◄التعامل مع الرجل فن ومهارة، وهي مهارة سهلة مكتسبة، فللكلمة سحر لا يستعصي إدراكه على أحد، بضع كلمات قادرة على قلب الموازين ضدّك، فلا تقوليها حتى لا تصبحي في موقف لا تُحسدين عليه، كوني واعية لما تقولينه وما لا يريد شريكك سماعه.
حين تُقبلين على حياة جديدة مع شريك بعد قصة حبّ طويلة، ربّما تظنين أنّ حياتك ستكون وردية بلا منغصات، هذا ما حدث مع صديقتي أحلام التي جاءت منهارة تماماً تبكي بحرقة، تحكي لي عن زوجها قائلة: “هذا الرجل لا أعرفه، ليس هو مَن أحببته يوماً، كيف لي أن أرتكب هذا الخطأ الفادح، زواجي به غلطة كبيرة لن أغفرها لنفسي”.
وبعد سماعي لشكواها، نظرت إليها قائلة: “سأخبرك بجمل إن كنت ترددينها دوماً في علاقتك معه، فستكون النتيجة هذه الحالة التي وصلت إليها، وستأتين كلّ مرة تبكين بالحرقة نفسها وتشكين، ولن تحل المشكلة بينكما”.
نفضت صديقتي رأسها وهي تمسح دموعها، وقالت: “ما هذه العبارات؟”.
فقلت: الخلافات أمر طبيعي في أي علاقة إنسانية، المهم أن نختلف بتحضر ووعي، حتى لا نسبب جروحاً قد لا نستطيع مداواتها، تجنبي أن تقولي هذه العبارات له:
1- لو كنت تحبّني حقّاً لكنت..
هذه العبارة تضع شريكك في موقف محرج يصعب الخروج منه، سوف يشعره ذلك بالإحباط، لأنّه إذا فعل ما يرضيك، على الرغم من عدم اقتناعه، سوف يرضيك مؤقتاً، وقد يؤدي به ذلك إلى النفور منك فيما بعد، فلكلّ إنسان طبيعة معينة، وأنت تريدين أن تغيري من طبعه لمصلحة ما ترغبينه، مما يجعله يفعل ذلك دونما إحساس، فهو بذلك يؤدي واجباً، وبعد مرور الزمن يمل ويرجع لسابق عهده، تقبلي حبّه لك من دون شروط مسبقة، ولا تحكمي عليه من خلال عمل لم يقم به لك، أو عمل قام به ولم يعجبك.
2- سوف أعلمك كيفية القيام بذلك:
حين تقولين لشريكك سوف أعلمك كيف تفعل ذلك، فإنّ الرسالة التي تصل إليه هي أنّه لا يجيد صنع الأشياء، وأنّه ليس بكفؤ لك، فالشعور بالكفاءة مهم جدّاً لنفسية الرجل ورضائه عن ذاته، إذا بدأت بإعطائه توجيهات وتعليمات حين يكون مقبلاً على عمل ما، فقد يشعره ذلك بانتقاص من قدراته في معالجة الأمور، وقلة الحيلة، الأمر الذي ينعكس على علاقته بك.. يمكنك أن تقترحي عليه أفكارك بدلاً من أن تعلميه كيف يصنع الأشياء.
3- فلان كان يفعل ذلك بهذه الطريقة:
تخيلي لو بدأ شريكك مقارنتك بزميلة له في العمل، ماذا سيكون شعورك حينها؟ أكثر ما يحبط الرجل مقارنته بأي شخص آخر حتى لو كان مجرد صديق، إنّ مثل هذه الجملة تجعله يشعر بأنّك تفضلين ذلك الشخص عليه، وأنّك معجبة بطريقة صديقه، وهذا يسبب له شرخاً نفسياً كبيراً، حتى وإن لم يظهر لك ذلك، وربّما يشكّل ذلك تنغيصاً لحياتكما معاً.
4- أنت تتصرف مثل والدك:
لا يرغب شريكك في سماعك وأنت تقولين إنّك تشبه والدك في تعاملاتك، أو إنّك تتصرف كوالدتك، لا، علاقة الآباء بالأبناء غالباً ما تكون أكثر تعقيداً، مما قد يظهر لك، فلا تشبهي شريكك بوالديه، فهو لا يحبّ أن تقارنيه بأهله مع أنّهم الأحب إلى قلبه، فالتشبيه قد يزعجه، ويحرجه، بل ويظهر له كرهك لعائلته ما ينعكس سلباً على تعامله معك.
5- أنت تحتاج فقط لاتخاذ موقف حازم:
الرجل المتردد هو شخص ضعيف لا يعرف ما عليه، ولا يملك الجرأة لاتخاذ القرارات المناسبة، لذا تجدينه عدوانياً في بعض الأحيان، وكأنّه يعوّض من نقص ذاته هذا بتلك العدوانية، والأسوأ من ذلك أنّه دائماً يغير رأيه بكلّ شيء حوله، فيصيب كلّ مَن حوله بالإحباط واليأس، والسبب في ذلك يكون لأنّه لا يوجد عنده قيمة للوقت، ولأنّه يسعى دائماً إلى مرضاة الناس، لكي يشعر بأنّ له قيمة وأهمية، أو لأنّه دائماً ما يستمد طاقته وقوّته ممّن حوله، وليس من ذاته، ومن مخاوفه هو التعرض للعقاب عند تحمل المسؤولية، لذلك فهو يقوم بجمع المزيد من المعلومات حول الموضوع الذي يعمل فيه، ويستشير الآخرين قبل إقدامه على اتخاذ القرار أو تحمل أي مسؤولية. ولكي تساعدي شريكك المتردد على التخلص من هذه العادة السيئة ينبغي أن تشعريه بالأمان والاهتمام، وبأنّك في حاجة دائمة إلى قدراته وإمكاناته، وتقدمي له التشجيع والمساندة لزيادة ثقته بنفسه، وتتحلي بالصبر عند التعامل معه، وتهيئي له الجو المناسب لتحفيزه لتعليمه على صنع القرار.. أوكلي له بعض المهمات السهلة والبسيطة، استخدمي أثناء الحوار معه الأسئلة المباشرة والمغلقة، والتي تكون الإجابة عليها إمّا بـ(نعم) أو (لا)، ولا تتخذي منه موقفاً صارماً إذا أخطأ، ولا تتحدثي معه بانفعال، حتى لا تعودي إلى نقطة الصفر.
6- لماذا لا تكون مثل فلان؟
إنّ لكلّ شخص طبعه وشخصيته المختلفة عن الآخرين، وحين قررت الزواج بهذا الرجل اخترته من بين الناس جميعاً، وهذا يجعل المقارنة غير منطقية، ومرفوضة من الأساس لأنّها تؤدي إلى إلغاء الآخر، فشريكك يحبّ أن تكوني فخورة به، مقتنعة بشخصيته وتنظرين إليه بصورة الرجل المثالي الذي يحبّه الجميع، فلماذا تطلبين منه أن يكون مثل فلان أو فلان، اقبلي بشريكك كما هو، انظري إلى إيجابياته، وتجاوزي عن عيوبه، فلا أحد بلا عيوب.
7- فلان كان يعطيني دائماً كامل اهتمامه وانتباهه:
إذا كنت على علاقة بشخص ما قبل ارتباطك بشريكك، وقد أخبرته عن هذه العلاقة فلا تضعيه في مقارنة مع ذلك الشخص مهما فعل، ومهما بدا سلبياً معك.. تناسي أمر الشخص الأوّل نهائياً وقت الخلافات، ولا تتعمدي ذكره في أي وقت آخر، فمقارنة شريكك برجل آخر ليست فكرة صائبة، في إمكان مثل هذه المقارنات أن توقعك في مأزق حقيقي مع شريكك، فينفر منك ويحدث صدعاً كبيراً في علاقتكما لا يمكن رتقه بعد ذلك.►