عندما تقرأ وتسمع عن سير بعض الشخصيات تقف لها احتراما وإجلالا..
ومن تلك الشخصيات الشخصية العمرية على صاحبها رضوان الله..
عمر بن الخطاب قبل الإسلام كان مثله مثل أغلب الناس.. قوة لا تحمل هدفا، وشجاعة لا فائدة منها، وفكرا ضائعا بلا هدف، ورجلا لا يعرف منهجا يسير عليه.
وجاء الإسلام، الدين الذي يبني القيم، ويغير الإنسان إلى الأفضل، ينقل المرء من حضيض الأفكار إلى أعلاها، يعلم الإنسان كيف يتصرف وأين يتجه وأين يضع مواهبه ومزاياه.
أسلم عمر.. فتغيرت تلك الشخصية..
تجددت حياة عمر وأعاد الإسلام ترتيب حياته.. بنى قيمه وعزز صفاته الإيجابية، تخلص من شوائب الجهل، وسلك طريق الحق..
تحول عمر، ولم تكن حياته هامشية، لقد صنع تاريخا لا يزال يتلى إلى يوم الدين..
تحولت قوة عمر إلى قوة إيجابية في الإسلام حتى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب ما رآك الشيطان سالكا طريقا إلا سلك طريقا آخر.. وأخبره الرسول أنه في الجنة وهو يمشي على الأرض.
صار عمر بفضل صناعة الإسلام شخصا ذا رأي وليس مجرد رأي عابر، فقد كان ينزل القرآن بموافقة عمر في آرائه، وقد أيد القرآن عمرا في عدة أمور منها الصلاة عند مقام إبراهيم، وتحريم الخمر، واحتجاب النساء عن الناس.. وسميت بموافقات عمر.
تعلمت من عمر بن الخطاب..
أن الدين يؤخذ كاملا.. وليس مجزءا.. تؤخذ الصورة كاملة وليست مقطعة.. مشكلتنا اليوم أننا نأخذ من الإسلام ما يوافق أهواءنا ونترك ما يتعارض معها لذا نشأ عندنا التناقض في أبهى صوره.
نأخذ من الإسلام اسمه ونترك رسمه، نلتقط صورة معينة ونهمل صورا أخرى، نتواجد في زاوية ونتوارى عن زوايا.. لذا لا تكتمل لدينا الصورة الكاملة للإسلام وكما أراد الله لنا.
إذا أردت أن تعرف تأثير الإسلام وكيف ينقل الإنسان نقلة كبيرة وكيف يؤثر في المجتمع وينقله من ضفة إلى ضفة أخرى، فاقرأ قصص وسير الصحابة الكرام، كيف كانوا وكيف صاروا وكيف تحولوا تحولا جذريا على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع.. حتى وجدنا قلة قليلة تحمل الحق، تمكنت من حكم الجزيرة العربية ووصل أحفادهم وأبناؤهم إلى بلاد الهند والصين وإلى أفريقيا وأوروبا.
الإسلام كل لا يتجزأ.. يؤخذ كاملا.. إذا أخذ مجزءا سيكون مشوها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة.. نداء للمسلمين أن يأخذوا الإسلام بكل قيمه وتعاليمه ومعانيه ومجالاته كاملا وليس في صورة مهترئة وزاوية معتمة.
* قفلة
قال أبو البندري غفر الله له:
من الحكم العمرية:
(كنا أذل قوم، فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله).
رضي الله عن عمر وعن بقية الصحابة الكرام..
ولكم تحياتي،،،
———————————————————–
بقلم أ. علي بطيح العمري
المصدر : صحيفة اليوم ( السعودية )