أكدت دراسة بحثية قام بها المجلس القومي للسكان أن مصر تمر بما تعرف بأنها “مرحلة انتقالية في الحالة الزوجية”، مما يعني تأخر في سن الزواج الأول، بالإضافة إلى انخفاض في نسبة المتزوجين، وما يترتب على هذه التغيرات من اختلاف في منظومة الزواج وتكوين الأسرة. كما وجد في مصر أن متوسط العمر عند الزواج الأول لدى الذكور هو ثمانية وعشرون (28) عاماً بالمقارنة بواحد وعشرون (21) عاماً عند الإناث. وبالرغم من ذلك فإن أكثر من ثلث الشباب (37%) يواجهون مشكلة تأخر الزواج لما بعد سن الثلاثين.
وتضمنت الدراسة أسباب مشكلة تأخر الزواج، ومعرفة المعوقات التي تؤدي إلى ذلك، بالإضافة إلى وضع بعض الحلول لمواجهة هذه المشكلة، و تم دراسة العلاقة بين الحالة الزواجية والحالة العقلية للمشاركين في الدراسة، لإلقاء مزيد من الضوء على المشاكل العقلية لدى غير المتزوجين.
وقالت الدكتورة أميمة كامل السلاموني، أستاذ الصحة العامة بجامعة القاهرة والمشرفة على البحث، في تصريحات خاصة لموقع “رسالة المرأة” أن الدراسة تمت في منطقة منيل الروضة، إحدى المناطق الحضرية المزدحمة جنوب مدينة القاهرة، حيث تم اختيار عينة عشوائية متعددة الخطوات، ووصل عدد المشاركين في الدراسة إلى 398 مشاركاً (فوق سن 18 سنة).
وأوضحت السلاموني أن نتائج الدراسة أثبتت أن غير المتزوجين من الجنسين يمثلون 34.8% من العينة. وأن غير المتزوجين فوق سن 25 سنة من الإناث يمثلون 41%، بينما يمثل غير المتزوجين من الذكور 59% من مجمل تلك الشريحة
و كشفت الدراسة أن الإناث أكثر حساسية للمشاكل التي تترتب على تأخر الزواج، وأن هناك الكثير من المشاكل الاجتماعية المترتبة على تأخر سن الزواج تليها المشاكل الاجتماعية ثم النفسية، مشيرة إلى أن اختبار جامعة ميدل سيكس أكد أن المشاركين من غير المتزوجين مصابون بأعراض نفسية أكثر من غيرهم، وخاصة أعراض الاكتئاب والهستريا والأمراض العضوية النفسية، وقد أجمع المشاركون على أن البطالة وزيادة تكاليف الزواج، بالإضافة إلى إحجام بعض الشباب عن الزواج من أهم المعوقات التي تؤخر الزواج.
وأوصت الدراسة بضرورة سرعة إيجاد مشروعات للشباب لإيجاد فرص عمل مناسبة، بالإضافة إلى تحريك المجتمع لمساندة المقبلين على الزواج، كما أوصت بتطبيق برامج لتهيئة الشباب لزواج ناجح ومستقر.
المصدر : رسالة إسلام .