انا فتاة ابلغ من العمر 25 عاما مخطوبة لشخص يكبرني بـ 5 سنوات مدة علاقتنا حوالي سنة ونصف .. متفاهمين ولله الحمد في اغلب امور حياتنا نواجهة مشكلة تتزايد مع الايام ونخشى ان تؤثر على علاقتنا على المدى الطويل
هو بطبعة هاديء وقليل الكلام لا يعبر كثيرا عما بداخله حتى في اشد المواقف حميمة وعاطفة .. حبه افعالا المسها ومواقف اعجب بها اكثر من الكلام المشكلة ليست في ذلك فانا اتفهم طبيعة الرجل تماما ..
انا البنت الوحيدة في عائلتي واتمتع بقدر كبير من العناية والاهتمام خصوصا وان عائلتي تفضل الاناث كثيرا عشت محط اهتمام الجميع .. ولدي حب الظهور احب ان اكون ملاحظة وان يثني علي الناس .. اتمتع بقدر عالي من الجمال واسمع عبارات الاعجاب كثيرا من الجنسين ..
في بداية علاقتنا كان يثني علي كثيرا في تصرفاتي وشخصيتي مدى عقلانيتي وتميزي عن الاخريات .. وهذا طبيعي في بداية اي علاقة يكون هناك فترة الانبهار بالشخص الاخر تاخذ وقتها وتنتهي ويبدا الشخص بالتعود على الشخص الذي معه .
المشكلة انه يعتبر قليل الكلام والتعبير واعرف هذا جيدا لكن بحكم اختلاف طبيعتنا نجد صعوبة في هذة النقطة .. هوا يريدني سعيدة دائما ويحاول ان يفعل اي شي لرضائي وانا احاول كثيرا ان اتقبل طبعة وان لا اكون مطالبة له بالتعبير او المجاملات او الكلمات الرقيقة ،
يمر علينا شهر وربما اثنان بدون اي كلمة جميلة نتناقش نتحاور في جميع امور الحياة بدون ان نشعر بملل .. لكن كلام يخصني وحدي يخص شخصيتي جمالي اخلاقي مدى حبه كلمات حلوة ومجاملات لطيفة ….الخ لا يوجد تناقشنا مطولا وجربنا حلول كثيرة ..
والنتيجة نضغط على انفسنا في سبيل ارضاء كل منا الاخر بلا جدوى حاولت بطريقة الثناء عليه والتغزل بصفاته ان يشعر انني اريد ذلك بلا جدوى صرحت له اني اريدك ان تقول لي كذا وكذا بلا جدوى سالته عن اشياء معينة كـ كيف ابدو اليوم ؟ الم تلاحظ تغييرا ؟
جواب عادي جدا , تبدين ككل يوم , لم الاحظ اي تغيير احاول ان اتكلم معه بطريقة لبقة .. ارسل له بعض الايميلات بين فترة واخرى لكن يصدمني الجواب .. بان يكون شكرا واحيانا لا جواب هو كثير الانشغال بحكم طبيعة عمله ويأتي الي البيت منهك القوى ..
طوال الاسبوع احاول التخفيف عنه وان لا اضايقة بكلمة وهو يعرف ذلك .. وفي نهاية الاسبوع يحاول تعويضي بالبقاء معي مدة طويلة والتحدث معي اقدر ذلك كثيرا لكني اتمنى ان يعبر بكلمة شوق واحدة ..
سبق وسافرت معه لمدة شهر وكانت الكارثة ان قل كلامه لدرجة انه انعدم فيما يخصني انا حتى في العلاقة الحميمة لا يتحدث مطلقا سواء قبلها او خلالها او حتى بعدها ..
اعلم انه يحبني صدقا وانا ايضا واصبحت على يقين ان هذا طبعه وهذا طبعي انا ارجو من عماق قلبي ان تدلوني على حل او اشياء معينة نستطيع انا نفعلها سويه تساعد في تخفيف هذا الامر او التعايش معه بطريقة مريحة ..
ونحن متفهمون لطبيعة الوضع ومستعدون لاي تغيير في سبيل الحل لاننا لانريد ان تتفاقم المشكلة .. نحن حاليا في مرحلة البحث عن حل .. لذا ارجو المساعدة وامل ان اكون وضحت المشكلة بجميع ابعادها
رد المستشار د. نهى عدنان قاطرجي
أختي الكريمة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اقدر لك صراحتك واعترافك بحاجاتك التي لا يلبيها لك خطيبك، والتي لا تخجلين من الإعلان عنها وتطلبين عبر موقع المستشار إيجاد حل لها .
خاصة أنها من اكبر المشكلات التي تعاني منها النساء اليوم، ولكنهن لا يعبرن عنها حياء وخجلا ، أو خوفا من ان يتهمن بضعف العقل وبالتفاهة وما إلى ذلك .
مع أن التعبير عن المشكلة ومناقشتها مع الطرف الآخر هو دليل على وعي وإدراك، كما أن الاعتراف بها هو نصف الحل كما يقول الأخصائيون . من هنا فإن ما فعلته مع خطيبك من حوار وسعي لإيجاد حل للمشكلة أمر مهم جدا، وهو يدل على حبه لك وسعيه لإسعادك، وإدراك لمشكلته التي تكمن في صمته وعجزه عن التعبير عما بداخله .
وهذا الأمر، كما تعلمين، لا دخل للإنسان فيه، لأنه يتعلق بالطبع الذي يخلق مع الإنسان ، وهذا ليس معناه بأن مثل هذا الإنسان عديم الإحساس والمشاعر، بل معناه بأنه يفقد للأدوات التي تعينه على التعبير، وهذا شبيه بالأديب والإنسان العادي فالأول يستطيع بكلماته أن يخط أطيب الكلمات المعبرة عن مشاعره، بل ومشاعر الآخرين،
بينما قد يعجز الآخر عن أن يتفوه ولو بكلمة صغيرة مثل كلمة ” احبك “، وهو إذا صادف ان نطق بها كما فعل خطيبك في بداية تعارفكما إلا انه لا يعيدها إلا بشق الأنفس ، وذلك بسبب تغلب الطبع في النهاية ، وصدق المثل الذي يقول : ” الطبع يغلب التطبع” .
بناء على ما تقدم فأنا أنصحك بما يلي :
وتخيلي لو أن الأمر معكوسا، وان خطيبك يشبعك كلاما جميلا بينما هو في الواقع لا يقوم بأية مبادرة من أجل إسعادك.
2-التخفيف من الاهتمام بجمالك والبحث عمن يقدر هذا الجمال، واعذريني يا عزيزتي على صراحتي ولكنني اعتقد بأن هذه هي لب المشكلة، فأنت جميلة، والحمد لله، وتعرفين انك جميلة، والناس اعتادوا على تذكيرك دوما بجمالك.
ولكن الجمال ليس كل شيء في الحياة، والإنسان يعتاد على هذا الجمال مع الوقت ويصبح أمرا عاديا، إضافة إلى أن هذا الجمال يزيد ويكتمل بالأخلاق الفاضلة، وينقص بخلاف ذلك.
لذلك أنصحك بالاهتمام بداخلك أكثر وعدم ولاية الشكل الخارجي هذا الاهتمام كله … ومع الوقت ستخف حاجتك إلى من يثني على جمالك ويقدره .
3-الاستمرار في استخدام أسلوب اللين واللطف مع خطيبك، ولو لم تنالي شيئا في المقابل، لأن هذه الأفعال ستزيد من تعلق خطيبك به، ويدرك أهميتك في حياته وإن لم يحسن التعبير عن هذه الأهمية .
وربما قد يساعد هذا الإصرار من قبلك على تفاعله مع مشاعرك مع الوقت . هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن قيامك بهذا الأمر سيجعلك في سعي دائم إلى المحافظة على جمالك والاهتمام به وتقديره ولو لم يحدث هذا التقدير من قبل الشخص الآخر .
أخيرا ، عزيزتي ، إن الحياة لا تعطي للإنسان كل ما يريد، فإذا أعطته شيئا حرمته من شيء آخر، ولكن الإنسان الذكي هو الذي يوازن بين ما لديه وما خسره،
فإذا وجد بأن المكاسب أكثر من الخسائر رضي بقضاء الله عز وجل وشكره على عطائه ، وعمل جاهدا على المحافظة على النعمة الحقيقية التي بين يديه والتي لا يدري قيمتها إلا من فقدها .
وفقك الله .