الخميس 26 ديسمبر 2024 / 25-جمادى الآخرة-1446

ما زالت هناك لحظات يمكنها أن تغيّر حياتنا إن فطنا إليها



ما زالت هناك لحظات يمكنها أن تغيّر حياتنا إن فطنا إليها

 

يعتري أبناءنا أحيانا كسل وخمول و أحيانا نوع من التبلد و عدم الرغبة في النجاح أو الإنجاز وفي كلا الحالتين كما بين لنا الدكتور ماجد العمودي مدرب ومستشار معتمد من بيت الخبرة بجامعة الملك عبد العزيز يرجع لقلة الدافعية و عدم التحمس للإنجاز كما تحدث عن الدافعية و عن أسباب زيادتها ونقصانها و كيف نستثيرها لدى الأبناء لموقع لها
 
اختلاف الدافعية من شخص لآخر  
قال دكتور ماجد العمودي كل شخص يملك الدافعية ولكنها تختلف على حسب تنميتها منذ الصغر أو فقدانها وتقل الدافعية لدى الشباب و الفتيات على الرغم من مرورهم بفترة مراهقة وشباب من خصائصها محاولة أثبات الذات والرغبة في التميز لعدة أسباب منها أن المراهق يتمتع ببعض الخصائص السلبية منها رغبة الفرد في الابتعاد عن الآخرين، والجلوس منعزلاً عن الآخرين مع صعوبة التعلم وهي من أكبر العوائق التي تقلل الحماس لدى الفرد الذي يمر بمثل هذه المرحلة

الاحتياج للتحفيز الخارجي
الأشخاص يحتاجون لتحفيز خارجي بجانب دافعيتهم الفطرية لأن هناك نوعين من الدافعية ، الدافعية الخارجية وهي التي تدفع للعمل بضغط خارجي والدافعية الداخلية وهي نوع الدافعية التي تدفع الفرد للعمل برغبة ذاتية وعلى الرغم من أن الدافعية الخارجية مهمة للقيام بعمل معين إلا إن الدافعية الداخلية هي ما يرغب المربون والمشرفون على العمل وغيرهم في الوصول إليها لأن من يمتلك الدافعية الداخلية يعمل بشكل أفضل بدون كلل أو ملل و يثابر على العمل ولا يتوقف عن المثابرة في العمل رغم المعوقات و في الآونة الأخيرة اشتهرت قصة جوبز الرئيس التنفيذي لشركة آبل الذي حرم من التحفيز الخارجي في بداية حياته عندما حُرم من حنان أسرته وقامت بتربيته أسرة بديلة لكنه لم يقف ليبكي على تلك الظروف إنما حفز نفسه داخليا و كان هذا الحافز دافعا قويا ليخوض معركة الحياة، والاستفادة من كل لحظاتها، وتحويلها إلى نقاط بدء من جديد كلما واجه معوقات و لذلك أقول لكل شخص مهما كانت مشكلاتك الأسرية ومهما تعرّضت للحرمان من الاستقرار الأسري فلن يكون ذلك مبرراً للركون للكسل و الخمول فما زالت هناك لحظات يمكنها أن تغيّر حياتك إن فطنت إليها وتزيد من حماسك و تدفعك للأمام

التعامل الأمثل لزيادة الدافعية لدى الأبناء
وحتى نكون منصفين فإن جوبز الذي ذكرنا قصته وجد بيئة عمل مناسبة تحفز على الإبداع و الإنتاج وهو ما يجب توفيره لأبنائنا
فتلك الخصائص المعيقة لدى الشباب و الفتيات لابد أن يقابلها تحفيز خارجي من قبل الآباء و المربين و تأتي خطوات التحفيز الفعال كالآتي: أولا استكشاف العوامل التي تثير الدافعية عند الابن أو الطالب المراد تحفيزه فقد تكون المحفزات التي تحفز شخص لا تحفز آخر ثم الموازنة بين المهمة المراد انجازها وبين المكافآت المقدمة لهم ثم يأتي دور المراقبة و المتابعة .
و مما يساعد الآباء و المربين على تحفيز الأبناء معرفتهم بشخصية الابن ومراعاة العمر و الميول ومدى الشعور بالحاجة أو الأهمية و معرفة ما هي طموحه و آماله و اتجاهاته وقيمه وقناعاته لأن مراعاة هذه الجوانب المختلفة هام في نجاح عملية التحفيز


أخطاء يقع فيها المربون و الآباء أثناء تحفيز أبنائهم و تأتي بنتائج عكسية
العقاب بأنواعه سواء الضرب أو الزجر أو الحرمان يأتي بنتائج وقتيه ثم تتحول إلى مشاكل نفسية و إحباط وفشل
كذلك الإسراف في المديح فقد يخلق عند المتعلم الشعور بالغرور والمبالغة في تقدير الذات، كما أنه يبعث على الفتور في الأداء ما لم يحظ بمزيد من الثناء ولهذا يجب أن يكون المديح بالقدر المناسب الذي يدعم ويعزز السلوك

تحفيز الموهوبين و المبدعين
تحفيز المبدعين و الموهوبين مرتفعي الذكاء مسؤولية كل من بيده تقديم الدعم لهم لأنهم كنز من كنوز الأمة لا بد من استثمارها و تحفيزهم من خلال إيجاد برامج تسهم في تنمية قدراتهم العقلية ومواهبهم بهدف إعدادهم للمساهمة في بناء الأمة وتقدمها و الدولة أولت اهتمامها في العقود الأخيرة بالموهوبين عن طريق البرامج الاثرائية و تزويدهم بمشروعات تثري الموضوعات الدراسية التي يخضعون لها
وتحفيزهم عن طريق برامج التسريع وذلك بترفيع الطلبة إلى صفوف أعلى من الصفوف التي يكون فيها أقرانهم من متوسطي الذكاء باستخدام مقياس ستانفورد لإثبات أحقيتهم في الترفيع

أما المبدعون والموهوبون في المجالات الأخرى غير تلك الدراسية كالرياضة أو الفنون المختلفة فيبرز فيها دور الأسرة لاكتشاف أبنائهم الموهوبين و تقوم بتوجيههم و إرشادهم و تحفيزهم بالتشجيع وبذل الإمكانيات المناسبة لمساعدتهم على النجاح و ليعي كل أب أن الابن ثروة إذا شجعناه و بحثنا عن مواطن القوة و استثمرناها و مواطن الضعف و عالجناها فالموهوب ليس بالضرورة يكون مبدعا في جميع المجالات.

جهات لها دور في زيادة أو نقصان الدافعية
الإعلام يمكنه أن يلعب دورا كبيرا في التحفيز أو بث روح الإحباطl من خلال البرامج التي تؤثر بشكل كبير على فئة الشباب و لتفعيل دورهم كجهات لها دور مؤثر يقتضي تكثيف البرامج الهادفة من خلال الوسائل الإعلامية والنشرات والدورات التثقيفية المختلفة التي تساعد في نشر الوعي والدافعية للجمهور
والتعليم أيضا له دور هام في تغيير السلوك الإنساني وذلك بتغير المعارف والقيم عن طريق المناقشة والإقناع ..و هي تقوم بدور رئيس ومكمل لدور الأسرة في زيادة الدافعية لدى الأبناء

 

المصدر : لها اون لاين .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم