لقد كانت زوجة رائعة !!
أواجه مشكلة في حياتي الزوجية وإلى الآن لم أجد لها حل , وهذه المشكلة أتعبتني . المشكلة هي :الزوجة والإبن . تزوجت منذ 5سنوات وكانت الزوجة حسنة الأخلاق والطباع مع بعض الهفوات التي تصدر منها وأغفرها لها لكن بعد إنجاب الولد الأول أخذ سلوكها في التغير من حسنٍ إلى أسوأ , ويزداد سوء يوم بعد آخر .
وصل السوء في أخلاقها ذروته هذه الأيام بعد أن أصبح الولد الذكر عمره 3سنوات , وإزدادالشجار بينها وبين الإبن بمرأى ومسمع مني وأمام عيناي .
العديد من المواقف اليومية بين الزوجة والإبن في حياتي الزوجية التي تمر أمامي وأقف أمامها مكتوف اليدين , ولاحاجة لذكرها لأن المقام يطول لكن سأذكر بعض من هذه المواقف .
الموقف الأول : إبني وإبنها ذا 3سنوات يشاهد الرسوم المتحركة , تخرج الزوجة من المطبخ وتأخذ الريموت وتغير القناة ويرفض الإبن , يبدأ صراخه وصراخ الزوجة وتهدده وتقول له كعادتها لن أجعلك تكبر عليًّ, وتضربه بشدة وبقوة إلى أن يرضخ لها .
الموقف الثاني : في الليلة الثالثة من هذا الشهر المبارك – شهر رمضان – الزوجة والإبن في منزل أبوها . في فترة السحور ذهبت المطعم وأشتريت طعام السحور ثم ذهبت وأخذتها من منزل أبوها وذهبنا إلى الشقة وتم وضع الطعام وماذا حدث بعد ذلك ؟
الزوجة تقول ل الإبن كل من أمامك , لا تأكل اللقمة تلو اللقمة , كل الذي في فمك , ومازالت الزوجة توجه الإرشادات لإبنها وهو يعاند وهي تصرخ وتغضب وترفع صوتها
أزعجتني بصوتها وبغضبها فتدخلت لكن نالني ما نال الإبن بل وأكثر فما كان مني إلا أنا قمت من على السفرة وأنا مغضب , واتخذت قراري بعدم السحور معهم لنهاية رمضان .
وغير ذلك من المواقف ، هذه هي أيام حياتي , لا أجدُ يوم راحة , أتعب وأشقى في طلب الرزق وبعد عناء يوم يزداد تعبي وشقائي .
يوميا الشجار والصراخ والمشاكل بين الزوجة والإبن وإذا تدخلت لا أجد من يسمعني أو من يطيعني , بل على العكس من ذلك الزوجة تتهمني وتلقي اللوم علي وتقول أن الإبن في وجودها يكون عاقل وإذا حضرت أنا أصبح سيء .
الأمور تزداد سوء يوم بعد يوم , الزوجة تزداد عناد وأخلاقها تسوء , ولسانها يوميا يجرحني بكلمة سيئة , أنت لست برجل , مشاكلنا بسببك , إن طلبت منها أمرا في الشقة لاتطيعني , في الشقة لا تغسل ملابسي ولاتطبخ , لاتهتم بي
لاتعطيني حقي الشرعي من الممارسة الجنسية بل أصبحنا لانمارسه إلا بطلعة الروح , حياتي معها تعاسة , وإذا طلبت منها الجنس ترفض وتقول أولا تتسنع , هي مقصرة كثيرا في حقوقي الزوجية مع العلم أني لم أقصر معها , الطعام والملابس والراحة في الشقة وخروجها إلى منزل أبوها أو أحد أقربائها أو صديقاتها
لم أمنعها بل أنا من يوديها , وأحترمها وأقدرها وهي لاتحترمني ولاتطيعني وتهينني وتجرحني وتؤذيني وتتعبني ولاتعطيني حقوقي . ولقد وصل بها الأمر في هذا الشهر الكريم أن تدخل غرفة النوم وتقفل الباب وترفض فتحه وترفع ضغطي
وما أخشاه 3أمور هي : الأمر الأول هي الإبن والبنت ذات الشهران أن يؤثر عليهما ما يرونه من مشاكل بين الأبوين .
الأمر الثاني هو أن يأتي يوم ويحدث ما ليس في الحسبان بالنسبة لي من عدم إحترامها لي وعدم طاعتها لي وسوء تصرفاتها معي وعنادها لي , وهو الطلاق والإنفصال , وهذا ما لا أريده ولا أريده أن يحدث , ولن يحدث بإذن الله تعالى .
الأمر الثالث أن أضربها . لقد مللت حياتي , في شقتي لا أجد الراحة , ولا أجد الهدوء , ولا أذوق حلاوة النوم , لا أعرف أقرأ , لا أستطيع مشاهدة التلفزيون .
أصبحت حياتي جحيم لا يطاق , وتمنيت أن لم أتزوج لكن العزوبية مشكلة , لذلك ماذا أفعل . الزوجة تريد تربية الإبن ومنعه من التصرفات الغير حسنة – أنا الأب أريد لإبني التربية الحسنة – وتتخذ في سبيل ذلك كل السبل .
طريقة الزوجة في التربية هي : الغضب والصراخ بشدة و قوة المزعج والمؤذي لدرجة أني أنا الأب أصاب أذني الألم منصراخها وأصبحت لا أسمع جيدا ,إذا لم ينفع صراخها فإنها تقوم بضرب الإبن في أي مكان من جسمه , في يده أو في وجه , وتهينه أمام أهلها وأهلي والآخرين , وكل ذلك لأجل أن تربيه ولا يكبر عليها .
أخذ الإبن بعد كل ذلك يضربني ويضرب أخته ويصرخ علي ويرفع صوته علي ولايطيعني ويتعبني في الشقة . لذا أنا الأب لا أسلم , لا من الزوجة ولا من الإبن . في البداية كانت ردة فعلي تجاه هذه المواقف وغيرها هو توجيه الزوجة للطريقة السليمة في التربية
وهي أن تكون هي القدوة وذلك بالهوء وتمالك نفسها وعدم الغضب ف الطفل يتعلم بالقدوة , ولايتعلم بالغضب والصراخ والضرب , يجب أن تكوني قدوة لإبنك وقدوة حسنة , الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق والنتيجة هي أن الزوجة تؤذيني , وتجرح مشاعري وتعاندني , وكل ذلك لأني نصحتها .
أمام ذلك أخذت جانب الحياد , وإلتزمت الصمت وكتمت في نفسي الهم والحزن وسألت ربي أن يخلصني مما أن فيه من حياة كل هم ونكد , من زوجة مقرفة ومتعبة .
وأخذت أفكر ولم أجد الحل , لذا اتجهت إليكم اتعينونني وتجدوا لي الحلفإني سأعيش معها عمر طويل , 30سنة أو 40سنة , أو أكثر أو أقل , لاأعلم .
وحيث أن مستواي التعليمي دراسات عليا لذلك أزعلني ما يحدث وأنا أتفرج , لا أعرف ماذا أفعل , وكيف أبدأ ومن أين أبدأ , شخصيتي مهزوزة بل لا شخصية لي .
شعرت في السنتين الماضيتين من سني زواجي بحجم وصعوبة إدارة الزوجة والإبن والآن مع الطفلة الجديدة – البنت ذات الشهرين – , وحيث أني أكمل الدراسات العليا , ولا أجد من الزوجة شريكة حياتي أي تجاوب أو تفاهم أو تعاون أو مشاركة أو مساعدة منها لي , لا في التربية , ولا في طلب العلم .
أي زوجة هذه , أريدها عون صارت فرعون. وكيف سأعيش معها باقي عمري .آمل منكم أن تعطوني الحل والنصيحة لما أواجه في حياتي , ولكم جزيل الشكر ,,
اسم المستشير طالب
______________________
بسم الله الرحمن الرحيم .
أخي الكريم … السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
في البداية اسمح لي أن أرحب بك في بيتك الثاني ( موقع المستشار ) وان شاء الله نجد معاً حلاً فعالاً ومناسباً لما تواجهه في حياتك الزوجية ونسأل الله عز وجل أن يرزقكم السعادة والهناء والهدوء والحب والتفاهم في حياتكم الزوجية .
أخي الكريم من أبرز الايجابيات في مشكلتك أن بداية حياتكم الزوجية كانت أكثر من رائعة وكانت الزوجة حسنة الطباع والأخلاق ونتج عن هذه العلاقة الرائعة ابن وابنه والحمد لله الكل بصحة وعافية ، وهذه الأمور تعتبر في حد ذاتها ايجابية وجميلة .
نأتي الآن لما تواجه في حياتك الزوجية مؤخراً وسألخص لك المشكلة في عبارة واحدة وهي:
•انزعاجك من سلوك زوجتك تجاهك وتجاه ابنك سواء بأقوالها أو أفعالها ، والأثر السلبي الذي بدأ ينعكس عليكم ككل وكعائلة من هذا السلوك السلبي .
بعد ذلك نأتي وإياك إلى السبب الرئيسي والذي تسبب في هذه المشاكل كلها وهو :
• ضعف العلاقة بينك وبين زوجتك …… والذي نتج من عدم فهم كل طرف للطرف الآخر ، وعدم معرفة كيفية تنمية جوانب الحب بينكما .
وكل ما سبق سيجعلني أتحدث معك حول مجموعة محاور تتعلق بالمشكلة وأسبابها … ومن خلال تحدثنا حول هذه المحاور سنحاول أن نعالج مواطن الخلل بإذن الله ليتم بعدها الانطلاق بشكل صحيح نحو السعادة الأسرية التي تبحثون عنها …
والمحاور التي سأتحدث عنها ستكون كما يلي :
1. تصرفات زوجتك السلبية … من أين منبعها ؟؟!!
2. علاقتك بزوجتك ماذا ينقصها ؟؟!!
3. علاقة الزوجة بالابن وكيفية التربية الصحيحة !!
4. نصائح وتوجيهات عامة .
5. عناد الطفل وكيفية التعامل معه موضوع كبير …
انقل لك كلام الدكتور مصطفى ابو السعد وأتمنى أن ترجع للتفاصيل حول هذا الموضوع في كتبه القيمة … يقول الدكتور : غالبا ما يكون المعاند ذكيا ونشيطا وهذه علامة تكاد تعم المعاندين ..
العناد صفة إيجابية لدى الطفل وحاجة يمر بها الطفل بعد وصوله السنة الثانية وهو – العناد – اللغة التي يستعملها الطفل عادة للحصول على استقلاليته والانتقال من مرحلة الاعتماد الكلي على الأم إلى الاعتماد على الذات ..
وغالبا ما يجد عنادا ويصدم بعناد من أمه حرصا عليه ويقف الطفل أمام خيارين :
1- الاستسلام وتقبل الوضع والاستمرارية في حياة الدلال والاعتماد على الغير وهذا الاختيار يعني ضعفا في شخصيته يعني احتمال تعرضه لبعض الصفات السلبية من مثل الخجل – الجبن – الانطوائية …
2- المقاومة والعناد والعدوانية وهي صفات في طياتها تحمل معاني قوة الشخصية وصفات القيادة والإبداع …
أحيانا العناد تعبير عن قوة الشخصية التي يأخذها من الوالدة أو الوالد ولهذا أهنئ كل أم وأب له ابن عنيد وبارك الله له فيه …
العلاج بداية أن نتفهم أن العناد إيجابي وليس سلبي فنرتاح نفسيا وبعدها نغير أساليب تعاملنا مع الطفل من خلال رؤية إيجابية تعترف له بحقه في المعارضة..
جميل أن يعارض الابن فلا يتقبل كل شيء من والديه إلا إذا أقنعناه بها وقد لا يقتنع .
إن الطفل الذي يعارضنا الآن سيعارض أي دعوى انحراف في المستقبل لأنه لا يتقبل ولا ينقاد بل يقود وأيضاً أرجو كتابة العنوان التالي: ( لماذا يعاند الأطفال ) في محرك الجوجل والاطلاع على أول موضوع.
6 .الخلاصة أخي الكريم … هناك الكثير والكثير من أمور التربية المتعلقة بالأطفال ارجوا ان تتثقفوا حول هذا الموضوع لخطورته وأثره المستقبلي على الاسرة ككل … وبارك الله فيكم جميعاً
المحور الرابع نصائح عامة :
1. أنصحك أخي الكريم بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل بأن يجعلك قرة عين لزوجتك وان يجعلها قرة عين لك وان يرزقكم السعادة والهناء والنجاح في الحياة الزوجية وان يبارك لكم في ذريتكما .
2. حاول أن تتعامل مع المشكلة بهدوء ولا تتسرع ابداً … ولا تستعجل النتائج .
3. الغي موضوع الطلاق من تفكيرك وكذلك موضوع الضرب فهما ليس العلاج المناسب لمشكلتك .
4. مشكلتك علاجها يتلخص في تقوى الله عز وجل … تنمية العلاقة بينك وبين زوجتك وإشعال نار الحب بينكما من جديد … تربية أبنائكما على أساس ومنهج علمي من خلال القراءة وحضور الدورات التثقيفية وسؤال أهل الخبرة المؤهلين .
وفقك الله أخي دنيا وآخرة .