د.خالد الحليبي
الحمد لله تفضل بنعمائه ووعد بالمزيد لمن شكر، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أجزل الثواب لمن احتسب وصبر، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا عدد حبات المطر.
أما بعد فالوصية بتقوى الله رأس الأمر كله، فاز من اتقاه بخشيته في السر والعلن، وفاز من خشيه بالمغفرة والأجر الكبير، {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك: 12].
وما أشد الحاجة اليوم إلى هذه التقوى وتلك الخشية؛ لتنقذنا من تردينا في حمأة الذنوب التي أصبحت تطوقنا في كل مكان نرحل إليه ونقيم فيه، ما أذل النفوس حين تعصي الإله الذي خلقها، فإذا هي تتحول إلى عبادة غيره دون أن تشعر، فمرة تعبد المال، وتعس عبد الدرهم، وتارة تعبد المظاهر وتعس عبد الخميصة، وتارة تعبد الهوى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23]. ومرة تذله المعصية فتضع أنفه في الرغام، يشرب المسكر فيذهب عقله ويصبح كالمجنون أو أضل عقلاً، ويعاقر المخدرات فيصبح مجرمًا خطيرًا لا يؤمن حتى على أسرته، فينفر منه الناس ليصبح رهين المزابل والبيوت المهجورة، ويزني بأعراض الناس فيسلط الله عليه شكوكًا في عرضه لا يقر له معها قرار، ويورده فقرًا لا تقوم له معه قائمة، وربما هاجمه من المرض ما يتمنى معه الموت فلا يجده. لكن تقوى الله تزيد المرء عزًّا ومنعة وحفظًا وراحة وأنسًا.
وإذا تذللت الرقاب تواضعًا منا إليك فعزها في ذلها
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: ((يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك)) [حديث حسن صحيح في سنن الترمذي، (2516)].
الله.. يا شباب الإسلام وشيوخه.. لو أننا حفظنا هذه الوصايا لما احتجنا اليوم أن نتحدث عن آفة من أسوء الآفات التي تستهدف اليوم بلادنا وشبابنا ومقدراتنا وأمننا واستقرارنا في أسرنا.
آفة كوت قلوب الآباء والأمهات، وأقضت مضاجع الأولاد والزوجات، وقضت على نضارة الفتيان والفتيات، ليس فيها فائدة واحدة، والشر كل الشر في قبلاتها المجرمة. أكثر الذين هاجمتهم كانوا يظنون أنهم منها آمنون، ولكن الحيات الرقط تعرف كيف تتسلل إلى البيوت المحُكَمة، والنفوس الآمنة، والإحصاءات تكشف عن ارتفاع مطرد في أعداد ضحاياها في بلادنا، بل إن النشاط الكبير الذي تبذله الجهات المعنية كشف حجم التكثيف الذي تبذله العصابات المجرمة لتمرير ملايين الحبوب وآلاف الأطنان من المواد المخدرة إلى بلادنا، بآلاف المحاولات الثعلبية الماكرة.
أما الأعمار فتتراوح من الـ20 إلى 51 سنة. أي تستهدف شباب البلد وروحها والفئة العاملة فيها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد صرح أحد المسئولين في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بعد الاطلاع على الإحصاءات التي تكشف عن محاولات الاستهداف بأنه قد ثبت بأن لها أبعاداً أخرى غير الأبعاد التجارية، ويقصد منها مع الآسف النيل من شباب المملكة، لأن هذه الكميات يراد بها إغراق المجتمع وتوفير السموم بأسعار زهيدة.. وإذا كان الكابتجون هو الاختيار الأكثر انتشارًا بين الشباب؛ فقد كشفت المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية عن أن هناك عصابات عمدت إلى إضافة مواد كيميائية لهذه الحبوب المخدرة، من شأنها تدمير خلايا المخ، وهو ما يضاعف مخاطر هذا النوع من المخدرات فضلاً عن مستوى الضرر الذي تسببه أصلاً قبل إضافة مواد تدمير الخلايا لمكوناتها.
أيها المؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر..
إن الشباب يبدؤون خطواتهم الأولى في التعاطي بمرحلة يمكن أن نسميها بالمرحلة التجريبية، فهم يجربون هذه المغامرة، مرة أو بضع مرات، مع قرناء السوء ولو بنصف حبة كما يقول أحد التائبين، ثم يواصل التعاطي منهم أكثر من النصف.
وكثير من متعاطي المخدرات أقدموا عن قصد وعلم واختيار وبإرادة كاملة لا ينتقص منها أن يكون قد تأثر بعوامل نفسية أو اجتماعية. إنهم يبحثون في هذا السمّ الزعاف عن السعادة الموهومة والإحساس بالرضا والسرور والتعالي، وهي التي تزيدهم همًّا واكتئابًا، ويبحثون عن تخفيض التوتر والقلق، وهي التي تعيشهم في أجواء الخوف والرهبة والانزعاج الدائم، ويبحثون عن الإحساس بموقف اجتماعي متميز، وهي التي تفصلهم عن المجتمع كله، بل حتى عن زوجاتهم وأولادهم وآبائهم وأمهاتهم، ويبحثون عن الوصول إلى حياة مفهومة، وهي التي تجعلهم لغزًا من الألغاز، ويبحثون عن الإحساس بالقوة والفحولة، وهي التي تحيلهم إلى رماد من الضعف والوهن والمرض، ويبحثون عن إشباع حب الاستطلاع، وهي التي ربما تجعلهم يدخلون دائرة الإدمان الموحش بعد أول عملية استطلاع، ويبحثون عن الإحساس بالانتماء إلى جماعة غير جماعتهم، وهي التي تجعلهم ينتمون إلى مجرمين يبيعون ذممهم وأعراضهم وأحاسيسهم. ويبحثون عن التغلب على الإحساس بالدونية، وهي التي تجعلهم يرتكسون في أدنى درجات الدونية والمهانة، حتى إن بعضهم يعاقر هذه المواد في الحشّ والحمام والمزابل المهجورة. ويبحثون عن المغامرة، وهي ـ والله ـ المغامرة التي قد تجر رقبته للسيف، وشبابه للسجن، وأسرته للفقر والفاقة والذل. وتتداخل المخدرات مع جرائم أخرى كالعصابات المنظمة التي يمتد عملها إلى الدعارة والسرقة والسطو والخطف وغسل الأموال، والمشاركة في الأنشطة الاقتصادية بكل أنواعها، فيتحول الولد ذو الأعوام الربيعية إلى مجرم، وهو الذي كان مطمح الأمل في عيني والديه ومجتمعه كله.
ولعل مما يفيد في التعرف على المتعاطي ليكتشف الأهل ولدهم ذكر مجموعة من السمات أو الخصائص التي يمكن أن تكون مفتاحًا لإنقاذه، ومنها احتقان العينين وزوغان البصر، والضعف والخمول وشحوب الوجه، والانطواء والعزلة، والاكتئاب، والسلوك العدواني، والتعب والإرهاق عند بذل أقل مجهود بدني، والعلاقات السيئة مع الأصدقاء، وكثرة التغيب عن المؤسسة التعليمية، والسرقة، وكثرة التغيب عن البيت، والنوم أثناء الدروس والمحاضرات، والخداع والكذب.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعافينا جميعا من كل شر وبلاء وفتنة. قال الله تعالى {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].
أيها الأولياء علموا التقوى أولادكم، فلا حارس كالإيمان بالله، ولا تربية كالقدوة، فقد أثبتت الدراسات أن من أكبر أسباب الانحراف في تيار الإدمان توتر العلاقات الأسرية؛ وضعف الصلات العاطفية بين الآباء والأبناء، ولجوء الآباء إلى الطرد والضرب والإهانات في التربية، حيث يهرب الابن أو البنت من تلك المشكلات إلى التدخين الذي ثبت أنه بداية للمخدرات، وأن جميع المدمنين يدخنون أو كانوا يدخنون، كما أن تدخين أحد الوالدين، أو تعاطيَه للمخدرات أو شرب الخمر، ينتقل إلى الأبناء، وتظل جماعات الأصدقاء، وأصحاب السلوك المنحرف، ودرجة التدين فيه وفيهم، أبرز هذه الأسباب، كما يقول أحد التائبين: بدأت مع رفقاء السوء بالقات ثم وصلت إلى حبوب الكبتاجون ثم الخمر والحشيش إلى أن قبض عليّ في نقطة تفتيش على أحد الطرق ثم بدأت أتذكر وأيقنت أني لا حاجة لي بهذه السموم التي أوصلتني إلى السجن.
لذلك يؤكد كل الدارسين على اختلاف فئاتهم أن إحياء الخوف من الله، والتدين، وزرع الوازع الديني هو أنجع أنواع العلاج الذاتي الذي يبقى حصنًا حصينًا بإذن الله أمام كل الإغراءات.
أيها الأحبة:
إن العلاج يبدأ في اللحظة التي يقرر فيها الشخص التوقف عن تعاطي المخدرات. واتخذ القرار بالتوقف ولم يفرض عليه وإلا فإنه لن يلبث أن يعود إلى التعاطي في أول فرصة تسنح له، بينما الذي اتخذ القرار بنفسه دون ضغط من أحد أهله أو غيره يقاوم بإصرار حالة الانسحاب التي تعتريه ويتحمل ما تسببه له من آلام مستعينا بما يجزم بأنه يساعده على المضي فيما قرره كالصلاة والصوم، وضروب العبادة الأخرى، فضلاً عن وسائل العلاج البدني والنفسي. وهو ما لاحظه الخبراء في الحالات التي حالفها التوفيق. لذلك لم يكن غريبًا أن تكون نسبة الذين لم يفلح معهم العلاج وعادوا إلى الإدمان 64% من العدد الإجمالي لمن دخلوا المصحات للعلاج. على أن الأشخاص الذين يتلقون تشجيعًا اجتماعيًّا أو أسريًّا يتوقع لهم أن يتحسنوا أكثر من هؤلاء الذين لا يتلقون مثل هذا الدعم.
أيها الإخوة عافانا الله وإياكم من كل بلاء.. إن المخدرات تؤثر على متعاطيها على نحو خطير، ويظهر في الخمول والكسل، وفقدان المسؤولية، والتهور واضطراب الإدراك، والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية، وقد يصاب بفقدان المناعة “الإيدز” إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، وتغييرات حادة في المخ. وتفكك الأسر، والعجز عن توفير المتطلبات الأساس للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون.
وإنا لندعو الله تعالى للأجهزة الأمنية التي تقوم على إدارة مكافحة المخدرات بالسداد، والحماية من كل ذي شر، والتوفيق في أعمالهم البطولية الجبارة، وهم يتتبعون المروجين الذي يشقون العباد والبلاد، ويدلون المتعاطين على ما يصلح حالهم، ويعزهم في مجتمعهم.
أيها الأحبة.. إن المدمن إذا شُفي أو أقلع هو في أمس الحاجة إلى أصدقاء صالحين، يحفون به، ويقونه من العودة السيئة إلى التعاطي، بل قد يكون التائب من هذا الذنب العظيم هو أكثر الناس قدرة على وعظ المرتكسين فيه، إذا حكى لهم تجربته في الشفاء وليس في التعاطي، كما رأينا ذلك في عدد من التجارب الناجحة ثبت الله أصحابها بالقول الثابت.
يقول أحد التائبين: ((فاستيقظ ضميري وبدأت أفكر إذا خرجت من السجن هل سأعود للمخدرات مرة أخرى – أم لا؟ فاخترت لي صحبة صالحة من خيرة السجناء ثم جاء يوم إطلاق سراحي من السجن فخرجت إنساناً آخر، واستبدلت بالشلة الفاسدة الذين كانوا صحبتي أهل الخير، وداومت على حضور الدروس الدينية، وأصبح لزاماً علي أن أكافح هذا البلاء الذي ابتلي به شبابنا عامة، ثم ذهبت إلى إدارة مكافحة المخدرات فاستقبلني الأب العزيز المقدم/ فلان، رئيس التوعية وأخبرته أن العلاج هو أني تركت من يوسوس لي من شياطين الأنس وأردت أن أكافح هذا البلاء بالتعاون معهم وقمت بنقل معاناتي لشباب منطقتي بكل شرائحهم، فبدأت التوعية بإقامة محاضرات في السجن ومراكز حرس الحدود ودار الملاحظة ومجلس التعليم الفني والتدريب المهني، وعموم المدارس شارحاً لهم تجربتي المريرة مع المخدرات، مما كان له الأثر البالغ في نفوس المستفيدين والمستمعين لتلك المحاضرات والندوات التي شاركت بها.. علماً أن كثيراً من الشباب بالمنطقة تعافوا وتركوا هذا الجانب المظلم من الحياة المليئة بالمصائب)).
وكلنا يجب أن نقف صفًّا واحدًا مع إدارة مكافحة المخدرات لحماية أنفسنا وأولادنا ومجتمعاتنا من هذا الداء الخطير. وأن نتجه إلى الوقاية من العلاج، فبدلاً من أنت تنقذني من الغرق، امنعني من السباحة.
إننا مستهدفون في بلادنا لسلب عقولنا وحجبها عن استيعاب المعرفة وإضعاف قدرتنا على توظيفها في العلم أو الإنتاج أو إدارة شئون أسرنا ومؤسساتنا.
لنقل لكل من نعرف إن المخدرات حرام يملأ الصحف بالآثام، وجريمة تملأ الحياة بالآلام. ونسعى إلى الإقناع وليس إلى التهديد والوعيد. فإذا اقتنع الفرد احتمى الإنسان بحصن الأمان ضد رجمات سموم المخدرات وإجرام موزعيها. أما إذا افتقد الإنسان المناعة الدينية والعلمية والوعي الصحي والنفسي، فإنه سيصبح فريسة سهلة لمروجي المخدرات الذين لا يبحثون إلا عن المال فحسب.
ليقم المسجد والبيت والمدرسة والجامعة والصحيفة والإعلام كل بدوره، على أن الإعلام الفضائي هو أحد أكبر مروجي فكرة التعاطي والتدخين من خلال النماذج السيئة التي يعرضها على الشباب الذين لا يزالون في سن التقليد والتشكل.
هذه سارة فتاة في كليات المعلمات، كانت ترنو إلى مستقبلها الباسم، معلمة في مدرسة، وزوجا حنونًا، وأمًّا رؤومًا. فوجئت بأن أخاها تغيرت ملامحه، وضعف تدينه، وكثر تغيبه، وبدت عليه علامات جديدة لم تكن تعهدها عليه، أحست بأنه يعاني من مشكلة، فأرادت مساعدته، دعته يوما إلى جلسة شاي، وفي لحظة غفلة منها وضع المجرم لها المخدر في الشاي، شربته فكانت بداية المأساة، أحست بحاجتها إلى ما تناولته مرة أخرى، فطلبت منه أن يخبرها بما فعل معها، فقال لها إذا أردت مثله فادفعي لي ثمنه، أصبحت تعطيه من مكافأتها، والأخ يوفر لها ما طلبت، ولكن الرفقة السيئة قالوا له إنها ربما فضحتهم، فأتِ بها إلينا لنتفاهم معها، وكما يقول أحد المروجين الذين تابوا إلى الله: إن المدمن لا غيرة له، ذهب الأخ بها إليهم، فلم تخرج إلا بعرض مسفوح، وشباب مهدور، أحس بدمائه تغلي، بدأ يتململ، بدأ الندم يغزو قلبه الغافل، ولكن القصة لم تنته حتى حدث لسارة حادث مروري في إحدى زيارتها العاهرة، فكانت نهايتها الحزينة.
حين سمعت هذه القصة من راويها قلت فورًا.. هل يحتاج كل متعاطٍ ومروّج أن يقدم عرضه ثمنًا ليقظته وعودته..؟
اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلة، واجعل لنا من أمرنا رشدًا.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.