السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

وقوع في شباك السم الأبيض .



                                            وقوع في شباك السم الأبيض .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTo2twuLVSvvFQ25fuI9KdT8xx9lWZH7DKwwgghUsOnPQoAt0cFsbrNJuBR      بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد …

أخوتي وأخواتي في الله أريد أن أضع بين أيديكم مشكلتي مع زوجي سائلة المولى جل جلاله أن أجد في أيديكم ما يعيد جذوة الأمل إلى نفسي .. ويدفعني قدماً نحو حياة آمنة مطمئنة .. بداية أنا متزوجة وليّ خمسة أبناء من بيئة جداً محافظة وملتزمة أعمل معلمة مشكلتي تتمثل في زوجي لن أشكوا لكم من أخلاقه فهو شخص مثالي في تعامله معيّ ومع أطفالي .. وهو حنون بهم ولا يتوانى عن تلبية احتياجاتنا فهو كما أسلفت رب أسرة رائع …

لكن المشكلة الكبيرة التي تمثل نقطة خطر وتهديد يطرق عشنا الآمن هي في هذه القصة .. يوماً من الأيام لا حظت توتره وحركته الغير طبيعية وكنت أشعره بعدم الاكتراث واللامبالاة ، ورأيت يدخل غرفة النوم عدة مرات ويغلق على نفسه الباب .. الحاصل أنني تركته حتى يخرج من البيت وبسرعة توجهت نحو خزانة ملابسه فاستخرجت من بين ملابسه كيس صغير يحوى على مادة تشبه الدقيق الأبيض .. صعقت بمجرد رؤيتي له ..وشعرت ببرودة تستشري في أعضائي .. ثم قمت بدون شعور بإعادته مكانه .. وشعرت برغبة شديدة للنوم .. وعندما عاد رآني مستلقية فأخبرته بأنني متعبة وبحاجة للنوم .. بعدها سمعته يفتح الخزانة ويأخذ ذلك الكيس – و لا تسألوا عن حالي بعدها – وهذه ليست المره الأولى فقد سبق وضبطت مثله في سنوات ماضية لكنني لم أسكت وخرجت غاضبة إلى منزل أهلي وحللت المشكلة معه هو فقط وأمه حتى لا ينتشر الخبر ..

وأقسم ليّ بأن لا يعود لمثلها وطلبت منه إحضار ورقة من مستشفى الأمل تثبت سلامته ففعل وعدت إليه وعادة الحياة إلى مجاريها لكن أعود لأجده يكرر اليوم برؤيتي ذلك الكيس في خزانته .. وهو عندما يتناوله يشعر بالرغبة في السهر ونشاط متدفق غير عادي ويبقى على هذه الحالة مدة يومين .. علماً بأنه لا يسهر خارج المنزل فهو يسهر عندي ويهتم بأي شيء موجود في المنزل مثل إصلاح أي شيء وهكذا .. وبعد هذين اليومين ينام ما يقارب ثلاثة أيام وهو نوم ليس متواصل كما أسمع عن بعضهم بل ينهض لإحضارنا من الدوام إن كان موجوداً لأنه بحكم طبيعة عمله أسبوع عندنا وآخر في عمله ..ويستيقظ ليناول وجبته ويعود لينام وهكذا في أوقات الصلوات يصلي وينام وهكذا …

المشكلة والسؤال الآن ..

ماذا أفعل حيال هذا الرجل مع العلم أنني لا يمكنني أن أتوصل إلى أهله لأنهم ذو أسلوب فض معه. ووالده أن علم بذلك سيقاطعه أبد الدهر .. وعلاقته بأمه سيئة على الرغم من محاولتي المستمرة في تقويمها وإخوته أصغر منه ولا يتقبل نصيحة منهم .. إما إخوتي فليسوا ثقة في كتمان السر .

فلا أمنهم أن يخبروا زوجاتهم وأبنائهم فأكون أنا وأبنائي حديث المجتمع من حولنا وحديث الناس ، بل أنهم لا يخفون شيئاً عن أبنائهم الذين قد يسيئون إلى أبنائي بمعايرتهم بأبيهم .. أمر آخر حاولت أن أغضب منه لكنني لم أجد عليه شيء يحفزني على الغضب عليه حتى أخرج من عنده ..فهو خلوق جداً معي ومع أبنائي حتى أنني لم ألحظ عليه أي تصرف غير عادي بل وأنه لم يرفع يده يوماً عليّ وعلى أبنائي إطلاقاً ..

أرجوكم ماذا أفعل وأنا أحترق لحاله وهو يستخدم هذا النوع من السموم الذي يشعره بالسهر .. والذي أخشى أن يتطور الأمر إلى أمور أخرى ..

وماذا أيضاً بشأن بقائي معه وهو على هذا الحال ..
ماذا أفعل بارك الله فيكم وإني لن أنسائكم من طيب الدعاء .. وجزى الله خيراً من يعينني على هذه المشكلة

اسم المستشير     عبق الخزامى
_________________________

رد المستشار     د. فيصل بن سعود الحليبي

الجواب :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد : فيا أخت عبق الخزامى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكرك على ثقتك بموقعنا ( المستشار ) ، وأسأل الله تعالى أن تكون هذه السطور نهاية لمشكلتك بإذن الله تعالى، فعليه نتوكل وبه نستعين، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

ـ لقد أسعدتني كثيرًا حينما وصفت لي زوجك ـ هداه الله تعالى ـ بأنه ( مثالي في تعامله معك وأولادك ) ، وأنه لم يقصر في حقكم في شيء مع وقوعه في شباك هذا السم الأبيض الذي يحتويه في بيته، وتصرفاته هذه ـ في الظاهر ـ بوادر خير، ونستطيع أن نحملها على محمل سيء آخر، ولكنني أحب التفاؤل دائمًا ، وأن أحمل أخي على أحسن المحامل والظنون .

ـ اعلمي أن مشكلتك ما زالت في بدايتها، ولم تستفحل بعد، وأسأل الله تعالى ألا تزيد ولا تتطور ، فلربما كان هذا النوع من الحبوب منشط فقط ولا يذهب العقل ، وأنا لا أقلل من خطورته، بقدر ما أريدك أن تكوني في قمة توازنك وثباتك ورجاحة عقلك ، فلقد أُعجبت بعدم إفشائك لسره إلى الآن بين أهله وذويه بغض النظر عن علاقتهم السيئة به، لأننا نريد أن تحرك في علاج المشكلة بكل رزانة وتفكير ، ونبتعد عن الانفعال والحلول التي من شأنها تدمر حياة الأسرة وحياته هو أيضًا .

ـ اجعلي هذه القضية محل تأملك، واتكلي على الله تعالى في حلها، وتضرعي إليه أن ييسر لك النجاح وهداية زوجك ، فمن الله نستمد العون والتوفيق، وهو وحده الذي بيده هداية الخلق سبحانه .

ـ أشعر بأن زوجك يحبك ، وأنت وصفته بأنه ( أب أسرة رائع ) ، فمثل هذا الوصف يؤهله لمثل هذا الحل الذي سأذكره لك ، وهو أنك حينما ترينه مبتعدًا عن تأثير هذه الحبوب، ساكن النفس، تعدين له جلسة هادئة، وتستعدين له بالزينة المتكاملة، ثم تطلبين منه أن تتحدثي معه في موضوع قريب من مشكلته، وليكن تواصل ( نومه ) بشكل غير طبيعي، ثم ليبدو عليك التأثر لحاله، ولا مانع من البكاء المفاجئ، وأن تلقي بنفسك عليه، وذلك لهز مشاعره، وتحريك انتمائه لأسرته، وتنشيط حبه لك في قلبه، ومن ثم نفض ران المعصية عن فؤاده والأخذ بيده نحو علو الإيمان .

ـ وإن مثل زوجك ليس بحاجة لمقدمة أكثر من أن تقولي له بأنك تحبينه، ثم ادخلي إلى الموضوع بكل صراحة ومن دون رفع صوت أو صراخ، بل سارعي فأخبريه بأنك لم تخبري أحدًا ولن تخبري أحدًا ما دام أنه مستعد للتوبة والعزيمة على الصدق مع الله تعالى في هذه اللحظة .

ـ اسأليه : (( لماذا يتناول هذا السم )) ، وليكن ذلك استلالاً لسخائم نفسه، فلربما لجأ إليه لهموم أو غموم فأخطأ طريق الصواب بذلك ، اسمعي شكواه جيدًا، تعاطفي معه أثناء حديثه، ثم تعهدي أن تكوني له سندًا في حل هذه المشكلات ورفع هذه الهموم، وإن كنت مقصرة في مشاركته في ذلك سابقًا، فابذلي كل الجهد في عونه ومساعدته .

ـ إذا انتهى من حديثه اطلبي منه كل كمية بيده، وأتلفيها بأي وسيلة، واستحلفيه ألا يعود إليها مرة أخرى، واطلبي منه أن يقرأ شيئًا من القرآن الكريم.

ـ ثم إذا رأيت من المناسب أن تطلبي ورقة بصفاء دمه من هذا المخدر من مستشفى الأمل فلا مانع من ذلك .

ـ لا تفكري حاليًا بأي استشارة مع أهله أو أهلك ، فأشعر أنك تستطيعين بإذن الله تعالى أن تحلي مشكلة زوجك بكل اقتدار .

ـ اجعلي له جزءًا من وقتك تتحدثين معه وتسألين الله له الهداية والصلاح ، ورهبيه من سوء الخاتمة ،

وقولي له : كم شخص مات على المعصية، فهل فكرتَ في ذلك .

أسأل الله تعالى أن يهدي قلب زوجك ، وأن يجعل أيامكم سعادة وفرحة .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

في حالة أي إيجابية تتوصلين إليها أرجو إفادة الموقع بذلك،أو عكسه لا قدر الله تعالى .


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم