الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

حياة زوجية أشد من البؤس !



حياة زوجية أشد من البؤس !

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTqfpvnl5oA6AHtk0TpSGptzIf_IOWcTcicvpGxqzX5mifL6Opyeg 
سعادة المستشار :

انا امراة في الثلاثين من عمرى ولدي طفلين ( ولد6 سنوات و بنت 5 سنوات)لقد تزوجت منذ 8 سنوات تقريب من رجل ليس من بلدي،ولكن منذ اربع سنوات و اكثر بقليل بدات اكره زوجي و انفر منه
كنت قد اشتكيت له اننى افقد الاحساس به واننى اشعر بأننى ابتعد عنه، لكنه لم يهتم و قال لي ان السبب هو الحمل و الولادة و الظروف المعنويه و تغير ظروف الحياة.
كانت و لا تزال بيننا مشاكل كبيره و صغيره نحاول باستمرار ان نتجاوزها،لاننا ندرك ان كل حياة اسرية و لا بد لها من المرور بهكذا امور من معضلات و مشاكل و خلافات بين الزوجين.
لكن منذ ان ادركت كرهي لزوجى وقد كنت قد صارحته باحساسي هذا لم اعد اطيق ان اعاشرة ، و بدأت بعدها ان امتنع من معاشرته لاننى كنت اشعر بالغثيان و القرف الشديد بمجرد ان يقترب مني، فالمعاشرة الزوجيه ان لم تكن مبنية و اساسها الود و الاحساس بالامان و الوئام فعدمهاافضل
( هذا كان رأيي بعدما عاشرت زوجي سنه كامله و انا كارهه له و هوه لا يبالى باننى لا اشعر به نهائيا و أكره معاشرته، كان يقول لى اغمضي عينيك حتى لا تريني،كنت اشعر بانه فقط مجرد
( عذرا )حيوان لا يهتم الا باشباع غريزته من غير ان يهتم اوان يشعرني بان له كرامة كرجل وانسان وانه لا يقبل على نفسه بان يعاشر امرأة كارهه له)
منذ فتره وجيزة حصل بيننا خلاف شديد جدا كان على اثرة ان زوجى ضربنى وربطنى وعذبنى بسبب منعى له من المعاشرة الزوجية وكان قد سبق له ان ضربني ضربا مبرحا جدا حتى انه شوه جسدى و رأسي)
والمرة الاخيرة عندما ضربنى وكان قد حبسنى لمدة ثلاث ايام حارما اياي من رؤية اطفالى الا لمجرد دقائق معدودة بسبب بكائهم عليا وكان قد عاشرني بالقوه القهرية مع الكثير والكثير من الاذلال
وهددنى بالسلاح وكان يريدنى ان اراه وهو بنتحر لانه كان ينوي الانتهاء من حياته بسبب اننى قلت له اننى لا اطيقه و ايضا جرحته بكلام كبير جدا ، كل هذا لاجل ان يطلقنى،لكنه رفض ولا يزال يرفض .
بعد كل ما مررنا به و بعد ان كنت قد ذهبت بسبب الضرب الى المستشفى.حاولت ان اقنع نفسي بانه يحبني و بانه لا يريد الانفصال و لكني لا استطيع …لا استطيع ان استمر في الحياة معاه
فانا اكرهه و بشده …هو يقول لى بانني مريضة نفسيا …وانني احتاج الى العلاج … و انا لا اعلم ماذا افعل ..
لقد ذهبت الى المدينة المنورة لاجل الاعتكاف هناك لاجل ان تهدأ نفسيتي …و فعلا لقد كنت سعيدة جدا هناك …و كنت اتضايق و اجبر نفسي على ان اتكلم معه بتهذيب لاجل ان اسأل عن اولادي ..
و ما ان عدت من المدينه المنورة حتى رجعت حالى معه باحساسى بذلك الاحساس اتجاهه بالكره الشديد حتى اني اتمنى لو انه يموت لاتخلص منه او ان اموت انا لانتهى من حياتى معه…
ارجوك يا مستشارى الكريم … ساعدنى
لاننى حقا افكر دوما بان اتخلص منه ولو اتضررت الى ان أسممه فانا لا اطيق الحياة معه (وهو يرفض طلاقى او حتى ابقائي على ذمته لاجل ان ابقى مع اولادى دون الاقتراب مني)
ويهددنى بان ياخذ اطفالى مني و يرحل الى بلده ، لقد افتعل لى جميع انواع الفضائح والمشاكل في كل مكان ..

اسم المستشير      معاناة زوجه كارهه

_____________________________


رد المستشار       أ. روحي عبدات
أختي الفاضلة :
كان الله في عونك، فلا شك أنك تتحملين الكثير الكثير من أجل أبناءك وحياتك الأسرية.
إن العلاقة الزوجية إذا لم تبنى على حب ووئام بين الزوجين فمن الصعب جداً أن تخلو من المشاكل والعقبات، فالأساس هو التفاهم، ومن الواضح وجود فجوة عاطفية كبيرة بينك وبين زوجك، لدرجة عدم اهتمامه بك كزوجه ولكنك مجرد وسيله لإشباع حاجاته وملذاته.
إضافة إلى الضرب الذي تتعرضين له فهو لا ينم عن إنسانية زوج يكن لك المودة.
إن كرهك الشديد لزوجك ما هو إلا نتاج عدم اكتراثه بك وبمشاعرك، واعتبارك مجرد أداة لتحقيق مآربه، ومن الواضح أنه لا يوجد أدنى حد من الاتصال الإنساني الفعال بينكما.
على كل حال، من الصعب أن ننصح بحالة الطلاق بين الزوجين سواء في مثل هذه الحالة أو حالات مشابهة، نظراً لأننا لم نلم بجوانب الموضوع وبشموليته، ونظراً لأننا يجب أن نعطي الفرصة عدة مرات للتفاهم والحوار أن يأخذ مجراه، خاصة وأنكما لديكما طفلان، وهما سيكونان المتضرر الأول من حالة الطلاق وانعكاساته النفسية والانفعالية عليهما.
أنصحك بالحديث عن مشاعرك للمقربين لك من أهلك، أو أي رجل عاقل رشيد من أن أسرته لكي يساهم في حل التوتر الدائم الذي بينكما، لأن هذه الحالة من شأنها أن تنعكس عليك سلباً.
كذلك أنصحك بالتقرب أكثر من الله الله سبحانه وتعالى والعبادات ما دامت تساعدك في التغلب على محنتك.
وأمر مهم آخر هو تمسكك بطفليك وقربك الدائم منهما، فأنت بحاجة إلى ممارسة انفعالاتك التي تفتقد لأن تأخذ مجراها مع زوجك، هذا الحب الذي تعطيه لطفليك وعاطفة الأمومة تساعد كثيراً على هروبك مما أنت فيه، وإشعارك بطعم للحياة بعيداً عن التوتر.
لا بد لك أيضاً من أن تجدي منافذ انفعالية أخرى مع صديقاتك أو أقاربك أو زميلاتك في العمل، فإذا كانت حياتك الزوجية بائسة فلا بد لك أن تعوضي ذلك بنجاح في عالم العمل والحياة الاجتماعية، والحمد لله أنك تعملين فهذا يساعد كثيراً في الخروج من جو البيت، ونسيان حالتك ولو لبعض الوقت، ويساعدك أيضاً في تحقيق ذاتك وشعورك بأنك قادرة ومنجزة، ومستقلة اقتصادياً أيضاً.
أعانك الله على مشكلتك وجعلك من الصابرين . 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم