الأحد 22 سبتمبر 2024 / 19-ربيع الأول-1446

بيوتكم .. أيها الناس .



بيوتكم .. أيها الناس .

د. خالد بن سعود الحليبي . 

لن يعرف أحد حجم المآسي التي تتعرض لها بيوت كثير من الناس اليوم ـ وهم في غفلاتهم ساهمون ـ إلا من يمنح جزءا من وقته للاستماع إلى شكاوى من وراء الأبواب الموصدة ، ولك أن تتحدث إلى قاض في محكمة، أومستشار في مؤسسة اجتماعية، أومحام في القضايا الاجتماعية ، أو مشرف اجتماعي في مدرسة أو جامعة ؛لتعرف حجم المشكلة الواقعة ،

 

إنك لن تستطيع أن تنام قرير عين حين تعتصر قلبك دمعات طفل لم يسمع كلمة الحب يوما من أمه وأبيه ، ولا يتذكر منهما سوى صفعات وسباب ولوم وتقريع ، أو حين تعلن لك فتاة مستورة أنها بدأت تحس بالضغينة والكره يكبران في صدرها تجاه أعز الناس إليها كأمها أوأبيها ،

 

أو شاب يعاني مخاض المراهقة .. وقد بح حلقه وهو يقول لوالديه: كفى لقد تعبت من نصائحكم .. بل محاضراتكم .. أرجوكم دعوني أتحدث ولو مرة واحدة ، أنا في حاجة إلى من يفهمني .. ويعرف وجهة نظري .. هل سمعتم أم لا ؟! أو زوجة تعبت من انتظار زوجها كل ليلة لقد باتت هذه المشكلات تتفاقم، وتنذر بخطر كبير 

 

إذ ان الأسرة هي أساس المجتمع وقاعدة وحدته الأهم ، فإذا انهارت .. فلا تسأل عما سيحدث في الحياة الاجتماعية من تآكل .. لن يقف عند حد ، بل من الطبيعي أن يمتد سوسه إلى أساسات جوانب الحياة الأخرى ،

 

فإذا فقد الحوار في الأسرة فكيف ترجوه خارجها ؟ وإذا عومل الطفل بالعنف والجبروت فكيف نرجو أن يكون رحيما في المستقبل بطلابه أو بعماله أو بموظفيه ، وإذا لم نتعرف على هوية كل مرحلة من مراحل العمر البشري ، فهل سندرك مداخلنا على أولادنا في مراحلهم العمرية المختلفة ،

 

أم أن الشائع بين الناس أن تعامل الآباء والأمهات مع أولادهم في مستوى واحد ، وبطريقة واحدة لا تتغير ، ثم يصيحون بلسان واحد :

 

لقد يئسنا من أولادنا ، ولم نترك وسيلة من وسائل التربية التي ورثناها أو سمعنا بها إلا جربنها دون أن نحصل على أية نتيجة البتة .. لم يبق لنا سوى حوقلة ودعاء باتا جافين خامدين لا يحملان معهما روح الأمل التي كانت تتحرك في بداية انطلاقتهما.

 

والزوج والزوجة كل منهما يعامل الآخر كما يحب هو أن يعامل ، وهذا من أكبر أسباب المشكلات الأسرية في مجتمعنا ، لأن هنا فرقا كبيرا في طبيعة كل منهما ، أعني الذكر والأنثى ،

 

وكما يقول النفسيون : الأرنب لن يأكل اللحم مهما اجتهدت في طبخه وتدليله ، وسيظل يفضل الجزر على أشهى مأكولات الفنادق العالمية ، والله تعالى يقول : ( و ليس الذكر كالأنثى ).

 
 
 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم