نار الزوج أم رمضاء الطلاق ؟
تزوجت من قريبي من 6 سنوات بعد قصة حب طويله ومن اول زواجنا ونحن نختلف كثيرا ثم نتصافى وكان دخله قليل والى الآن ليس عندنا شقه وبعد 3 سنوات من زواجنا اشتغلت وكان لي مصدر دخل ممتاز وكان يأخذ مني المرتب بحجة تسديد ديونه
وكنت اعطيه في اول كام شهر من العمل وبعد ذلك رفضت اعطيه وعندها ثار وشتم وضرب وأجبرني على ترك العمل فذهبت لبيت اهلي ومكثت عندهم 7 أشهر ولم يأتي ليأخذني ولكن اكتفى بالاعتذار بالتليفون لي ولم يعتذر لأهلي وطلب مني العوده له وعدت دون ان يكلم أهلي او يعتذر لهم ومرت الأيام كالسابق خناقات ورضى الى ان وصل بنا الامر ان يستمر الزعل بيننا شهر او 40 يوم وهو المخطئ ولم يعتذر وكنت انا التي اراضيه واستمر الحال هكذا وعندها زاد السب والغلط لأتفه الاسباب وكنت اعود وأراضيه لأحافظ على البيت والاطفال (طفلين) الى أن اكتشفت أنه على علاقه ببنتين على النت ورسايل حب وغرام وغيره وكان يدخل على مواقع اباحيه على النت وكانت هذه العلافه عمرها مايقرب السنتين
وعندما علمت انهرت وبكيت وصرخت لانه حب حياتي وكان دائما يقول انا لا يستطيع ان يستغني عني وانه يحبني المهم واجهته
فقال ان كثرت خلافاتنا هي السبب فطلبت الطلاق فرفض فاصريت المهم أنه أذلني وضربني وعندها احتسبت الله وبعدها حدث عنده عجز في مال الشركه التي يعمل بها فحبس الى الآن وانا الآن عند أهلي ومنذ 6 أشهر وكل من حولي يقول لي انها أفضل فرصه لرفع دعوى خلع والطلاق
ومن 5 اشهر اتصل وكلم والدي وقال انه لا يستطيع العيش معي واتفقوا على ان يرسل لي ورقة الطلاق والى الآن لم يرسل شئ والأن انا لا أدري أأتطلق منه ام لا؟ أيمكن تجربة سجنه تصلحه وتهديه أم أن لا أمل في هدايته لان جميع من حولي يخشى علي ان يذلني ويبهدلني عندما يخرج من السجن لو بقيت على ذمته الآن انا محتاره أأنتهز فرصة سجنه وأتطلق أم ايقى معه لعل الله يهديه ولكن ماذا اذا لم يهتد ورجع يضرب ويذل . مع العلم انني مازلت أحبه ولست سعيده في بيت أهلي وتعبت نفسيا جدا وفقدت الثقه بنفسي لأن الجميع يعاملني كمطلقه فاشله جزاكم الله خيرا افيدوني فأنا تعبانه نفسيا جدا.
اسم المستشير أ م ي
_______________________
رد المستشار د. حنان قرقوتي
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي ا.م. ي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
فقد وصلت مشكلتك مع زوجك وهي مشكلة شريحة كبيرة من صبايا المسلمين .
وأبدأ من آخر الرسالة وهي أنك لا زلت تحبين زوجك ، وتخشين الطلاق لأنك الآن – وأنت غير مطلقة – تعاملين معاملة المطلقة مما أدى بك إلى عدم الثقة بنفسك وبمن حولك ؛ لذا هناك احتمالان بالنسبة لمشكلتك وعليك أن تختاري بينهما لأنه لا أحد يملك قرارك ، فأنت وحدك المسئولة عنه وإن كثرت حولك النصائح من المحبين ومن سواهم .
وهذان الخيارين هما :
1- إما أن تطلبي الخلع أو الطلاق لأنها فرصة لك لأنه في السجن ، وهذا في صالحك ، وفي حال حصولك على الطلاق فأنصح بأن تبحثي عن عمل وتعيلي أطفالك وبذلك تكونين قد حققت الانتفاع بوقتك ولا تكونين عبئاً على أحد من أهلك ، وتسترجعين الثقة بنفسك وبمن حولك ، وربما تجدين زوجاً خيراً من زوجك .
واعلمي أن الاختيار بالعقل لا يقل عن أهمية الاختيار بالقلب في مسائل الزواج .
2 – أن تنتظري عودة زوجك من السجن ، وتعودي إليه ، وفي هذه الحالة يجب اتباع ما يلي :
أ- أن لا تثيري غضبه لأتفه الأسباب .
ب – أن تكون نظرته عنك أنت صبرت في محنته وهو في السجن ولم تطلبي الطلاق .
ج – أن تشترطي عليه أن يقطع علاقته بالنت نهائياً وشجعيه على الصلاة لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .
د – أن لا تطلبي منه ما لا يطيق من طلبات البيت وتعيشي على قدر دخله ، واعلمي أنه يعطي أحسن ما عنده لك ، ويتوقع منك أن تكوني فخورة به وبما يقدمه لك ، بدلاً من تحطيمه ، لأنه ينظر إليك أنك أقرب الناس إليه ولا أحد يشعر بحزنه وفرحه بقدر ما تشعر به الزوجة ، فإن أنت زوجته ولم ير منك هذا ، فماذا تتوقعين أن تكون ردة فعله ؟ فكوني عوناً له وسنداً في محنته إن كانت مادية أو نفسية ، وشجعيه .
هـ – أن لا تشركي أهلك بشجارك مع زوجك ، واعلمي أن كل البيوت فيها شجار ، ولا يخلو بيت منها .
و – سأحكي لك قصة حصلت هنا في بيروت ، وهي أن الزوجة عادت إلى أمها وهي غاضبة من زوجها لأنه أهانها وشتمها إلخ … وقالت لأمها مما زادها سخطا على زوجها ، وحينما جاء الأب ودخل إلى البيت سمع ما قالت زوجته وابنته ورغبتهما في أن تنفصل عن زوجها ، فما كان من الأب الحليم إلا أن قال لابنته : جهزي نفسك لأذهب معك إلى زوجك ونطلب منه الطلاق. وما أن وصلا إلى بيت زوج ابنته ودق الجرس ، قال لها تقدمي أمامي ، وفتح الزوج الباب فما كان من الأب إلا أن أدخل ابنته أمامه وبدلا من أن يكلم زوج ابنته أقفل باب البيت وعاد أدراجه من حيث أتى . وتصافى الزوجان فيما بينهما وسارت الحياة طبيعية فيما بعد . وهذه القصة تفيد بأن الأسرار الزوجية يجب أن تبقى ضمن جدران البيت .
ز – يا ابنتي : المهم أن نصبر على هذه الحياة وهي مليئة بالصعاب ، فالزوج يريد من زوجته أن تتزين له وتضع العطر الذي يحب ، وبهذه الطريقة لا يكون للزوج علاقات خارج نطاق الزوجية ، وأن لا تعارضه حينما يغضب ، وترضى منه بالقليل وتصبر عليه في الشدائد ، وأن ترضى حينما يراضيها من أول مرة لأنها طبيعة الرجل التي جُبِلَ عليها ، وأقول: كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ً.
ح – فيما يتعلق بالعمل والراتب فكم من البيوت الإسلامية تُهَدّ من جراء ذلك ، صحيح أن الإسلام جعل ذمة مالية خاصة بالمرأة إلا أن السنة النبوية الشريفة جعلت الصدقة تجوز من المرأة على زوجها ، عندما يكون معسراً ، فإن اشتغلت وصبرت على زوجك فأن الصدقة بعشر أمثالها ، فكيف إذا كانت على الزوج دون أن تمني عليه ، فإن لك فيها أجران : أجر الصدقة ، وأجر القرابة .
ط – وأخيراً :
اجتمعي بزوجك بعد خروجه من السجن واشترطي عليه الشروط السابقة وبأننا نريد أن نفتح صفحة جديدة يكون الحب نبراسها والاحترام المتبادل مع الأبناء الذين هم ثمرة حب الزوجين .
وأنك سوف تقفين إلى جانبه في محنته دون أن تمني عليه ، وستعملين لتسانديه إن رغب هو بذلك ، وهو عليه أن يقوم باحترامك وأن لا يشتم ويضرب.
وبعد البيان للأمرين السابقين أنصح بأن تتجهي إلى رب العزة سبحانه وتعالى وهو أقرب لنا من كل قريب فاستخيريه بأداء صلاة الاستخارة ومن ثم الدعاء ، وهو يختر لك الخير ، وفي مجال الاستخارة فإن أبا بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه استخار الله سبحانه وتعالى في أمر جمع القرآن الكريم شهراً كاملاً حتى شرح الله سبحانه وتعالى في أمر جمعه .
وما استخار الله إنسان وعمل بما استخاره به إلا بيّن الله له طريقه فهو المعين والمستعان في السراء والضراء، والله من وراء القصد. وأتمنى لك التوفيق فيما تختارينه.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .