يعد الاعتناء بالأسنان وتنظيفها باستمرار أكثر التدابير الصحية فاعلية، والأقل من حيث التكلفة، بينما يعد تسوس الأسنان آفة كل الأعمار التي لا تذر طفلا أو شابا أو شيخا.
ولا تزال الأجيال تتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصيحته المهمة المتعلقة بجمال وجه الإنسان وصحة فمه وأسنانه إذ يقول: ” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ” متفق عليه.
الدكتورة فاطمة النعماني أستاذة أمراض الفم واللثة بكلية طب الأسنان جامعة طنطا تؤكد أن عملية التسوس هي عملية هدم لنسيج عظام الأسنان وهي تبدأ مع مهاجمة الأحماض العضوية والبكتيريا التي تسكن الفم واللثة ومع إهمال تنظيف الفم والأسنان ، تلتصق بقايا الطعام الممتزجة بالأحماض والبكتيريا والجراثيم مكونة طبقة لزجة على الأسنان فيما يسمى بالصفائح السنية.
وإذا لم يتم تنظيف الأسنان فإن تلك الصفائح السنية تظل عالقة بالأسنان لتذيب طبقة المينا الواقية للأسنان وتفرغها من محتواها من المعادن المهمة وعلى رأسها الكالسيوم.
كما أن من علامات التسوس المبكرة ظهور بقع بيضاء على الأسنان تعلن عن نقصان المعادن منها وهنا تتحول لبقع بنية اللون سرعان ما تتحول للون الأسود المنذر بدمار تلك السنة وتآكلها.
لا تقف عملية التسوس عند تآكل السن أو انحلال أنسجته ـ كما تقول د. فاطمة النعماني ـ إنما تتعداه ( إذا لم يحدث تدخل بكحت كل مظاهر التسوس وحشو السن بمادة عازلة ) إلى إصابة عمق السن وجذره مما يؤدي إلى دمار الأعصاب والأوعية الدموية التي تغذي السن.
هنا يصبح لا مفر من اقتلاع الضرس أو السن وهي خسارة حقيقية حتى لو تم استبداله بآخر صناعي.
ـ غسل الأسنان وتنظيفها بالفرشاة أو السواك على الأقل مرتين يومياً خاصة قبل النوم أمر يضمن سلامة الأسنان وبقائها بحالة جيدة ويحافظ عليها من أمراض اللثة التي تتسبب في تساقط الأسنان السليمة وتخلخلها وبخاصة لدى مرضى السكر.
ـ تناول الأغذية الغنية بالمعادن كالكالسيوم والفسفور وفيتامينات أ،ب،ج،د إلى جانب مادة الفلور الذي يسهم في دفع خطر الأحماض العضوية المدمر للأسنان.
ـ الأغذية الغنية بالألياف تسهم في تنظيف الأسنان.
ـ الماء والمضمضة بكثرة تسهم في تقليل تركيز الأحماض في الفم. وهنا تبرز فائدة صحية من فوائد الوضوء في الإسلام.
ـ الأمر في تسوس الأسنان لا يقتصر على المواد السكرية والحلوى والشيكولاتة، إنما يتعداه أيضا للنشويات مثل الأرز والبطاطس والبطاطا والمخبوزات بكافة أشكالها، إذ كلها كربوهيدرات تهاجمها البكتيريا لتعمل على تكسيرها لمواد سكرية أبسط قابلية للتحول لأحماض لها أثرها المدمر على الأسنان في عملية يعقبها التسوس ومضاعفاته.
ـ ينبغي أن يوضع في الاعتبار الاهتمام بأسنان كبار السن تماما كما نهتم بأسنان الأطفال إذ كبار السن تتناقص لديهم كتلة العظام ـ ومنها الأسنان ـ بصورة طبيعية مع التقدم في السن إلى جانب نقص اللعاب الذي يحمي الأسنان بما له من خواص طبيعية في تكوينه ” عناصر ومضادات بكتيرية “.
ـ التأكد التام من تعقيم طبيب الأسنان لأدواته تعقيما جيدا إذ لا يغيب عنا أن اللثة والأسنان هما بوابة عبور أي ميكروب شرس أو فيروس قاتل إلى الدم مباشرة.