إذا كنا نريد إنشاء جيل يسير على هدى من الله ، يعيش على الأرض وقلبه معلق بالسماء ،فلا بد من وجود نوع خاص من القصص و الحكايات، ربانية الهدف ، إيمانية الإيحاء ، قرآنية المفهوم ، ملائكية التأثير … قصص تكون إلى الله قربة ، وعلى طريق التربية خطوة ،
وحكايات تكون مصباحاً منيراً لأطفالنا في عصر كثرت فيه الأهواء ، واختلطت فيه الرايات ، وندرت فيه القدوات.
1 – أحسن القصص :
قال تعالى : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ )
روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالوا يا رسول الله ]لو قصصت علينا ؟ فنزلت : \” نحن نقص عليك أحسن القصص\” فأرادوا القصص ، فدلهم على أحسن القصص.
2 – سيرة سيد المرسلين :
قال تعالى 🙁 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )
منذ القدم والناس مولعون بالحديث عن عظمائهم، وأصحاب الفضل منهم، وكلما ارتفعت مرتبه الذي يتحدثون عنه زاد لديهم الشوق والغرام بسجل حياته، ومواقف عمره ، وفضائل أعماله.
وشتان بين الحديث عن صفوة الله من خلقه، وخير رسله، والحديث عن عظيم قوم، أو صاحب فضل، لذا فمنذ طليعة ظهور الإسلام والناس في شوق لتتبع السيرة النبوية العطرة، وازداد ذلك الشوق مع الغزوات النبوية المباركة. وتمر الأيام ، ويزداد إقبال الناس على السيرة النبوية إذ إنها تسجل حياة الإنسان الكامل والقدوة العظمى ، والأسوة الحسنة،
ومما لا شك فيه أن من أهم الأسباب التي دفعت السلف الصالح إلى الاهتمام الشديد بتعليم أبنائهم السيرة والمغازي هو علمهم بأن المحب مولع بتقليد المحبوب، فتلقين الأبناء هذه السيرة المباركة هو من أحسن الطرق لتشكيل شخصياتهم على هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم.
3 – حياة الصحابة :
روى البيهقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال 🙁 أصحابي كالنجوم بأيهم اقتد يتم اهتديتم)
فهؤلاء الذين مدحهم الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ).
فقد روى أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود أنه قال : \” إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمداً صلى الله عليه وسلم فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه ، ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابه ، فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيّه صلى الله عليه وسلم ، فما رآه المؤمنون حسناً فهو حسن ، وما رآه المؤمنون قبيح فهو عند الله قبيح \”
وأخرج أبو نعيم أيضاً عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : \” من كان مستناً فليستنّ بمن قد مات ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كانوا خير هذه الأمة ، أبرّها قلوبا ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونقل دينه ، فتشبهوا بأخلاقهم ، وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كانوا على الهدى المستقيم والله ربّ الكعبة . \”
4 – عظماؤنا في التاريخ :
روى الإمام أحمد وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً ، يستعملهم في طاعته إلى يوم القيامة )
وقال صلى الله عليه وسلم 🙁 إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فجر لنا ينبوعاً تربوياً لا ينضب أبداً ، حيث نستقى منه زاداً قصصياً رائعاً إلى يوم الدين. إن أمتنا أغنى الأمم بالعظماء ، وما عرف تاريخ أمة من الأمم ، قدراً من العظماء يملئون التاريخ بمآثرهم وآثارهم وعلمهم وأخلاقهم ، كما عرف ذلك تاريخ أمتنا العظيمة .
5 – قصص الناجحين :
الذين استطاعوا أن يصلوا إلى قمة النجاح وضعوا في التاريخ بصمات من علمهم وعملهم ، وأصبحوا مخلدين في التاريخ يذكرون بأعمالهم وإنجازاتهم ، ولا بد أن يكون لأطفالنا نصيب للتعرف على هؤلاء صنعوا التاريخ .