينكم، مما يجعل الصراحة موطدة بين أفراد الأسرة.
4- لا تدعي أولادك يعاشرون أولاداً أكبر منهم سناً بأكثر من ثلاث أو أربع سنوات.
ب- توعية الأبناء:
1- تكون توعية الأبناء بإعطائهم معلومات عن الثقافة الجنسية تتناسب مع أعمارهم وتبتدأ عادة في سن التاسعة بشكل عام، أو أكثر قلياً أو أقل قليلاً ، حسب الأسئلة التي يطرحونها، أو الحوارات التي تدور بين أقرانهم ويستفسرون عنها.
2- إعطاء الأبناء الدعم النفسي والمعنوي حول مسؤوليتهم تجاه أنفسهم في هذه الحياة.
3- تأهيل الأبناء بجعلهم واعين لما يجري حولهم.
4- مصادقة الأبناء والإخبار للأهل بكل ما يدور حولهم لمساعدتهم بحل مشاكلهم التي يتعرضون لها مهما كانت، ومهما بلغ حجمها.
5- ملئ فراغ الأبناء بالأشياء المفيدة ، من أنواع الرياضات التي يرغبون، وما شابه.
6- جعل الأبناء متقبلين لجسدهم ولنوعهم الذي قدره الله لهم في هذه الحياة، من خلال إعطائهم صورة إيجابية حول حياتهم بالأمثلة الحية وتقبل صورة الذات.
توعية المجتمع:
1- أقامة محاضرات عامة حول هذا الموضوع في النوادي والجمعيات الأهلية والمؤسسات العامة.
2- أقامة حلقات ودورات توعية لمجتمع أهل التلاميذ في المدارس.
3- إقامة دورات تثقيفية جنسية تربوية وصحية في المراكز الصحية والمستوصفات.
4- إقامة مسرحيات ودروس تتضمن شرح الفروقات الجنسية للأبناء، وتميز كل جنس عن الآخر، كاستعراض القوة العضلية للفتيان، وإظهار النعومة والحنان عند الفتيات.
الغاية:
1- ردم الهوة بين الأهل والأبناء لاستيعاب مشاكل الأبناء.
2- تعزيز الثقة بنفس الأبناء ومواجهة الصعاب مهما كانت، مع عدم الالتفات للماضي من تصرف شائن، إلا من التعلم من أخطاء الماضي والتطلع للمستقبل بعين التفاؤل.
3- الاتصال والتواصل بين الأهل والأبناء هو حاجة ضرورية في المجتمع للتوصل إلى الارتقاء والتقدم الفكري والمجتمعي.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم