السبت 21 ديسمبر 2024 / 20-جمادى الآخرة-1446

وصلت غيرتها حدَ الجنون !



وصلت غيرتها حدَ الجنون !
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQtgrgJkTb0Q7WDCYIQ2fF7q16mG8aDs-UTWw4jT5gJB6eP_iRc

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بعد التحية اتعرض في بدايات حياتي لأمور وهي أن زوجتي (عصبية جداً وفيها من الغيرة تصل إلى درجة الجنون

سأذكر موقف:هو أني اردت في يوم من الايام الذهاب خارج البلد مع بعض الاصدقاء فزوجتي من منطلق الغيرة والخوف من أني اخونها رفضت خروجي وهددتني اني إذا خرجت انها ستطلب الطلاق وستصر على ذلك بالنسبة لي عالجت وتداركت الموقف

ولكن السؤال هنا كيف سأتعامل مع زوجتي في المستقبل؟

الشيء الاخر بأنها تحمل افكار حاولت وانا احاول ان اغيرها وهي تقول دائما(أنا اخاف من هذا الزمن) (الرجال دائما يصدر منهم سوء) (الرجال مثل بعض) انا اتغاضى عما تقول ولكن الى متى وانا في بداياتي وهي تتوقع دائما بأني سأخونها في المستقبل أو ان اتزوج عليها

سؤالي يتكرر هنا كيف سأتعامل معها في المستقبل علما أني لاافكر في الانفصال نهائيا وهي دائما تهدد في اي تصرف بالانفصال

اسم المستشير aqeele
_____________________________

رد المستشار     أ. خالد محمد النقية

الأخ العزيز عقيل :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :

  مشكلتك مع زوجتك تتلخص ثلاثة أمور : عصبيتها, غيرتها لدرجة الجنون , نظرتها السلبية عن الرجال.

فأقول وبالله التوفيق .

أولاً : لكل سلوك حد طبيعي إذا تجاوزه أصبح مشكلة لما يترتب عليه من نتائج سلبية .. فالغضب في بعض الناس طبيعة ويختلف البشر في التعبير عنه وترجمته سرعة وحدة وكما وكيفاً ..

فمن الناس من يصرخ ويعلو صوته ومن الناس من يرمي ما بيده ومن الناس من يضرب ومن الناس من يصبح كالمجنون لا يدري ماذا يفعل وماذا يقول ولهذا حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال وصيته لأحد أصحابه حيث قال له يارسول الله أوصني . قال : لا تغضب وكررها ثلاثة ) وقال صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. وقد أثنى الله تعالى ورسوله صلى عليه وسلم على الحلم والأناة وكظم الغيظ.

والآيات والأحاديث التي تناولت الغضب والحلم والأناة كثير معلومة وتحتاج إلى تمرين وتدريب ودعاء من الله تعالى أن يحسن أخلاقنا كما حسن خَْلقنا..

وقد يكون الغضب في زوجتك طبيعة وجبلة أو مكتسب بحكم بيئتها التي نشأت فيها..

فلا بد من الصبر عليها والجلوس معها وحثها على الحلم وكظم الغيظ وخفض الصوت وأبلغها بأن رسول الله أبلغنا كيف نتعامل مع الغضب بالوضوء وتغيير الهيئة والخروج من المكان . فمن كان واقفاً فليجلس ومن كان جالساً فليضطجع. وفي هذا من كظم الغيظ الشيء الكثير ..

وأنصحك أخي الحبيب أن تواجه غضبها بهدوء وصمت أو أخرج من المكان الذي هي فيه دون أن تجادلها وقت الغضب حتى لا يستغل الشيطان هذا الموقف فيزيد من الشقاق من لاشيء.

ثانياً : بخصوص الغيرة سلوك طبيعي كالغيرة على الدين والعرض .

ولكنها قد تصبح صفة مرضية إذا تحولت إلا تملك للشخص الآخر كما يحدث لدى بعض الرجال تجاه نسائهم أو العكس وهي صفة تكثر عند النساء. وتتحول إلى تملك وسيطرة وشك وريبه فتكون مدمرة للحياة الزوجية ..

وفي المنهج النبوي الكريم عنه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في التعامل مع غيرة النساء .. حين كسرت أم المؤمنين عائشة صحفة حفصة رضي الله عنهما عندما بعثت بطعام لرسول الله وهو في بيت أم المؤمنين عائشة

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غارت أمكم غارت أمكم .. أرسلوا لحفصة صحفة بدل التي كسرت.

ففي قوله عليه الصلاة والسلام : غارت أمك غارت أمك تفهم للسلوك وتحليل له.. وفي أمرها بأن تبعث لحفصحة صحفة أخرى علاج لمشاعر الغيرة والغضب لديها.

والتعامل مع غيرة النساء يكون بالحكمة والوضوح والتفهم لأن منطلقها الحب والتملك والاستئثار بالزوج.. ولكن لا بد أن تكون في إطارها المعقول دون شك أو تحكم وسيطرة وإلا أفسدت الحياة الزوجية .

فنصيحتي لك أن تكون واضحاً في تعاملك مع زوجتك وتظهر لها حبك واهتمامك بها ومراعاتك لمشاعرها ومشاركتها في همومها وهمومك ولا تستهون بأحاسيسها وأرى أن تخبرها بوجهة سفرك ومن سيرافقك .. وأبلغها أن السفر مع أناس مأمونون ووجهة مأمونة ..

كما أنصحك أخي الحبيب ألا تكثر الأسفار لبلاد تضعك في محط شبهه أو تعرضك للشهوة إلا مع رفقة خيرة ولهدف خير واضح. كما أنه بإمكانك أن تصطحبها معك في بعض أسفارك ..

وحاول أن تعرفها على زوجات زملائك ممن سيرافقونك في السفر لتطمئن عليك ولتعرف أنها ليست الوحيدة التي يسافر عنها زوجها مع رفقته.

وأما طلبها الانفصال دائماً عند كل موقف إنما هو نوع من التهديد لأنها رأت أن هذه نقطة ضعفك التي تأتيك منها.. وحاول إذا حصل موقف غضبت فيه وهو لايستحق هذا الغضب وطلبت الانفصال أن تتركها عند أهلها فترة قصيرة لترى كيف ستبحث عنك وتطلب رجوعك ..

ولكن لا أنصحك بالتجربة إلا في حالة الضرورة القصوى فقط لتتعلم أن الانفصال ليس هو الحل للمشاكل الأسرية.

ثالثاً:أما نظرتها عن الرجال فهي تشاؤمية ربما اكتسبتها من الواقع الذي حولها أو من زميلاتها.. وهي نظرة عليك أن لا تهتم بها وأبلغها أن الناس ليسوا سواء كلهم ..

كما أن النساء ليست على شاكلة واحدة فمنهن العاقلة التي تزن ألف رجل وفيهن الحمقاء الخرقاء ومنهن الحكيمة بعيدة النظرة المهتمة ببيتها وزوجها وأبنائها ومنهن من همها زينتها خراجه ولاجة .. فالحكم العام على الناس كلهم بمنطق واحد هو غاية الجهل..

ثم أبلغها أن المستقبل علمه عند الله ولابد أن تعيش مستقبلنا بتفاؤل وكما قال الله تعالى في الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما شاء … الحديث.

والتفاؤل صفة المسلمين.. وهناك مقولة أعجبتني كثيراً وهي : لا تشغل نفسك بهمومك غدك فقد يأتي الغد ولا يحدث ما كنت تتوقعه. فتكون أفسدت متعة يومك بهموم متوهمهٍ ..


أخي الحبيب استغل لحظات الصفاء بينكما بحوار هادئ عن كل شيء . عن حياتكما عن آمالكما في المستقبل . ولتكن الصراحة دائماً عنوان الحوار  ..

واجعل لك هدف في كل حوار أو توصل لها فكرة تغير من خلالها سلوكها.. وتقربها إليك. وتعلم فن الاعتذار إليها وعلمها إياه وقربها إليك بالهدية والكلام الجميل والحب الصادق..

الحياة الزوجية مشاركة وتعاون وتفاهم وتغافر وتناصح يؤدي إلى الانسجام والتفاهم ..

أسأل الله أن ترفرف عليكم رايات السعادة والوئام ويرزقكم الذرية الصالحة ويبعد عنكم الشيطان بوسوسته ونفثه.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم