تقلبات المزاج، هي تحولات كبيرة في الحالة العاطفية للشخص يمكن أن تبدأ فجأة ودون سابق إنذار وقد تتبدد بنفس السرعة، فقد يشعر الشخص بالضيق، ولكن قد يشعر نفس الشخص بالبهجة خلال فترة قصيرة. وتقلبات المزاج شائعة لدى الجميع، لكن النساء أكثر عرضة لها نتيجة التغييرات الهرمونية في جميع مراحل حياتهن، بالإضافة إلى التغييرات في نمط الحياة والعادات الغذائية والعديد من المضاعفات نتيجة للظروف الصحية. في السطور التالية، يطلعكِ “سيدتي.نت” على أبرز أسباب تقلب المزاج عند النساء:
التغييرات الهرمونية :
تحدث التقلبات المزاجية غالباً عند النساء بسبب اختلال التوازن الهرموني وتأثير هرمون الاستروجين والبروجسترون على مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن الحالة المزاجية في الدماغ خاصة قبل وبعد الدورة الشهرية وبعد انقطاع الطمث وقبل وبعد الولادة أو الحمل، حيث تنخفض مستويات السيروتونين وتزداد التقلبات المزاجية، مثل العصبية والاكتئاب والتعب والأرق.
الكافيين :
الكافيين من الأسباب الرئيسية لتقلبات المزاج، إذ يعمل الكافيين عن طريق تحفيز الجهاز العصبي وخداع الدماغ لإفراز مواد كيميائية تساعد على الشعور بالسعادة، مثل السيروتونين والدوبامين، والتي يمكن أن تكون مفيدة للمساعدة في تقليل التوتر والاكتئاب، ومع ذلك فهذه الارتفاعات الكبيرة تأتي على حساب انخفاض الطاقة وبالتالي تمنعكِ من النوم، مما يجعلكِ تشعرين بالإرهاق وانخفاض الحالة المزاجية، لذا يجب ألا يزيد استهلاكك عن الكمية اليومية الموصى بها من الكافيين وهي 400 مللغرام، ما يعادل 4 أكواب صغيرة من القهوة تقريباً في اليوم.
الجفاف :
الجفاف يسبب تقلبات مزاجية عديدة بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، إذ حتى الجفاف البسيط يكفي للتسبب في الإرهاق وصعوبة التركيز والصداع مما يؤثر في مزاجكِ ووظائفكِ العقلية، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الجفاف يجعلنا أكثر عرضة لتجربة المشاعر السلبية، مثل الغضب والقلق والتهيج، فمثلاً المشروبات التي تحتوي على الكافيين هي مدرات للبول، مما يعني أنها تجعلنا نتبول بشكل متكرر أكثر من المعتاد، مما يسبب الجفاف الذي يمكن أن يضرَّ بصحتنا العقلية.
النظام الغذائي :
تؤثر مستويات السكر في الدم وصحة الأمعاء والعادات الغذائية السيئة على استقرار الحالة المزاجية، مما يجعل تنظيم مستويات السكر في الدم هاماً، فقد وجدت إحدى الدراسات أن انخفاض مستويات السكر في الدم يميل إلى أن يكون أكثر ارتباطاً بالحالات العاطفية السلبية، مثل العصبية، وكذلك مشاعر الغضب والحزن. وتساهم صحة القناة الهضمية أيضاً في صحتكِ العقلية والنفسية، حيث يتم إنتاج حوالي 90% من مادة السيروتونين الكيميائية التي تشعِرك بالسعادة في القناة الهضمية. لذا فإن الحفاظ على صحة أمعائِك قد يكون مفتاحاً للوقاية من تقلبات المزاج، وهناك عدد من الطرق التي يمكنكِ من خلالها استخدام طعامِك لتحسين مزاجك مثل:
– اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن العديد من المجموعات الغذائية الرئيسية مثل الكربوهيدرات والبروتين والفواكه والخضراوات.
– الإكثار من تناول الأطعمة الطبيعية والطازجة والنيئة كلما أمكن ذلك، فكلما زادت معالجة طعامك أو طهيه، كلما فقد قيمته الغذائية.
القلق :
يمكن أن تسبب أعراض القلق الكثير من الاضطرابات العاطفية، فعندما نشعر بالقلق نكون في حالة من اليقظة العاطفية العالية التي يمكن أن تجعلنا مفرطين في الإدراك والاستجابة للمواقف والأشخاص والعواطف، كما يمكن أن تتبع التقلبات المزاجية الناتجة عن القلق نوبات من العصبية والخوف والتوتر، ولكن يمكن أن تحدث أيضاً في كثير من الأحيان من تلقاء نفسها دون أي محفّز واضح. وهناك عدد من العادات السهلة التي يمكنك اتباعها للتغلب على القلق، مثل التأمل وتقنيات التنفس العميق وتغييرات النظام الغذائي ونمط الحياة، كما يمكنك أيضاً استخدام بعض المشروبات العشبية مثل اليانسون لتهدئة الجهاز العصبي وتخفيف أعراض التوتر والقلق الخفيف.
نقص المغنيسيوم :
المغنيسيوم معدن مهم لمئات التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم بعضها مفيد لتنظيم الحالة المزاجية، وعندما تكون لديكِ مستويات منخفضة من هذا المعدن، تصبحين أكثر عرضة لمجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على مزاجِكِ، مثل القلق والتهيج والاكتئاب والمزاج السيئ والصداع. ولتجنب ذلك احرصي على أن يحتوى طعامِك على المصادر الأساسية للمغنيسيوم من الغذاء، مثل الخضراوات وخصوصاً الخضراوات الورقية الخضراء، والموز ، والبقوليات، والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة ومنتجاتها.
الإرهاق وقلة النوم :
يؤدي الأرق وقلة النوم إلى تقلبات مزاجية حادّة نتيجة الإرهاق وعدم التوازن العاطفي الناتج عنه:
الإرهاق هو شعور دائم بالتعب أو الضعف ويمكن أن يؤثر عليكِ عقلياً وجسدياً. ويحدث الإرهاق بسبب مجموعة من العوامل، مثل الإجهاد، والنظام الغذائي غير الصحي، وبعض الظروف الصحية، وقلة النوم، ويرتبط النوم والمزاج ارتباطاً وثيقًا، فنحن بحاجة إلى نوم جيد حتى نتمكن من الحفاظ على توازننا العاطفي على مستوى اللاوعي، فالنوم هو وقتنا للراحة واِستعادة النشاط، لذلك بدونه تزيد فرص حدوث مشاكل عاطفية وجسدية.
متى تحتاجين إلى مساعدة الطبيب؟
من الطبيعي تماماً أن تكون لديكِ أيام تشعرين فيها بالحزن وأيام تشعرين فيها بالسعادة، ولكن التغييرات السريعة أو الشديدة في الحالة المزاجية قد تكون مدعاة للقلق، خصوصاً إذا استمرت لفترات طويلة، لذلك يُفضل حينها زيارة الطبيب الذي سيكون قادراً على التحقق من السبب ومعالجة الحالات الأكثر خطورة.
* ملاحظة قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذه العلاجات استشارة مختص في هذا المجال.
————————————
المصدر: avogel.co.uk