الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

لا تكن مغيباً عن أولادك !



لا تكن مغيباً عن أولادك ! 
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTPN4ERHCZDTvPGj6ehaSNAI3CoNPO2znEgRbZbsoPjGBPWbeR5
أ. عبد الرحمن هاشم.

تبتلى بعض الأسر بمآس وآلام تتعلق بواقع أبنائها المتردي، فقد ينشأ الفتيان في بيت طيب كريم، ثم لا نلبث أن نفاجأ بتغير كبير وتحول خطير في قيمهم وأخلاقهم وسلوكهم، وكذلك الحال بالنسبة للبنات،

وحينها فقط نكتشف أن السبب في ذلك هو الصحبة السيئة، والصاحب ساحب كما يقولون.ذلك أن أكثر المشكلات تأتي من الصحبة السيئة؛ ومن ثم ينبغي أن نحمي أولادنا من هذه الصحبة وآثارها المدمرة.


أستاذ المناهج وأساليب التربية الإسلامية الدكتور سمير يونس يتناول هذه القضية الأسرية بالشرح والتوضيح فيقول : للوقوف على حقيقة أصدقاء أولادنا ينبغي لنا أن نراهم عن قرب بأن نتيح لهم فرص معايشة أولادنا تحت أعيننا وأبصارنا، ومن وسائل ذلك:

ـ السماح لأولادنا باستضافة أصدقائهم في بيوتنا، وتشجيعهم على ذلك.

ـ دعوة أصدقاء أولادنا للخروج معنا في نزهاتنا ورحلاتنا وإكرامهم والترحيب بهم، والتحاور معهم لمعرفة طبائعهم وقناعاتهم وأخلاقياتهم.

ـ دعوة آباء أصدقاء أولادنا وأمهاتهم في بيوتنا ورحلاتنا لمعرفة الأسر التي انحدر منها أصدقاء أولادنا، وحبذا أن نسعى لإكسابهم الصفات الطيبة.

ـ الاستعانة ببعض أصدقاء أولادنا ـ وخاصة الإيجابيين منهم والمتميزين خلقيا وفكريا ـ لإصلاح ما اعوج من سلوكيات أبنائنا.

ـ إيجاد روابط بيننا وأصدقاء أبنائنا؛ بحيث نكون موضع ثقتهم، ويكونون أيضاً موضع ثقتنا، بغية التعاون في النهوض بأولادنا وأصدقائهم.

ويمكن أن نلخص ما سبق في جملة واحدة هي : ” ضيف أصدقاء ولدك “.

أما حاجة الأولاد الملحة إلى تكوين الصداقات وبخاصة في سن المراهقة فيصفها د. يونس بأنها حاجة فطرية لأن الإنسان بطبعه اجتماعي، ويحتاج إلى أصدقاء، وفي المقابل كثير من الآباء لا يستطيع أن يصاحب أولاده فيظل الفراغ العاطفي بحاجة إلى من يملأه.


أضف إلى ذلك أن الأولاد يحتاجون إلى مصادقة من هم في سنهم، ومع ذلك فإننا حينما نصادق أولادنا نسد فراغا عاطفيا ينبغي أن يملأ، كما أننا عندما نصادقهم يقتربون منا، ويثقون بنا، ويستجيبون لنصحنا، بل يبادرون بطلب النصح ، ويأتمنوننا على أسرارهم وفي ذلك خير لنا ولهم.


وتظل هناك عدة وسائل ينبغي الأخذ بها كي نصل إلى قلوب الأبناء وعقولهم ومن ذلك:


ـ الالتقاء دائماً وباستمرار على العبادة مثل: الصلاة في جماعة ، قراءة القرآن ، قيام الليل ، الاعتكاف ، الصيام والإفطار معا ، قراءة الأذكار ، العمرة والحج معاً ، زيارة مريض ، صلاة الجنازة ، صلاة الجمعة ، صلاة العيد ، ذبح الأضحية وغيرها من شعائر تعبدية تصفي النفوس وترقق القلب.


ـ البسمة الرقيقة : تولد الحب وتنميه وتطرد الهم والأحزان وتكفر السيئات.

ـ الكلمة الطيبة : تشعر أولادك بالراحة والطمأنينة وتشوقهم دائما لرؤياك والائتناس بلقياك، ومن ثم تيسر عليك أمر توجيههم وتربيتهم. قال تعالى : ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ” الإسراء : 53.



ـ العناق والاحتضان : والأولاد والبنات في ذلك سواء فيتولد الدفء والطمأنينة والتقارب والمودة.


ـ القبلة : وهي تشعر أولادك بالأمان والحنان، والدفء الأسري والفرح والسرور، وهناك قبلة الرضا ، وقبلة الحب الأبوي ، وقبلة التقدير والتشجيع.


ـ حسن الاستماع : فأولادنا كثيرا ما يحتاجون إلى من يستمع إليهم فكن أنت المستمع لهم وفي هذا إشعار لهم بأهميتهم وأنك ستبذل كل وسعك في حل مشكلاتهم.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم