الأثنين 23 ديسمبر 2024 / 22-جمادى الآخرة-1446

أطفالنا وكالة أنباء !!



http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRNoH1qy3YHl1O6o5S1WBvYe59e8mI5hzKUSLqsfiiYhcPOQCUz 
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته 

أشكر لكم حسن تواصلكم وإصغاكم ,,فقد عودتمونا على ذلك ..فجزاكم الله كل خير قد يكون موضوع ما اطلب استشاره له ليس مشكلة بحد ذاته..وإنما قد يكون صفة عامة في الأطفال مع التراوح بين طفل وآخر 

واضح من موضوع الإستشارة ما أريدأن أكتبه هنا.. 

ألحظ صفة نقل الاحداث وماصار وما لم يصير…خاصة في الإطار العائلي أمر في غاية الإحراج ..وإن لم يكن الخطورة أيضا 

فمن خلال تعاملي مع أطفال تتراوح أعمارهم مابين الست سنوات إلى الإثنى عشر سنة ..أجدهم كل مايحدث عندهم من أحداث سواءفي المنزل أو بعد عودتهم من زيارة أحد من العائلة او امر من هذا القبيل يتحدثون بما جرى هناك..سواء كان حدث مهم او غير مهم ..محرج او غير محرج. 

وأدري لابد مني ان استمع لهم واتحاور معهم .. 

ولكن ماحدود ذالك ؟؟وكيف لي أن أنبههم على هذا الموضوع ؟؟وخاصة انهم صغار ولابد من أسلوب معين لهم ..فأتمنى منكم ان ترشدوني ..ولامانع إن كان عندكنم قصة او موقف عن هذا الموضوع أن تذكروه لي هنا. بارك الله فيكم ونفع بكم

اسم المستشير      سمية 
____________________________

رد المستشار       أ. أسماء أحمد أبو سيف

الأخت الفاضلة سمية : حفظها الله تعالى . 

أشكرك على ثقتك بموقعنا واهتمامك . 

من المعروف أن الأطفال في المراحل المختلفة لتطور النطق لديهم يرغبون بممارسة ما يكتسبونه من ثراء لغوي من المجتمع المحيط وخصوصا المراحل السابقة لمرحلة المراهقة وهذا من الايجابيات التي تدل على التطور السليم للأطفال والقدرة على التواصل الاجتماعي وهي ليست أمرا سلبيا إلا إذا تحول إلى مشكلة حقيقية كان يتسبب نقل الكلام وأسرار البيوت إلى مشكلات فعلية ومؤذية للأسرة ..

إن من مؤشرات تقييم قدرات الأطفال أن يكونوا قادرين على اللعب بالألفاظ والمترادفات والكلام الملحن والمغنى وإلقاء الشعر والخطابة والتلاعب بالحروف وهي مهارات تنمي القدرات الذهنية والنطقية ومخارج الحروف وترفه عن الطفل وتدفعه للتعبير عن ذاته ومكنونات عقله ومشاعره وأحاسيسه. 

أختي سمية هذه مقترحات لك . 

نستطيع أن نوظف القدرات الكلامية واللغوية للأطفال والفتيان النشطين لغويا بما يلي لتجنب الكلام السلبي وتوظيف القدرات المتطورة وتطوير القدرات الضعيفة.

دفع الأطفال للإبداعات المختلفة التي تستخدم فيها القدرات الكلامية مثل التمثيل والمسرح الهادف والخطابة والإلقاء والعروض أمام الطلبة والنشيد والغناء الهادف .

إنه لابد أن تقوم كل المدارس والمؤسسات التعليمية بإنشاء نوادي ولجان عمل وإيجاد إمكانيات مكانية وأجهزة وأنشطة لاستيعاب قدرات الأطفال مما يوظف قدراتهم بما يفيد .

إن النشيد والألحان يلعب دورا هاما في الثقافة الوجدانية للأطفال ويجب أن نقدم البديل للهجوم الثقافي المفرغ من القيم الذي تمارسه القنوات الغنائية على الأجيال القادمة بتشجيع إن شاء فرق للنشيد والتلحين والمسرح والإبداعات المختلفة مما ذكرنا أو لم نذكر .. 

إن الأطفال لديهم القدرة ليخترعوا ويبتكروا أنشطة متعددة ومميزة لو فتح لهم المجال المناسب لتفريغ طاقاتهم التي يشكل الطاقة الكلامية نسبة عالية منها .

أن يعرف الأطفال بكل وضوح ما هي قواعد احترام البيوت وأسرارها وأن تقام ورش عمل صغيرة للأطفال حول الكلام غير المرغوب ومساوئه وكيف أنه قد يوقع الشخص فيما لا تحمد عقباه ..  

وتذكيرهم بأحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم حول حفظ اللسان والطلب من الأطفال أن يقترحوا حلولا للتصرفات غير المناسبة الناتجة عن الكلام غير المناسب  

وأن يفهموا ما معنى الغيبة والنميمة والبذاءة والتفحش في الكلام بكل وضوح وصراحة فهذا جزء من التدريب على الأخلاق الحسنة لأن من يستسهل الكلام البذيء قد يستسهل الفعل أيضا .

2- أن نضع قواعد لضبط الكلام غير المرغوب فيه في الصف الدراسي وفي البيت بأن يضع الأطفال بأنفسهم عقوبات مقترحة لمن ينطق بكلام بذئ وأن لا يتهاون الراشدون بذلك .. 

لكن هنا ملاحظة مهمة الانتباه إلى أن بعض الكلمات البسيطة قد تعد بذيئة في مجتمع ومقبولة في مجتمع آخر وهنا ننبه الأطفال بضرورة التمييز والذكاء عند الحديث مع شخص من مجتمع جديد وأن يعتاد الطفل أن يسأل الشخص بكل صراحة : هل كلمة كذا تزعجكم؟

3- الكبار هم مفتاح التدريب المباشر للصغار فكما يرون الكبار يتصرفون وينظرون للأمور فإن ذلك ينعكس على سلوكهم فالطفل الذي يرى أمه تتأدب في حضرة الغرباء بينما تسمح لنفسها بالحديث البذيء مع الأسرة داخل المنزل يتكون لديه اتجاه أنه بإمكانه أن يقول ما يشاء عندما يختلي بأصدقائه المقربين وأهله . 

إن معايير الأسرة ينبغي أن تكون متوازنة وذات مصداقية حيال الكلام وطريقته وبروتكولاته وأسلوبه وتقدير الناس وإنزالهم منازلهم.

نستطيع يا أختي الفاضلة أن نجد في السير ة العطرة وديننا الحنيف ما يوجه ويدرب الأطفال على حسن الكلام والذوق في النطق ، 

وهناك أيضا أدبيات مترجمة حول هذا النوع من أذوقيات الاجتماعية تستطيعين الاستعانة بها وتجدين منها الكثير في مكتبات الخليج وسهلة الاستخدام والتنفيذ .

أختي سمية أتمنى لك التوفيق وأن تباشري العمل على مشاريع متعلقة بذوقيات الكلام والاتيكيت لدى الأطفال من سن الثانية حتى الثالثة عشرة ما رأيك؟ وزودينا بها لنفيد ونستفيد .

بارك الله بك وجزاك خيرا .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم