تقدمت لخطبة فتاة وقبل دلك قلت لها ان تصدقني القول ان كانت لها علاقات سابقة فحلفت بالله انها لم تكن لها علاقات سوى انهاكانت تتعامل مع بعض المعارف على الطريقة الاوروبية مثل المصافحة والوقوف للكلام عن الاحوال الخ وقد قالت انه كان هناك شاب يريد ان يقيم علاقة معها لكنها رفضت و اعتبرته مجرد صديق ان كان في حاجة الى نصيحة اسدته اياها
مشكلتي هي انني تقدمت لخطبة هده الفتاة لكنني محتار في امري ففي كل مرة تنتابني افكار سيئة من جهتها وشكوك بانها اخفت عني بعض الحقاءق فهل من حل لمشكلتي
بارك الله فيكم وجازاكم الله خيرا
اسم المستشير محمد
___________________________________
رد المستشار أ. تركي بن منصور التركي
أخي الكريم :
أحمد الله عز وجل على أن يكون في أمتنا شباب أمثالك، يبحثون عن العفاف والفضيلة، ويحرصون على تطبيق شرائع الله .
بخصوص مشكلتك أخي الكريم :
ففي البداية مهم أن تعلم أن أول لبنة في بناء الأمة هي حسن اختيار الزوج أو الزوجة، ذلك أن الزواج هو الرابطة الشرعية المفضية إلى إكثار الأمة بالبنين والبنات وهم عماد الأمة التي تنهض بهم .
من هنا كان التدقيق في اختيار الزوجة والحرص على استقامتها وتحليها بخلق قويم، يحفظ على البيت أمنه واستقراره، ويحفظ للزوج عرضه وكرامته، ويؤمن بيئة صالحة بتوفيق الله عز وجل لتربية جيل مؤمن موحد.. وحرصك على هذا الأمر نابع بالتأكيد من استشعارك لأهمية هذا الأمر، وضرورة التثبت في مواصفات زوجتك وأم أبنائك مستقبلا..
وهذا الحرص يجب أن يكون منضبطا بأسس وضوابط شرعية مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم ((….فاظفر بذات الدين تربت يداك)) فكون الزوجة المختارة ذات دين واستقامة وخلق رفيع وبعد عن مواطن الشك والريبة، يجعل منها أما مثالية للأبناء، وزوجة حريصة على حفظ زوجها في حضوره وغيابه.
وعن فتاتك وما ذكرته عنها من صفات أجد أن الأمر على حالين :
فإما أن تكون أنت من النوع الشكاك، كثير الريبة والتحوط، وهذا وإن كان أفضل من الغفلة، إلا أنه حينما يكون زائدا عن الحد قد ينقلب إلى وبال على صاحبه،
فيبدأ بتفسير النظرة العابرة إلى نظرات لها قصد وغاية، ويفسر العلاقات العادية – في مجتمعها – بعلاقات من نوع خاص وخاطئ..!!
وهنا.. ولكي لا تظلم فتاتك.. حينما تكون من أصحاب الشك الزائد الذي قد يظلم الآخر، أنصحك بالرجوع إلى آخرين تستنير برأيهم ويكونون على علم ومعرفة بخطيبتك، من حيث علاقاتها وتعاملها مع الآخرين، ويفضل أن يكون ذلك من محارمك كأخواتك أو قريباتك، وبطريقة سرية، أو بطريقة غير مقصودة إن كنت ممن يتقن استدراج الآخر للبوح دون أن يشعر، فبالتأكيد أن ثمة روابط تمكنك من الحصول على معلومات كافية ووافية عن من تريدها زوجة لك،
ولتكن دقيقا في تقصيك وبحثك، بحيث أن تسأل عن كل ما تراه مقلقا ومخيفا (مستقبلا) لك، فإن قيل لك عنها من حيث علاقاتها بالآخرين من غير المحارم ما يشير إلى تحرر زائد، وعلاقات وصلت إلى الخلوة أو ما شابه، فإن قرار التدقيق والبحث أكثر يجب أن يكون هو الحل، ولا يمنع أن تصل في مرحلة إلى قناعة أنها لا تصلح لك .
ومهم أن تعرف أنك في هذه المرحلة – مرحلة الخطبة – أكثر تسامحا معها، وأكثر تبريرا لقولها وفعلها، لكن ذلك سينعدم حينما تقترن بها، وسيجد الشيطان لنفسك طريقا إن لم تحسم أمر هذه الشكوك وتقطع بها.
الأمر الآخر:
هو أن ما ذكرته أنت عن خطيبتك هو الواقع بالفعل، وأنها كانت على علاقة ولو من باب الصداقة مع شباب آخرين ليسوا من محارمها، ويكون الأمر أعظم لو كانت هذه العلاقات أفضت لخلوات ولو أمام العامة في المقاهي والمطاعم،
والمطلوب هنا أن تكثر من السؤال والبحث عن حقيقة ظنونك، وماهية هذه العلاقات ودرجتها، مع الأخذ بالاعتبار أن علاقة الرجل بالمرأة تختلف من قطر لآخر، ففي بلدان كدول الخليج تعتبر العلاقة الهاتفية على سبيل المثال مؤشرا لماض غير جيد للفتاة، بينما قد تكون اللقاءات والجلسات بين الجنسين أمرا عاديا في بلد آخر،
والذي يحدد هذا الأمر نظرتك (أنت) للأمر ومدى الحدود التي تضعها في علاقة الرجل بالمرأة، رغم أن التوجيهات الشرعية كما تعلم نهت عن الخلوة بين الرجل والمرأة بدون محرم، وشددت في قضية حجاب المرأة وأهمية ارتدائه كمعين للحفاظ على الفتاة على اختلاف الأقوال فيه .
إجمالا.. أدعوك في هذه المرحلة أن تأخذ حقك في البحث والتقصي..
والسؤال حتى تقدم على الزواج بنفسية مرتاحة وقناعة كبيرة لا تتزعزع
في المستقبل مع أي عارض حياتي عابر .
وأسأل الله عز وجل لك التوفيق والنجاح وأن يرزقك زوجة صالحة تعينك على أمور دينك ودنياك .