الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

هكذا يثمر الغرور .



هكذا يثمر الغرور .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQrRmOvHWe4VT_EJkpwQkw0BacFReeMvcbDjIASL4WrIN7FbCID
بسم الله الرحمن الرحيم
ساتكلم باختصار قصتي شاب كنت ضال لا قيمة لي مرت بي ظروف جعلتني استعين بالله تعالى وفرج الله همي والله الحمد والمنة ورزقني الهداية والصلاة بعد ان كنت كافرا
شققت طريقي كاي شاب مندفع لمدة اربعة شهور نقريبا كنت خلالها طبيعي الى حد ما وفي تلك الاثناء تغيرت واصبحت لا افوت تكبيرة الاحرام بفضل الله تعالى علي لكني دخلني العجب والغرور وادى ذلك الى ترك الشباب الذين اعرفهم وقلة مخاطتهم لاني كنت اقول هم شباب عاديين ووقتهم ضائع
وانفخ في نفسي وانني طالب علم وهاكذا كلام بعدها حولت دراستي من المحاسبة الى الشريعة دخلت المستوى الاول وتفوقت بتقدير امتياز بفضل الله على اولا واخرا وكنت وقتها بارا بامي وابي ولكني نتيجة عجبي وغروري
صرت اترفع عن خلطة الناس فقط جماعة المسجد وادى ذلك التكبر الى فتوري فكنت لا اواجه تلك الحقيقة واتهرب منها بداخلي لا شعوريا الى ان وسوس لي الشيطان ان كل نعمة انا فيها اعجب فيها وانسبها الى نفسي وكل ذنب فهو ليس بسببي وانما هكذا اتى ولا يضرني
وكنت اتسخط على حكم الله تعالى في نفسي وذلك كله اقسم بالله لا شعورياولم اعرفه الا الان والحاصل ابتليت بذنوب وبدل المواجه والعلاج تمادى بي الغرور الى الانتكاس والعودة كما طكنت واسوء سوى الصلاة الحمد الله
وانعزلت عن كل الناس ممازاد حالتي النفسية ضعغفا ومرضا مرت سنة على هذا الحال وجدت نفسي ضائع ..
حاولت العودة فكانت افعال بلا روح وكنت لا اواجه اي مشكلة الا بالهروب منها وعدم الاعتراف بها او انها مجبرا عليها ..
انهيت المستوى الثاني والثالث بانخفاض في المستوى الدراسي ونتيجة هذا النزاع الداخلي كنت مكبوتا ارغم نفسي على اشياء لست مقتنعا بها او مقتنعا لكني انهزم عن فعلها امام اي عائق ولو كان وهمي نفسيتي اصبحت مهزوزة مترددا مكابرا معجبا لكنه ليس مثل شعوري الاول بل شعورا مرضياالا ان عدت الى كما كنت وانتكست
ولكني لم استمر تسعة اشهر حتى قلت ان هذا لا يصلح فقررت ان اعود فكان بفضل الله لكني تنازلت عن كل شي لاني مهزوز اصبح الناس يلاحظون ذلك لم اكمل الدراسة
بل اعتذر ترما تلو الاخر
اصبت بوسواس شديد نتيجة هذا المرض والصراع الداخلي وعالجت عند طبيب نفسي ولكن بفضل ربي على ادركت ان التفاعل معه يصيب بالهم فتركت ذلك واشغلت نفسي بالمباريات وغيرها وكن نفسيتي كما هي سيئة اهرب من الواقع
واصبحت قنوطا مهزوزا الان وقفت مع نفسي وقفة وان كانت غير صادقة وجدت نفسي ضائعا قلت في نفسي ليس امامي سوى حل واحد لا غيره ان احقق هدفا اريد الوصول له رغم سوء حالتي النفسية الا وهو ان اكون من اصحاب الصف الاول
بل بجوار المؤذن ومؤذنا لو حصل وان انجح في ذلك الى ان القى ربي سبحانه وتعالى رغم عن انف الشيطان
وان اقتنع بذلك و لان القناعة هي اساس التغيير وان اتنازل عن كل ما يبعدني عن هذا الهدف
لا اريد اريد ان اكون ملتزما ولا صالحا فلم يعد ذلك يهمني بقدر مايهمني صلاح الداخل وان لكل انسان طاقة في الطاعة وان الوصول بفضل الله الى هذا الهدف سيكون علاجا ايمانيا ونفسيا واجتماعيا وغير ذلك لا يهم لان من يفعل ذلك يحفضه الله تعالى من كل سوء
ولكن مشاكلي النفسيه وعجبي بنفسي تحاربني وتقنطني رغم قناعتي ان مافعله هو الصحيح لكني مهزوز لا اقوى على المواجه حتى في الدعاء ادعو كاي انسان ولكن لضعفي اقول في نفسي اذا اقتنعت وفعلت وكن صادقا ساستطيع موجه كل شي باذن ربي سبحانه
وسيزول كل شي اصبح عندي خوف من المواجة ايا كانت مثل الغصن المائل كل يوم اخدع نفسي بشي لكي لا اواجه الحقيقة

اسم المستشير      سائل
_______________________

رد المستشار       د. العربي عطاء الله العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أخي حفظك الله ورعاك ،
وأشكرك على التواصل مع موقع المستشار ، كما أنني أحيي فيك هذه الشخصية ، التي جعلتك تبحث عن العلاج والتغيير مما أنت فيه .
أولا دعني أقول لك بالنسبة لقولك عن نفسك أنك كنت كافر فهذا خطأ أخي الفاضل ، ولكنك أنت مسلم بالفطرة ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنك كنت عاصيا لله تعالى بعيدا عن طريق الهدى إلى أن فتح الله عليك بالالتزام والرجوع إلى طريق الحق .
ولكن يجب أن تعلم أن أخطر شيء يعادي الإنسان هي النفس التي بين جنبيه فإن روضتها على الخير تعودت عليه وإن روضتها على غير ذلك انقادت إليه .
وأنت ذكرت مشكلتك وهي الغرور ، فالغرور إذا صاحب اي عمل فسيؤدي به إلى الهلاك والدمار وتحطيم كل الذي بناه ، فأنت ولله الحمد عرفت طريق الحق ورجعت إلى ربك ، ولكن الإشكالية أنك لم تتمهل في السير غلى الله سبحانه وتعالى ولم تنتبه إلى عواقب النفس ودخول الشيطان في بعض الأعمال
فالشيطان لديه مداخل كثيرة ، وقد يأتيك من باب الإيمان والتقوى ويفسد عليك حياتك ودينك والتزامك ويضيع عليك كل ما بنيته .
أخي الفاضل :
ألم تقرأ في كتاب الله تعالى قصة قارون والقرآن لم يقص علينا القصص من أجل الحكاية والتسلية ولكن من أجل العبرة والموعظة ، فقارون كان إنسانا فقيرا ليس عنده شيئ من المال ، ولكن الله تعالى فتح عليه بالخيرات والأموال حتى إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ، أي مفاتيح خزائنه لا يستطيع أن يحملها إلا عدد من الأشخاص ،
ولكن لما قيل تصدق بمالك اعرف حق الله تعالى في المال الذي رزقه الله إياك ، ماذا كان يرد عليهم ، فيقول إنما أوتيته على علم من عندي ،وكأنه هو المتفضل على الله سبحانه وتعالى بهذا المال ، فدخله الغرور والعجب وأصبح يتكبر على خلق الله تعالى ولا ينظر إلى أحد ، ولكن كان جزاءه أن الله تعالى خسف به وبداره الأرض ، حتى يكون عبرة للغير .
فالعجب والغرور أخي عمر من أكبر المهلكات للنفس البشرية ، تظن نفسك أنك على خير ولكن أنت تدمر نفسك ودينك ، وكلما إزددت تطاولا على الناس ، أصبحت صغيرا في نظر الله تعالى ، ومن تواضع لله رفعه .
واعلم أن العبادة والعمل للصالح هو ذخر لنفسك وليس من أجل أن يقال فلان عمل وعمل وهنا يدخل الرياء والعياذ بالله . أخي عمر الأمر ما زال فيه سعة وتستطيع أن تصحح ما وقع منك وأن ترجع إلى تعالى وتطلب منه العون والمساعدة وأن يعينك على شر نفسك والشيطان ، وأن تبتعد عن الغرور والعجب وحب الذات فهذه من المهلكات كما قلت لك .
حاول أن تهتم بدراستك ولا تفكر في الأشياء السلبية المثبطة ، أحب للناس كما تحب لنفسك فهذا من أكمل الإيمان . يجب أن تعلم أن الصلاح والتقوى ليس للآخرين وإنما لنفسك ، وكل عمل يدخل فيه شرك مع الله تعالى ، فاعلم أنه عمل خاسر لا خير فيه ، فأخلص كل أعمالك لله تعالى .
حاول ألا تبالغ في عبادتك ولا تجعل نفسك أنك إنسان مرضي عنه ، فرضي الله سبحانه وتعالى يأتي بإخلاص الأعمال لوجهه سبحانه وتعالى .
أخي عمر اطمئن ولا تيأس والطريق مازال أمامك فلا تيأس ولا تحزن ولا تقنط من رحمة الله تعالى ، واجعل كل حياتك مبنية على وسطية الأمور لا إفراط ولا تفريط ، ولا تترك للشيطان والهوى والنفس أن يتغلبوا عليك
حاول أن تكون شخصيتك متوازنة في كل الأمور في العبادات والمعاملات والأخلاق ، وبإذن الله تعالى ستسمو نفسك وروحك إلى الأفضل وتعش في سعادة أبدية لا نصب ولا تعب ولا شقاء . وبالله التوفيق . 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم