الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

لبعض الخلافات الزوجية..آخر الدواء الخلع!!



 http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTUhCxqL5_MrV7Mp4eg0EmViRwyCqsT9ZrxlEK8eF_se8Hh8t-9

أ. ميرفت عوف .

يعتبر الخلع أحد الحلول الشرعية للمشكلات الزوجية وخاصة عندما يقع الضرر على الزوجة وتستحيل العشرة بينها وبين زوجها ولكن غالبا لا تلجأ الزوجة للتفكير به إلا بعد استنفاد كل الوسائل المتاحة للمحافظة على حياتها الزوجية..

في هذا التحقيق نقترب من حالة من حالات الخلافات الزوجية والتي كان الخلع هو السبيل الوحيد لها وتعليق أحد المختصين على الخلع من الناحية الشرعية والنفسية والاجتماعية.

بعدما باءت كل المحاولات بالفشل

دينا -28 عاما – تعيش في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ، لم تجد هذه السيدة حلاً للخلاص من زوجها إلا الخلع بعد أكثر من عشر سنوات من الزواج ، والتفاصيل ترويها بكلمات الألم .

لقد ضاقت بتصرفات زوجها ولا مبالاته بواجباته حيال أسرته فهو على حد إفادتها عاطل عن العمل وليس ذلك فحسب فهو لا يسعي لأي فرصة عمل فقط يجلس في البيت غير مبالٍ بأحد من أفراد أسرته ويبيع بأثاث البيت كي يوفر حاجاته ، وتستطرد السيدة أنها حاولت التفاهم معه كثيراً إلا أن محاولاتها كانت تبوء بالفشل حتى قررت أن تغضب لدى بيت والدها في إطار الضغط عليه عله يغير من سلوكه ويبدي اهتماماً بأسرته ويسعي لتوفير سبل الحياة الكريمة لها،

أتممت الخلع بعد استشارة أهلي

تستأنف دينا مؤكدة أن محاولاتها أيضاً كانت سرعان ما تفشل فقد كان يعدها أن يبحث عن عمل ويحسن إليها وإلى أولادها ويوفر متطلباتهم وأمام إلحاحه ووعوده وحاجة أبنائها إلى أبيهم تتنازل وتعود إليه ، تقول:”غضبت وعدت إليه أكثر من مرة وأخيراً لم أجد حلاً لحياتي المأساوية معه إلا الخلع فأشرت على أهلي وأتممت الخلع بعد أن أبرأته من كافة حقوقي المادية ونفقة صغاري” تلفت السيدة إلى أن أسرتها تقبلت إقدامها على خطوة الخلع خاصة في ظل المعاناة التي واجهتها وأولادها خلال معيشتها منه، الآن وبعد أن أصبحت حرة تؤكد أنها غير نادمة على قرارها وأن الخلع كان سبيلها الوحيد لتتمكن من توفير حياة آمنة لأطفالها خالية من العنف.

الحل الوحيد في مواجهة الزوج العنيد

تقول شقيقتها :” الخلع أحياناً يكون الحل الوحيد أمام عناد الرجل وإصراره أن يترك الزوجة معلقة ” ، مشيرة إلى أن الرجل المتزن السليم نفسياً واجتماعياً لا يمكنه غصب امرأة ترفض العيش معه على العيش معه مكرهة ، وأضافت أن الإنسان السوي يقوم بتطليق زوجته إذا ما استحال العيش بينهما ويدفع لها ما اقتدر عليه من حقوقها عملاً بأحكام القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولفتت إلى أن الواقع الاجتماعي أصبح أكثر تقبلاً للخلع من ذي قبل خاصة وأنه مقبول شرعا ًولا يتعارض مع نصوص وقواعد الشريعة الإسلامية.

حماية للزوجة من الإضرار والابتزاز

يقول المحامي بمركز حقوق الإنسان في قطاع غزة أستاذ سمير الحساينة :” أن الخلع لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ولذلك أصبح مطلب للمجتمع لما فيه من حل لكثير من المشاكل خاصة للنساء المعلقات .

ويضيف الحساينة في حديث خاص بـ ” لها أون لاين ” :”من واقع عملي كان الحل الوحيد للكثير من السيدات الخلع ” وبشيء من التوضيح لفت إلى أن الزوج في حالة النساء المعلقات يبقى متمسكاً بالزوجة لأي سبب من الأسباب قد يكون بهدف الإضرار بها أو للتنازل عن حقوقها مقابل حريتها و أحياناً كثيرة لابتزازها فيطالبها بأن تدفع له أكثر مما دفعه لها كمهر أو تكاليف حفل الزفاف، ويؤكد الحساينة أنه أمام تلك المعطيات يبقى الحل الأمثل هو الخلع ولا يتعين على السيدة التي تطلب الخلع قانونياً إلا دفع قيمة المهر التي دفعه لها عند عقد القران بدون زيادة أو نقصان.

مقبول نفسيا واجتماعيا

وفيما يتعلق بالقبول النفسي والاجتماعي للخلع في المجتمع الفلسطيني أشار الحساينة إلى أنه لم يكن متقبلاً اجتماعياً في المجتمع الفلسطيني ولكن مع زيادة أعداد النساء التي تعاني من مشاكل مع أزواجهن واستنزاف كل الحلول الممكنة لعودة الحياة بين الزوجين إلى طبيعتها لم يبق سبيل إلا تقبل الخلع لإنهاء المشاكل والعيش بأمان وسلام، وأكد أن المحاكم يومياً تنظر في قضايا خلع سواء بالإبراء العام بتنازل المرأة عن كل حقوقها من زوجها أو تعيد إليه المهر لكن معروف اجتماعياً بالطلاق لكنه فعلياً وقانونياً خلع، مبيناً الفرق بينه وبين الطلاق حيث في الأخير يقوم الزوج بتطليق زوجته مع الالتزام بدفع كافة حقوقها لها لكن ما يحدث في المحاكم من تنازل الزوجة عن كل حقوقها المادية مقابل حريتها يسمى خلع على حد تعبيره، لافتاً إلى أن العادة الاجتماعية فقط تطلق عليه طلاق.


_________________

المصدر: موقع لها أون لاين .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم