السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

ساءت أخلاقه بعد ابتعاثه .



                         ساءت أخلاقه بعد ابتعاثه .

 
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSR3hYvsQ5VHPA17XBlECNCLjURPqzk-hpQ7GTHbhc8FdLZozRf

ولدي سافر بعد الانتهاء من الثانويه للدراسه ,كان متفوق مطيع بدا في التغير ثاني سنه وحين اساله كان يرد ان حاله جيد ولكن انا اشعر انه متغير تماما

مرت السنوات وفي السنه الخامسه اتطح انه لم يدرس وانه تزوج مرتين وفي كل مره تكون من اناس سيئن هذا ماسمعته ولم ارها وسبب المعرفه انه ارد التزوج فغضبت منه وبنالتهدد بان نرده او ستسجنه واكتشفنا انه عليه ديون ومتهاون في حقوق الناس مع ان ابوه كان يرسل له مصروفه

المهم احضرناه الى هنا ثم عرفنا انه تزوج من اخرى هناك وحين حضر سلوكه متغير ولازال في تهاونه في الحقوق والامانات واصبح لديه مشاكل وحين ننصحه يقول انه لايعمل خطا وابتعد عن الصلاة وفي كل مره نخرجه من مشكله يعود الى اكبر منها

حتى اصبح قريب من اصحاب السوء ولايرد على نصائحنا بل لايعدنا موجودين الا حين يحتاج الى مال وفي مره قلت له فعلتك فقال لايهمني

من هنا قاطعته ولايزال على حالهولكن انا ام واشعر بالام لمقاطعته ولكن هو علاج لانه كلما احتاج جاء فقط فما الحل

اسم المستشير      اام علي

___________________________

رد المستشار       أ. عبيده بن جودت شراب


بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد :

جناب الوالدة الكريمة أم علي :

أسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء وأن يقر عينك بصلاح أبنائك وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبهم وجلاء همومهم ونور أبصارهم وبصائرهم وأن يجعل قرة أعينهم في الصلاة ثم أشكر لك ثقتك بموقع المستشار سائلا الله تعالى التوفيق والسداد لنا ولكم جميعا في الفكر والقول والعمل وأقول وبالله التوفيق:

بداية لقد أحسنتم في حرصكم على صلاح ابنكم ـ هداه الله ـ ومحاولة توفير مستوى رفيع له من التعليم والتميز وتوفير المال له وكذلك محاولة متابعته في دراسته أما مشكلته ـ

أرجو الله تعالى له الهداية ـ فهي من مشكلات الابتعاث للدراسة إلى الخارج وحيث إنها الآن مشكلة عامة فسأتناول الموضوع بما ينفع الجميع ـ بإذن الله ـ

بإيجاز ومن خلال ذلك نحاول أن نصل إلى حل لمشكلة ابنك ـ أرشدنا الله وإياه إلى الحق والخير :

لقد أصبح الابتعاث للدراسة إلى الخارج لا سيما البلاد الإسلامية أمراً واقعا لا مفر منه وأعداد المبتعثين تتصاعد وتتزايد والخطر يتعاظم عندما يكون المبتعث فتاة لا محرم لها ولا يخفى على ذي لب مخاطر الإقامة بين الكفار وفي مجتمعاتهم ما فيها من انحلال خلقي وفساد ثقافي وفكري وغياب للقيم والفضائل أضف إلى ذلك ما يبثونه من عداوة للإسلام والمسلمين ومحاولة الإيقاع بالشباب من أبنائنا بشتى الوسائل لتغيير أفكارهم وتشكيكهم في دينهم وتجريدهم من أخلاقهم وقيمهم وعاداتهم

ومع ذلك فإن لديهم تميزا في بعض المجالات العلمية والتطبيقية تدفعنا إلى الاستفادة منها وتعليم أبنائنا لها من باب الضرورات إن لم تتوافر في بلاد المسلمين والضرورات تقدر بقدرها، وقد تأكد من خلال دراسات علمية حجم الضرر الواقع على المبتعث في بلاد الغرب.

والكلام في معالجة قضية الابتعاث لأولياء الأمور في ثلاث محاور:

الأول  : قبل الابتعاث

والثاني :  خلال الابتعاث

والثالث  : إن حصلت مشكلة للابن خلال ابتعاثه

وقبلها فإني أرجو من المسئولين عن برنامج الابتعاث أن يتقوا الله تعالى في فلذات أكباد المسلمين ورجالات مستقبله بأن يجنبوهم الشرور ولا يعرضوهم للأخطار


ومما يمكن اقتراحه في هذا المجال أن تتخذ الإجراءات التالية:


أولا: حصر الابتعاث فيما ندر من التخصصات العلمية والتي لا تتوافر في بلادنا الإسلامية وتعاظمت الحاجة إلية لحاجة المسلمين وبلادهم له.

 

ثانياً: دراسة عمر الابتعاث وأرى أن لا يقل عمر المبتعث حين ابتعاثه عن عشرين عاماً أو أن يكون الابتعاث فقط للدراسات العليا، وإن كان هناك ضرورة للابتعاث في مرحلة البكالوريوس فليته يكون لبلاد المسلمين وخاصة المحافظة منها لأنها أقل ضرراً.

 

ثالثاً: الالتزام العملي بالحكم الشرعي بعد ابتعاث الفتاة للخارج إلا بمحرم وتطبيق فتوى هيئة كبار العلماء في ذلك بل إن مجلس الوزراء قرر منع ابتعاث الفتيات للخارج ولو على حساب أولياء أمورهن.

 

رابعاً: توفير الحصانة والمناعة الشرعية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية للمبتعث وذلك من خلال إقامة الدورات التأهيلية للمبتعث على أن تكون من خلال إقامة برنامج متكامل يعزز فيه انتماء المبتعث لدينه وتنمية الولاء له وتعريفه بالأحكام الشرعية التي ترتبط بالابتعاث وتعريفهم بالمجتمع الذي يقبلون عليه وتنمية المسؤولية والرقابة الذاتية لهم وتوفير متطلبات النجاح والتميز الذاتي من خلال تمكينهم من مهارات اللغة والبحث والدراسة وقدرة تحليل الأفكار

فالمبتعث يجتمع فيه ضعف اللغة وضعف الخبرة وضعف الفكر والثقافة وضعف الغربة وضعف الحاجة وضعف الانتماء مما يجعله فريسة سهلة لمن يساعده في التقوى أمام ضعفه لا سيما إن وفر له احتياجاته وقد قيل إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة. وهذا البرنامج يجب أن لا يكون لمدة أسبوع أو أيام معدودة بل لا بد أن يأخذ حقه من الاكتمال والتوازن والشمول.

 

خامساً: تشجيع المبتعث على الإقامة مع المسلمين وبينهم لا سيما الصالحين منهم والالتحاق بالأندية الطلابية السعودية في الخارج وإقامة الكثير منها لاستيعاب أعداد المبتعثين مع تنظيم البرامج التربوية والثقافية والاجتماعية لهم لإشغال أوقات فراغهم وإشباع احتياجاتهم الفكرية والاجتماعية والنفسية وتنظيم المحاضرات والدورات التدريبية لهم لتوفير الوعي لهم وربطهم بدينهم وأمتهم وأخلاقهم.


سادساً: تشجيع المبتعث على اصطحاب زوجته معه من أول الابتعاث وكذلك زواج الأعزب قبل بعثته أو خلال السنة الأولى من البعثة وتوفير متطلباتهم الأسرية وتقليص الإجراءات الإدارية التي تعيق ذلك.


سابعاً: تنظيم برنامج لرقابة المبتعثين ومتابعتهم دراسيا واجتماعيا يتضمن الثواب والعقاب لأن سلامتهم وسلامة دينهم وفكرهم وأخلاقهم سلامة للوطن وأمن له.هذا،


  وأما مسؤولية أولياء الأمور فتبدأ قبل البعثة

باستشعارهم المسؤولية والأمانة التي تحملوها برعايتهم لأبنائهم من قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )

فيجب عليهم وقاية أبنائهم من كل شر يحيط بهم ويرشدونهم إلى الخير، ولا شك أن كل أب وأم يسعون إلى تفوق أبنائهم وتميزهم ويطمعون في ذلك ويفرحون به

ولكن هذا يجب أن لا يخالف المسؤولية الشرعية في حفظهم ورعايتهم ووقايتهم فليس كل ابن يصلح للابتعاث خارج بلده وإن كان متفوقا ومتميزا فالأمر يقدر بقدره

ويجب أن يتلمس ولي الأمر قدرات ابنه الذاتية لابتعاثه وقدرته على مواجهة صعابه


فالابتعاث اتصال بين حضارتين شرقية محافظة وغربية منفتحة وهو كذلك اتصال بين دين الإسلام وغيره من الأديان

فالمبتعث يجب أن يكون ملتزما وصادقا في دينه وصالحا في ذاته ومعتزا بانتمائه إلى دينه وأمته قوي الفكر واسع الثقافة ذا رغبة صادقة في التفوق والتميز مسئول في ذاته وإنسانيته محترم في أخلاقه متزن في تصرفاته كبير في عقله وإدراكه ممتلك لشهوته أمين على ماله وعرضه سليم الصحة والنفسية .


وكلما توافرت هذه الصفات وغيرها أيضا في المبتعث وكلما زادت نسبتها لديه كان بإذن الله أقدر على تحمل مسؤولية الابتعاث وتحقيق أهدافه والسلامة بإذن الله،

ولأن اللغة هي الخطاب وآلة التواصل فيجب أن يكون الابن المبتعث ممتلكا لها بما يمكنه من القدرة على التواصل والتفاهم لئلا يشعر بضعف فيملكه غيره كما يجب أن يهيء له المسكن المناسب ويطمئن إلى صحبته ويسعى لتوفيرها له ودلالته عليها وخير صحبة له في غربته الزوجة الصالحة التي تحصن فرجه التي تسره إن نظر إليها وتحفظه إن غاب عنها وتعينه على نوائب غربته.


وخلال الابتعاث

يجب على ولي الأمر أن يسعى للاطمئنان على سلامة ابنه ودينه وسيره في دراسته وسلامة سلوكه من خلال الاتصال به وسؤاله ومن خلال التواصل مع الجامعة وكذلك مع الملحقية الثقافية في نفس البلد ومن خلال الأصدقاء الصدوقين

وأن لا يكون هذا شكا فيه ولكنه مساعدة له وتأكيد لأنه أهل للثقة من خلال الثناء عليه عند الإنجاز المتميز ونصحه وتوجيهه بالحكمة والموعظة الحسنة عند الإخفاق مع إشعاره دوما بمسؤوليته وانتظارهم له وفرحهم بتميزه وتفوقه

وأن يوفروا له احتياجاته من غير إسراف ولا تقتير، وإن لاحظ ولي الأمر على ابنه أمرا مريبا فلا يتردد في السؤال عنه واتخاذ قرار سريع بشأنه بحكمة وروية وبعد نظر وموازنة بين المصالح والمفاسد ولو اقتضى ذلك نزول ولي الأمر إلى محل دراسة ابنه أو إعادته إلى بلده ولو كان ذلك أيضا من خلال الإجراءات الرسمية التي تحفظ ابنه.

أما مسألة ابنك أيتها الأم الفاضلة :

فالحمد لله أنه نشأ في بيئة تسعى لصلاحه ونما على ذلك ففطرته إن شاء الله سليمة


وأنصحك لذلك بما يلي:


1 ) اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء له في سجودك وتحري أوقات الإجابة والإلحاح في طلب صلاحه من الله تعالى.

2 ) إشعاره بثقتكم به وأنه لا زال يحظى بها فهو إنسان وطبع النفس البشرية الخطأ وأن هذا من مبدأ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وأن أمامه فرصة لإثبات ذاته.

3 ) مناقشته ومحاورته بالحكمة والموعظة الحسنة.

4 ) دعوة الصالحين من أقاربه وأصحابه إلى الالتفاف حوله وقضاء أوقات فراغه معهم فكل قرين بالمقارن يقتدي.

5 ) جذبه إليك أيتها الأم الكريمة الحانية وإلى والده الكريم الفاضل لأنكم أقدر على مسامحته وأحن عليه من رفاق السوء بل من نفسه ومداراته بما يصلح حاله فإخراجه من منزلكم لا فائدة له بل ضرره أكبر.


6 ) تحميله مسؤولية الأموال التي اقترضها لأنها نتيجة خطئه وتصرفه فهو المسئول عنها وعن ردها إلى أصحابها ولكن عليكم بمساعدته وإرشاده إلى ذلك والمحاولة التخفيف عنه بين فترة وأخرى.

7 ) تزويجه ممن تعينه على الصلاح.

8 ) لا تذكروه وتعايروه بفشله بل اذكروا له إيجابياته وعززوا لديه قدراته وذكروه بتفوقه وصلاحه الأول وكيف كان أثره عليه.


وأسأل الله تعالى أن يرشده ويدله إلى الخير وأن يعينكم على صلاحه ويقر به أعينكم وأن لا يحرمكم بره ولا يحرمه رضاكم وأن يهديه إلى الصراط المستقيم وأن يجعل أنسه في الصلاة وأن يرطب لسانه بذكر الله تعالى وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلبه وجلاء همه ونور صدره وبصره وبصيرته وأن يكتب أجركم وأن يجزيكم خير الجزاء.

وفقنا الله وإياكم.

يمكن الإطلاع على بحث لفضيلة الشيخ الدكتور محمد لطفي الصباغ عن الابتعاث ومخاطره. 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم