بريق الشهرة لا يرتبط بمجال معين، ربما تكون مسئولا تحت الأضواء أو لاعب كرة قدم أو فنانا أو إعلاميا وغيره، جميعها تعطيك شعورا بالأهمية والمحبة وتجمهر الناس واقترابهم منك مما ينسيك الجهة الأهم وهي الأسرة ـ لا أقصد تناسيها تماماً ـ ولكن لا تعطيها ما تستحق من القرب والرعاية والاهتمام، بحكم أن ذلك البريق غطى على عينيك، ولم تعد ترى جيداً، وربما يصل البعض منهم إلى مرحلة البعد عن أسرته معتقداً أن تلك المحبة ستدوم طويلاً، ولكن في حقيقة الأمر أن تواصل الناس معك مربوط بمصلحة ـ لا أقصد المصلحة المادية ـ لأنك في الغالب لا تعطيهم شيئاً ولكن مجرد أنك تحت الأضواء ولو قليلاً ستكون محط أنظار الجميع الذين يحاولون الاقتراب منك وتكوين صداقات ليأخذوك إلى عالم مختلف بعيداً عن أسرتك التي تبدأ بهجرها رويداً رويداً حتى تتسع الفجوة وأنت لا تعلم، هذا العالم مؤقت ولا يستمر طويلاً لأنه مربوط بالشهرة التي حصلت عليها وعندما تختفي أو تذهب تلك الشهرة سيذهبون عنك بعيداً ولا يعرفونك لأن الناس يستمتعون بمرافقة المشهور والتحرك بصحبته بل والتفاخر أنهم يعرفونه أمام أقرانهم، يوجد القليل الذي لا تؤثر فيه تلك الإغراءات ويستطيع عمل توازن بين تلك التجاذبات التي تسحبك من أهم مجموعة في حياتك وهي ( الأسرة ) ولكنهم للأسف قلة.
أغلب المشاهير لا يشعر بأهمية محيطه الأسري، إلا بعد أن يذهب بريق الشهرة ويبتعد عنه الجميع، هنا يبدأ التفكير بشكل جدي في تلك المجموعة التي تناساها طوال السنوات الماضية على حساب آخرين لا يعنيهم أمره شيئاً إنما رافقوه لفترة معينة إرضاء لغرورهم ونرجسيتهم أنهم يعرفون المشهور الفلاني، وعندما تبتعد عنك الأضواء سيهربون سريعاً، لذلك لا تضحي بالأسرة على حساب هؤلاء بل احرص على تغليب الجانب الأسري لأنه هو الذي سيبقى، أما البقية فهم مثل فقاعة الصابون سيبتعدون بشكل سريع ولن تجدهم عند الحاجة. تعرفت على أحد المشاهير، وهو في عز الشهرة والنجومية، والجميع بجانبه في كل وقت، وبعد أن زال بريق الشهرة سألته ما وضعك؟ قال لم يبق بجانبي أحد. لقد ضحيت بكل شيء حتى الأسرة لم أتزوج، وها أنا أغلق بابي وحيداً كل يوم.. خذوها درسا للعبرة.
————————————-
بقلم أ. عبدالرحمن المرشد