هل صرخ طفلك يومًا رافضًا الذهاب للمدرسة؟ أو لم يعد يرغب في الذهاب إلى النادى وممارسة نشاطاته وهواياته المعتادة؟ انتبه ربما المشكلة تتجاوز العند الطفولي، فريما يكون طفلك مصابًا بمشكلة القلق المزمن عند الأطفال ، تابع معنا هذا المقال لمعرفة أسباب المشكلة وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها.
ما هو القلق المزمن عند الأطفال ؟
من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالقلق والخوف، فعلى سبيل المثال يخاف الأطفال الصغار من الظلام، أو يقلق الأطفال في سن المدرسة بشأن تكوين صداقات، لكن في بعض الأحيان يتحول قلق الطفولة الطبيعي إلى مشكلة أكثر خطورة تُسمى بالقلق المزمن أو “اضطراب القلق الاجتماعي“، والذي يُطلق عليه أيضًا الرهاب الاجتماعي، وعندها تجد الطفل يخاف حتى أن يترك والدته للذهاب إلى المدرسة.
1 من كل 8 أطفال يعانون من اضطرابات القلق، ومشكلة القلق المُزمن عند الأطفال يمكن أن تؤثر في صداقات الطفل وحياته في المنزل وفي المدرسة، ويمكن حتى أن تؤثر على أداء الواجبات المدرسية، فالمهمة التي تستغرق عشرون دقيقة قد تستغرق ساعة من الطفل المُصاب باضطراب القلق المزمن.
ولكن عزيزتي الأم وعزيزي الأب؛ لا تقلقا؛ فاضطراب القلق الاجتماعي هو مشكلة نفسية يمكن علاجها من خلال تعلم مهارات التأقلم، وتلقي الدعم النفسي الذي يُكسب الطفل الثقة في نفسه ويساعد في تحسين قدرته على التفاعل مع الآخرين ومواجهة المواقف الحياتية المختلفة.
ما العلامات التي تدل على أن الطفل يعاني من اضطرابات القلق؟
هناك مجموعة كبيرة من العلامات والأعراض التي تدل على أن الطفل يعاني من اضطرابات القلق؛ ومنها:
قد يواجه الطفل صعوبة في النوم أو يشكوا من آلام في المعدة أو مشاكل جسدية أخرى.
قد يصبح الطفل انطوائي ويتجنب الذهاب للمدرسة أو النادي، ويتشبث بالوالدين بشدة.
قد يواجه الطفل أيضًا مشكلة في التركيز في الفصل أو يكون مضطرب للغاية ويواجه صعوبات دراسية.
قد يعاني الطفل من نوبات غضب شديدة عند شعوره بالتهديد.
يصف الطفل الذي يعاني من اضطراب القلق شعوره بأنه يشعر بالخجل أو القلق أو الخوف.
ماذا لو لم يتم علاج اضطرابات القلق لدى الأطفال؟
ربما لم تدرك بعد مدى خطورة مشكلة القلق المزمن لدى الأطفال، وأهمية علاج هذه المشكلة مبكرًا، فعند عدم تلقي الطفل لعلاح ودعم مناسبين تكبر المشكلة ولا يستطيع الطفل أن يتأقلم بصورة جيدة مع مستجدات حياته، وسيحاول الطفل الذي يعاني من القلق تجنب الشيء الذي يجعله قلقًا، مما يجعله منعزلاً، وهو حل قصير المدى يعزز للأسف المشكلة ويُعقدها.
كما يؤدي القلق غير المعالج إلى تدني احترام الذات وثقة الطفل في نفسه ويواجه الصعوبات الدراسية، وللأسف يمكن أن يصل الأمر إلى أن يتعاطى الطفل المخدرات مستقبلاً للهروب مما يشعر به.
القلق يؤدي إلى الاكتئاب!
الأشخاص الذين يعيشون مع القلق لفترات طويلة منذ الطفولة هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، فكثير من الأطباء النفسيين أشاروا أن معظم مرضى الاكتئاب كانوا يعانون من اضطرابات القلق منذ الصغر.
كيف يمكنك مساعدة طفلك على التكيف مع اضطراب القلق؟
لحسن الحظ يمكن علاج اضطرابات القلق، فهو من المشكلات التي تستجيب بشكل جيد للعلاج السلوكي المعرفي وخطوات علاجية أخرى، ويُحدث الحصول على المساعدة فرقًا كبيرًا، واطمئن لا يلزم أن يستمر العلاج مدى الحياة، ولكن آثار العلاج الإيجابية والتعافي من القلق سيستمر طوال الحياة.
هناك خطوات تأقلم أساسية نوصي بها الآباء والأمهات الذين يظهر لدى أطفالهم علامات اضطراب القلق أو تلقوا تشخيصًا له، وتشمل تلك الخطوات:
ابتكر نشاطات يومية تُبرز فيها نقاط قوة طفلك وتعزز من خلالها ثقته في نفسه.
اشرح لطفلك مفهوم الشجاعة وأخبره أنه يمكن أن يُقدم على تصرف ما وهو يشعر بالخوف أو القلق وأن هذا شعور طبيعي لا يجب عليه أن يُوقفه.
يجب على الوالدين تعزيز قيم الترابط الأسري ومنح الطفل مساحة آمنة لكي يشعر بالطمئنينة.
حدد وقت للاسترخاء وممارسة أنشطة ممتعة مثل الطبخ أو القراءة بعيدًا عن الأجهزة الالكترونية.
ممارسة الرياضة بانتظام؛ 20 دقيقة من التمارين الرياضية يوميًا يمكن أن تحسن مزاج وحالة الطفل النفسية.
ولا تُهمل طلب المساعدة المتخصصة من طبيب نفسي متخصص في حالات القلق المزمن لدى الأطفال ليرى الطبيب ما إذا كان هناك حاجة أن يتلقى الطفل دواء للمساعدة في علاج حالته.
وفي نهاية المقال؛ نود أن نذكرك عزيزي الأب وعزيزتي الأم أن صحة أطفالنا النفسية هامة جدًا في رحلة التربية، ويجب علينا الاهتمام بها كما نهتم بصحتهم الجسدية، حتى يكبر أطفالنا بنفسية سوية ليستطيعوا مواجهة الحياة بطرق صحيحة.