الأحد 22 سبتمبر 2024 / 19-ربيع الأول-1446

مؤامرات في طريق الأسرة المسلمة



مؤامرات في طريق الأسرة المسلمة .

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTVabU1frE6qMXrMGzVbsYDuNwyAa7dYFuOuBCEOArCUihsTUBR

أ. حسن عبد الحميد. 
الطريق إلى المجتمع الإسلامي المنشود يمر عبر محطتين رئيستين؛ أولى هذه المحطات: الفرد المسلم الذي يمثل اللبنة الأولى ومادة البناء، وهذه المحطة قد استغرقت جهود الدعاة والمصلحين، ونالت كثيراً من والاهتمام. 
أمَّا المحطة الأخرى الرئيسة فهي: الأسرة المسلمة ؛ 
وهي على أهميتها وخطورتها، لم تحظ بما تستحقه من عناية من قِبَل الدعاة؛ ومن ناحية أخرى صارت هدفاً وغرضاً يتناوشه المخرِّبون وأحزاب الضلالة ومناهج الفسق والفجور. 
تقوم الأسرة على ركيزتين كبيرتين، هما الأب والأم، وقد انصرفت عناية الإسلام إلى التأكُّد من هاتين الركيزتين قبل أن تنشأ الأسرة، فأمر بتزويج من يُرتضى دينه وخُلُقه، وحثَّ على الظفر بذات الدين؛ وبذا يغلق الباب من البداية على مداخل الشيطان وثغرات الفتن والهلاك. 
 
ومن هذا الباب بدأت المؤامرات والخطط لتحطيم الأسرة المسلمة؛ وذلك بإحلال مقاييس جديدة ومعايير حديثة ـ أو مستحدثة ـ لزوج المستقبل أو فتاة الأحلام، فمع تيار التغريب والعولمة وغلبة النزعة المادية في ديار الإسلام، أصبح الرجل يُقاس بماله وأملاكه، أو نفوذه وسلطته، وتأخرت ـ أو استُبعدت ـ مقاييس الدين والخُلُق، كما أصبحت الفتاة تُطلب لجمالها أو جرأتها “وتحررها”، وتأخرت ـ أو انتهت ـ اعتبارات والتديُّن والحياء، أو العفة والنقاء. 
وبعد تكوين الأسرة فإن سلطة الأب في رعاية وتوجيه الأسرة ـ الأبناء والزوجة ـ تمثل صمام أمان الأسرة من الانحراف والضياع، فالرجال قوَّامون على النساء، والرجل راعٍ في بيته وهو مسئول عن رعيته.  
وتنشأ المخاطر وتطل الفتن، حينما يتخلَّى الرجال عن أدوارهم في إدارة أسرهم ورعايتها رعايةً كاملة، ويستوي أن يكون التخلِّي بسبب الانشغال خارج البيت بأمور السعي والرزق ـ أو بأشياء أخرى ـ أو يكون الانشغال بسبب خلل في التصوُّر للدور الحقيقي للرجل، كأن يترك مسئولية الفتيات ـ مثلاً ـ للأم دون أن يتدخل في شؤون اللباس، أو ما يتعلق بالسلوك كالخروج الكثير ـ لغيرما غرض ـ من المنزل، 
أو اختيار الصديقات والرفيقات، فإذا كانت الزوجة ـ أو الأم ـ هي نفسها بحاجة إلى قوامة، فهي لن تستطيع بالتالي القوامة على غيرها، ومن هذا الباب دخلت شرور كثيرة، فالأم بضعفها ـ وأحياناً جهلها ـ وعاطفتها، لا تكاد ترفض رغبة للبنت الناشئة أو المراهقة،  
فتنشأ الفتيات على التبرُّج و”التحرُّر” وفعل ما تشاء دون رقيب ولا حسيب، كما أن الفتيان ليسوا بأحسن حالاً، إذا انشغل عنهم الأب، وأمنوا الرقيب، فرفاق السوء، وأجهزة الإعلام ـ الفاسدة ـ والشارع، يتلقفونهم ويصيغونهم بعيداً عن هدي الشريعة وتوجيهاتها الغرَّاء. 
ومجمل القول أن الاختيار السليم للزوج والزوجة، وقيام الرجال بواجباتهم تجاه أسرهم، يمكن أن يُحبط الكثير من المؤامرات التي تُحاك ضد الأسرة المسلمة، وهذا باب آن للدعاة والمصلحين، أن يبذلوا جهودهم، ويركِّزوا نشاطهم، لإصلاحه وتقويمه، إذا كنا ننشد مجتمعاً مسلماً.

__________________________ 
المصدر : موقع شبكة المشكاة الإسلامية . 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم