الأثنين 23 ديسمبر 2024 / 22-جمادى الآخرة-1446
  • الرئيسيه
  • في ضيافتنا
  • عادل الخوفي لـ “مداد”: إقبال الشباب على التطوع لا يعتمد على الحالة الاقتصادية في البلاد

عادل الخوفي لـ “مداد”: إقبال الشباب على التطوع لا يعتمد على الحالة الاقتصادية في البلاد



 

 

 د.عادل الخوفي لـ “مداد”:

 

إقبال الشباب على التطوع لا يعتمد على الحالة الاقتصادية في البلاد

# أبرز مشروعاتنا “الرعاية الشاملة” للأسر معدومة الدخل

# 10 خطوات لنشر ثقافة العمل التطوعي في الخليج

# لا خوف على العمل التطوعي فهو لا يتوقف على الحالة الاقتصادية

# العمل الخيري رئة هذه الأمة وميدان تنافس شبابها وشيبتها

# ثقافة العمل التطوعي أصبحت حاجة مُلحّة في عالمنا الإسلامي

# جمعيات تيسير الزواج ورعاية الأسرة على ثغرة عظيمة لأنهم يعفون عنصري الأمة

 

حوار: تسنيم الريدي

 

لا ينهض العمل الخيري والتطوعي إلا بسواعد الشباب والفتيات الذين يؤمنون بدورهم ورسالتهم، وأنهم لبنة في بناء هذا الصرح الكبير… عادل الخوفي ـ المستشار الأسري والمدير التنفيذي لِلَجنة إصلاح ذات البين بمحافظة الأحساء، والحائز على جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لخدمة أعمال البر، ووسام تأسيس وتطوير مركز جمعية البر بالمزروعية عام 1424هـ، والمدير السابق لمركز المزروعية التابع لجمعية البر، وعضو مجلس إدارة جمعية البر بالأحساء، وعضو مجلس إدارة لجنة تيسير الزواج بالأحساء، والمستشار التنفيذي السابق لعالم التطوع العربي، والمدير العام للمنتدى الأسري الأول التابع لمركز التنمية الأسرية، كان لـ”مداد” معه هذا الحوار:

 

** بداية، ما هي أكثر المشاريع التي اهتممتم بها خلال عملكم كمدير مركز المزروعية التابع لجمعية البر؟

 

مركز المزروعية ولِد فتىً يافعاً فتياً… حمل رسالة العمل الخيري والاجتماعي، واضعاً نُصب عينيه إحاطة المستفيد من خدماته برعاية شاملة؛ تكفيه حاجته، وتُشعره بمكانته، وتهيّئُه ليكون إيجابياً في مجتمعه.. ومن هنا تعددت المشروعات التي تقدم للأسر المستفيدة، بل وتعددت الخيارات التي تُمكّن أفراد الأسر من تحقيق ذواتهم من خلال بيتهم الكبير “مركز المزروعية”، ومن خلالهم رأينا كيف تتحولُ الأسر من (قابِضة) إلى (مُنتِجة).

أما أبرز هذه المشروعات فكان برنامج “الرعاية الشاملة”، وكان مخصصاً للأسر معدومة الدخل، وهدفه رعاية الأسرة فرداً فرداً بحسب احتياجات كل فرد، ومهاراته، والجوانب التي يمكنه تحقيقها في مستقبله. وكذا كان هناك مشروع “الأسر المنتجة”، و مشروع “كفالة الأسر والأيتام”، ومشروع “تأمين المنازل وترميمها”، وكذا مشروعات متعددة تتعلق بتأمين احتياجات الأسر الغذائية، والكساء، والتعليم، والأدوات، والأجهزة، ونحو ذلك. مسح دمعة اليتيم

 

** تم تعيينكم في عام 2008 مستشارا تنفيذيا لعالم التطوع العربي… حدِّثْنا عن هذه التجربة.

تجربة رائعة… شَرُفتُ وأَنِسْتُ بها، لا سيّما وأنها بين إخوة وأخوات في أرجاء عالمنا العربي، وفي ميدان يُسعد النفس ويسرُّ الخاطر، هو ميدان العمل التطوعي. لك أن تتخيل الطاقات والقدرات التي نراها في أبناء أمتنا المباركين يومياً… تمسح دمعة يتيم، وتعين محتاجاً، وتؤوي مشرداً، وتنشر ثقافة حسنة، وتؤلف بين قلوب، وتصلح بين متخاصمين، وترعى المرضى والمسنين، وتحافظ على البيئة، وتحمي الحياة الفِطرية، وتبني المدارس والمستشفيات، وتصمم المواقع والإعلانات للجهات الخيرية، وتشارك في أعمال الإنقاذ حين الكوارث والحروب، وهكذا… إنك هناك على مائدة فيها مما لذَّ وطاب من الأعمال الصالحة والبرامج النافعة. أنا فخور بتلك المشاركة، وفخور بإخوتي وأخواتي الذين شاركتهم إنجازهم، وفخور أكثر بتعرفي على الأستاذ الكريم: خالد محمد الحجاج ـ مؤسس ومشرف عام عالم التطوع العربي ـ الذي شرفني بدعوته للمشاركة معهم.

 

“أَشْعِل أمَلاً بإطفائها” ** أطلقتم منذ ثلاث سنوات حملة توعية إلكترونية على مستوى العالم العربي لمكافحة التدخين، تحت شعار “أَشْعِل أمَلاً بإطفائها”، وكانت لها نتائج مذهلة … هل تخططون لأي من الحملات للفترة القادمة؟

 

“أَشْعِل أمَلاً بإطفائها” حملة توعوية إلكترونية على مستوى العالم العربي، تهدف لإيصال رسالتها إلى أكثر من مليون مستخدم خلال فترة الحملة لمساعدة المدخنين للإقلاع عن التدخين، وتوعية المجتمعات ـ والشباب بصفة خاصة ـ بمضار التدخين وأخطاره… تفاعل معها الجميع، رجالا ونساء، شبابا وفتيات، كبارا وصغارا، منتديات، قوائم بريدية، مؤسسات حكومية وأهلية… كلٌ بإمكاناته ومهاراته المتوفرة، وقد حققت الحملة نتائج جِدُّ رائعة بفضل الله وتوفيقه وجهود عالم التطوع متواصلة، وفيها خير كثير، وحملاتهم لا تتوقف ـ بحول الله. لا خوف على العمل التطوعي

 

** كيف تقيّمون إقبال الشباب على ممارسة العمل التطوعي في ظل بعض الظروف الاقتصادية وانتشار البطالة؟

لا خوف على العمل التطوعي؛ فهو لا يتوقف على حالة اقتصادية أو غيرها… إنه رئة هذه الأمة، وميدان تنافس شبابها وشيبتها، ولْنتَأمَّل الآيات الكريمات، والأحاديث المباركات؛ ليتبيّن لنا أن جميع فئات الناس لهم نصيب من هذا العمل التطوعي، بل والتنافس على أن يكون لهم نصيب منه، فمن يفرِّط في الالتحاق بميدان خصب للسعادة في الدنيا، والأجور العالية في الآخرة!

ومن يفرّط بالمشاركة في بذل أسباب سعادة المجتمع واستقرار أركانه وتكاتف سُكَّانه! لا تنس أن العمل التطوعي يُسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي لدى أفراد المجتمع، مع تجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي فيما بينهم. إقبال وإدبار

 

** يصاب العديد من الشباب المتطوِّع بفتور الهمة من بعد نشاط متأجج، برأيكم ما سبب هذه المشكلة؟ وما سبل حلها؟

ورد عن الفاروق ـ رضي الله عنه ـ قوله: “إن لهذه القلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض”. ولذا؛ فإن فتور بعضهم بعد نشاطه – أحياناً – صفة طبيعية في الإنسان؛ فهم ليسوا ملائكة (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )، إلا أن هذا الفتور ينبغي التعامل معه بطريقة صِحّية؛ حتى يبقى أمراً عارضاً لا مَرَضاً مزمناً. حاجة ملحة

 

2- تشجيع الشباب والفتيات على الانخراط في الأعمال التطوعية، من خلال وسائل الإعلام كالصحافة، والإذاعة، والتلفزيون، وبيان أجورها، وآثارها، وعوائدها على المجتمع.

3- إدراج ثقافة العمل التطوعي، وبرامجه التطبيقية، ضمن المناهج الدراسية، أو الأنشطة اللاصفيّة، كالتعاون مع بعض الجهات الخيرية القريبة من محيط المدرسة، أو تنظيف فناء المدرسة، أو زراعة الأشجار في محيطها، ونحو ذلك.

4- إبراز دور المبرِّزين في الأعمال التطوعية، وتغطية أخبارهم، وميادين النجاحات في حياتهم، مع عرض تجاربهم وخبراتهم؛ ليكون ذلك حافزاً لهم، ودافعاً لغيرهم.

** ما هي مقترحاتكم لوضع برنامج عملي لنشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع الخليجي؟

ثقافة العمل التطوعي أصبحت حاجة مُلحّة في عالمنا العربي والإسلامي، وفيها بناء لكثير من مهارات وقِيم أولادنا، بل ومن خلالها نستطيع تحقيق الكثير الكثير لأنفسنا ولأوطاننا وأمتنا… ولنشر هذه الثقافة نحتاج أن تتكاتف الجهود على جميع المستويات لتحقيق هذا الهدف العظيم.

وأرى أنه لكي نصل بالئمل التطوعي إلى مكانته المرجوة نحتاج إلى خطوات جادّة وعملية: 1- غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكّرة.

2- طباعة النشرات والكتيبات المعنية بثقافة العمل التطوعي، وكذا الدراسات والبحوث المؤصلة لهذا الأمر، واستكتاب أساتذة الجامعات، ومدراء المراكز والجمعيات والهيئات واللجان الخيرية، والمعاهد المتخصصة؛ لإثراء هذا الجانب.

6- إقامة دورات تدريبية للتعريف بميادين العمل التطوعي التي يحتاجها المجتمع، مع رصد حوافز لطلبة الجامعات والمدارس التعليمية حين الالتحاق بها.

7- إنشاء لجنة وطنية متعاونة مع الجمعيات والمراكز والهيئات واللجان الخيرية؛ تستقطب الطلاب والطالبات، وتدفعهم للمشاركة العملية في الأعمال التطوعية التي حثَّنا عليها ديننا الحنيف، وتؤكد فينا انتماءنا لوطننا المعطاء، وتعين ذا الحاجة والملهوف، وتساهم في وحدة المجتمع، ورُقيّ أفراده.

8- دعم الهيئات والمؤسسات العاملة في المجال التطوعي، بما يؤهلها لتحقيق رسالتها، والقيام بواجباتها.

9- إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات والمهرجانات والمعارض والأمسيات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة؛ لإبراز فوائد العمل التطوعي، وأثره على الفرد والمجتمع.

10- اعتماد رؤية واضحة المعالم، خطواتها مدروسة، وأهدافها معلومة، مع استشراف المستقبل، يَطَّلِع عليها العاملون والمتابعون لهذا الأمر، تحقق التطلعات، وتفي بالغرض. إعفاف عنصري الأمة

 

** ما هي الإنجازات التي تم تحقيقها بلجان تيسير الزواج برأيكم؟ وما مدى إقبال الشباب على التطوع فيها؟

وما مجالات ذلك؟ جمعيات تيسير الزواج ورعاية الأسرة على ثغرة عظيمة… كيف لا وهم يضطلعون بكل ما من شأنه إعفاف شباب الأمة وفتياتها، وعلاج العقبات التي تعترض سبيلهم في هذا الشأن… وليس من عمل خيري إلا وهو يحتاج إلى من يتطوع لتحقيق أهدافه، ونشر رسالته في المجتمع. وإقبال الشباب في أي منشط يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة التي تُوفَّر له للعطاء، فإذا كانت البيئة خصبة مشجعة، وخطوات العمل واضحة، والقيادة تحفيزية داعمة؛ فلا شك أن شبابنا سيُعطُون بلا حدود. وأما ميدان عملهم فمتنوع، منه ـ على سبيل المثال ـ:

الموارد المالية، الإصلاح، الزواج الجماعي، الدورات التدريبية، ونحو ذلك.

 

المصدر : المركز الدولي للأبحاث و الدراسات ( مداد ) .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم