ما هو دور الداعية تجاه زوجته ؟
قد يظن ظان أن دور الداعية ينتهي منذ أن يعثر على تلك الشابة الملتزمة بدين الإسلام والتي ارتضاها شريكة حياته دون سائر الفتيات.
ولكن هذا هو جزء من الدور، والدور الحقيقي هو متابعة النصح والإرشاد بعد الزواج، بالأسلوب المناسب وبالقدوة الصالحة.
ومتابعة النصح والإرشاد لا تعني المطالبة بأن تكون الزوجة كاملة ولكننا بحاجة، إلى أن تكون زوجة الداعية قدوة بمعنى الكلمة وإلا فإن أول أثر سيئ لها سيكون على زوجها حيث ستعيقه عن الاستمرار في حمل دعوته.
ثم إنّ الداعية الذي يخل بتربية زوجته، أو لا يمثل قدوة لها بأخلاقه ومعاملاته والتزامه ستخذله هذه الزوجة في وسط الطريق وهو في أمس الحاجة إليها، وسيضطر إلى أن يلتفت إليها ويعاود نصحها وإرشادها بعد أن خسر الكثير.
إنه من الواضح أنّ الداعية الذي يصلح نفسه وزوجته، سيشجع الآخرين ولا شك علي إصلاح زوجاتهم، لذا فإن مسؤولية تربية الزوجة مسؤولية عظيمة.
وأتعجب من بعض إخواني الدعاة حين يقفون حجر عثرة في طريق التزام زوجته ،إما بأسلوبه أو بانشغاله عنها أو بحجة أنه يكفي أن يكون هو وحده داعية .
نحن نريد الداعية الذي يربي زوجته على الأخلاق الاجتماعية الفاضلة مثل صلة الأرحام وبر الوالدين والإحسان إلى الناس والقيام بحقهم وإيثارهم وتحمّل أذاهم.إلى غير ذلك من تعاليم الشرع ،فالزوجة التي تخل بالأخلاق الفاضلة ستكون عائقاً في وجه اقتداء الناس بها وبزوجها.
أخي الداعية:
1- كم هو جميل أن تحرص أن تكون زوجتك معك في خندق الدعوة تتعلم وتُعلّم .
2- أكثر من يعرف الإنسان زوجته فكن متقبلاً لنصحها وتقييمها لك.
3- لتكن لكما جلسات بين الفينة والأخرى تتبادلان أطراف الحديث حول البيت والدعوة .
4- لا بد أن تعلم أنت وزوجتك أنَّ من حُسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ،فلك خصوصياتك الدعوية والاجتماعية ولها كذلك .
5- املأ وقت الفراغ لدى زوجتك لكي لا تمل من غيابك عنها.
6- اعلم بأن الزوجة تريدك لها ولكن الله يريدك لدينه.
والله أسأل أن يصلحنا ويصلح نسائنا وان يرزقنا الذرية الصالحة وان يجمعنا بهم في الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه .